• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

قالت الكاتبة "نور طارق" إن اﻷطفال في مصر في خطر داهم، بعدما أصبحوا هدفا للحملات اﻷمنية التي تشنها الحكومة ضد المعارضة، وتعرض الكثير منهم للسجن والمعاملة السيئة.

وأضافت الكاتبة في مقال نشرته بصحيفة "ميدل إيست أي" البريطانية اليوم السبت، إن بعض اﻷطفال اعتقلوا من منازلهم أو تم اختطافهم من أمام مدارسهم، وبعضهم تم سجنه في العزولي.

وفيما يلي نص المقال..

"هل تعرف كيف تكون أحد أسباب وضع شخص وراء القضبان؟"

بهذه الكلمات، يحكي محامي مصري عن قضيته الأخيرة، المتهم فيها محمد عبدالسيد، طفل يبلغ من العمر 14 عاما وتشمل قائمة الاتهامات، الاحتجاج، وحيازة متفجرات بعدما سلمه سائق سيارة أجرة للشرطة بعد الاشتباه بأنه يتظاهر، وظل الطفل محتجزا لمدة شهر، حتى تم تحديد جلسه محاكمته، ليجد نفسه حكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات.

هذا هو واقع شباب مصر، في حين يجب على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الحفاظ عليهم باعتبارهم أمل مصر ومستقبلها، الإجراءات والقوانين تقول بخلاف ذلك.

وفي حين كانت وسائل الاعلام الحكومية المصرية تتودد لحملة المشير الذي أصبح رئيسا، ظل السيسي بخيل في وعوده، وعاجز عن تقديم شيء ملموس وإجاباته غامضة تذكرنا بغرابة تصريحات دونالد ترامب في أميركا، مثل أن "مصر سوف تعود كبيرة من جديد".

عند يتعرض لضغوط اﻷسئلة الصعبة حول الاقتصاد، يطالب المواطنين بترشيد استهلاكهم و"شد الأحزمة على البطون". 
 

وفي وقت لاحق، عندما سئل عن الاعتقالات، السيسي يعترف بوجود مظلومين في السجن، لكنه وعد بالافراج عنهم.

بعد مرور سنتين، لا تزال الإحصاءات المصرية عن المعتقلين في الارتفاع لمستويات محيرة للعقل، مع تقديرات تصل لـ 50 ألف سجين سياسي، وقال والد محمد عماد البالغ من العمر 15 عاما:" نحن نعيش المستحيل، ما لا يمكن تصوره".

بالكهرباء، والجلد، والضرب على وجهه، قائمة أهوال لا تنتهي يحكيها الوالد تحدث ﻷبنه، ويقول:" ابني ولد في اليابان .. كتبت إلى السفير الياباني، إنه إذا أرسله لليابان فبذلك هو يحميه .. وسوف أتنازل عنه ... اليابان يمكن أن تعتبره واحدا منها .. الأطفال هنا في خطر ".

لأكثر من سنتين هناك 10 اتهامات تواجه ابني تتراوح بين احتجاجا واتهامات بالقتل، ولم يحاكم محمد بعد:" كل ما يعرفه ابني عن بلده أنها خطر ... وقد رأى أكثر مما يجب أن يرى طفل يبلغ من العمر 15 عاما".

اعتقالهم من منازلهم في الصباح الباكر، أو خطفهم من أمام المدارس بعد الامتحانات، تحول الأمر إلى الموت في السجن - أو في بعض الحالات النسيان - ضحايا حملة الحكومة المصرية الشرسة على المعارضة أصبحت عشوائية واﻷطفال أصبحوا هدفا.

عندما صادف هشام ناصر ثلاث فتيات يتعرضن للضرب من البلطجية في الشارع للاشتباه بأنهم كانوا يحتجون، حاول الدفاع عنهم، الجيران، بدلا من مساعدته، سلموه للشرطة، وفي مركز الشرطة، استقبل بالضرب والاحتجاز لعدة أشهر، قبل أن يتم إرسالها إلى الكوم الدكة، وفي وقت لاحق لمركز اعتقال سيء السمعة يطلق عليه اﻷطفال وأسرهم "جوانتانامو الاطفال".

وتقول أم هشام: لقد وعدونا بأن أطفالنا لن يرسلوا إلى هناك ... جماعات المدافعين عن حقوق الإنسان وعدونا بإن الأطفال لن يعودوا إلى جوانتانامو.. لكن للأسف أخذوهم إلى هناك"..

عندما وجد الأطفال أنهم أعيدوا إلى جوانتانامو رفضوا التحرك، وحينها وضع الضباط وجوههم على الأرض، قصفت وداسوا على رؤوسهم بأحذيتهم. قفز الضابط فوق ذراع هشام، وتركها مكسورة، وعاجز عن التحرك لمدة ستة أشهر، ومنعوا عنه الرعاية الطبية، وأدى ذلك لتفاقم وضعه الصحي.

وقال والدته: لقد زرته بعد 3 أيام ولكني لم استطع التعرف عليه.

أجبر على الاستلقاء على الأرض لساعات، ويتعرض للضرب إذا تجرأ على التحرك خطوة، ضباط يستخدمون هذا اﻷسلوب لضرب وتعذيب السجناء السياسيين.

"هذا صحيح"، محامي يؤكد كلام أم هشام قائلا:" مهما قالت لكي الأسر ليس إلا جزء صغير مما يحدث في الواقع.. الاغتصاب والتعذيب والضرب حتى الموت، الحياة لا تحمل أي معنى بعد الآن للأطفال في جوانتانامو، مما يؤدي إلى محاولات انتحار جماعي.

قصص سوء المعاملة لا تنتهي عند هذا الحد، كل قصة بشعة أكثر من الأخرى، وقالت فتيات صغيرات :" إن الضباط يقولون أن الرصاص والغاز والاعتقالات لم تنجح، والطريقة الوحيدة لكسرهن سيكون التأكد من مغادرتهن السجن حوامل.

من الاختفاء القسري ﻷنس بدوي البالغ من العمر 12 عاما والذي أمضى عاما في سجن العزولي -قبل أن يعرف عنه أي شخص أي شيء، إلى عصام الدين، البالغ من العمر 15 عاما الذي اختطف من الشارع ودخل المستشفى أربع مرات منذ القبض عليه، هناك قصص لا تعد ولا تحصى تخرج يوميا، ترسم صورة قاتمة عن الطفولة في مصر. ولكن كما قال والد أحد اﻷطفال، صمت العالم يعطي النظام تفويضا مطلقا لسوء المعاملة، والاستمرار في سرقة حياة الأطفال.

"ابني واحد من مئات".. في الماضي كان هناك عذر أنك لا تعرف.. ولكن اﻷن اﻷن الجميع يعلم. 

أضف تعليقك