• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

دعا الكاتب محمد سيف الدولة الباحث في الشأن القومي العربي إلى ضرورة التحرر من اتفاقية كامب ديفيد.

وقال في بيان نشره عبر مدونته الشخصية: "لم يعد السؤال اليوم عن حقيقة السيسي ونظامه، وطبيعة علاقاته مع العدو الصهيوني، وإنما أصبح السؤال الأكثر أهمية هو ما العمل؟".

وتابع: "علينا أن نوجه غضبنا إلى كامب ديفيد، وليس للسيسي وحده، ففي مصر ١٠٠ ألف سيسي، وكامب ديفيد ليست اتفاقية وبنود، بل هي نظام كامل من التبعية والاستسلام والاستبداد والإفقار والنهب والاستغلال، إنها منظومة كاملة في الاقتصاد والسياسة والجيش والتسليح وتوزيع الثروات والطبقات والعلاقات الخارجية والثقافة والتعليم، وفي القيم والأخلاق".

وأضاف: "وهي ليست مجرد اتفاقية "بالإكراه" لتجريد سيناء من السلاح والقوات إلا ما تسمح وتجود به إسرائيل، بل هي مخططًا شاملاً لتجريد مصر من أي قدرة على مواجهة أمريكا وإسرائيل ومن القيام بدورها التاريخي في المنطقة، ناهيك عما ترتب عليها من تفريط في فلسطين، واعتراف ودعم وتمكين وتسييد (لإسرائيل) ومشروعها الصهيوني في الوطن العربي".

وواصل: "و لو اختفى السيسي غدًا، فإن هذا لن يغير شيئًا، سيأتون بمثله ليخدم ذات النظام وينفذ ذات السياسات، ويلتزم بذات الانحيازات، ويدخل في ذات التحالفات، ويقدم ذات التنازلات، هذا ما فعلوه بعد اغتيال السادات، أتوا بمثله أو أسوأ منه ليواصل ما بدأه، وإيانا أن نكرر ذات الخطأ الذي وقعنا فيه بعد ثورة يناير، حين اكتفينا بإسقاط مبارك، وخشينا أن نقترب من كامب ديفيد ونظامها والتزاماتها وتبعيتها ومؤسساتها ورجالها وطبقتها ودولتها العميقة، قيل وقتها فلنبني مصر أولاً ولنتجنب الآن أي صدامات مع أمريكا وإسرائيل ومجتمعها الدولي".

وذكر: "فماذا حدث؟، لم يمهلنا منهم أحدًا، وتحالفوا للانقضاض علينا بربطة معلم، وأجهضوا ثورتنا في أيام معدودات، وعادوا بنظام أسوأ من نظام مبارك في تبعيته، وأكثر ظلمًا وإفقارًا للشعب، وأكثر استبدادًا وبوليسية، عامود الخيمة في شرعيته وسياساته هو علاقته بإسرائيل وتحالفه معها، وبدلا من أن نكون تابعين للأمريكان مباشرة، أصبحنا أتباع لتابعيهم، للسعودية والخليج".

وأردف: "ولنسأل أنفسنا، ما هي الأجندة التي ينفذها السيسي ونظامه؟ ومن الذي يدعمه دوليًا وإقليميًا؟ وهي أسئلة، إجاباتها أصبحت اليوم واضحة للعيان، بتتبع لحزمة السياسات الداخلية والخارجية التي ينفذها ولطبيعة المصالح والدول والأحلاف والمحاور والقوى والطبقات التي يعبر عنها ويمثلها، وعليه فإن من وراء السيسي، وما وراءه، أخطر 1000 مرة منه شخصيًا، إلى الدرجة التي يذهب فيها بعض المراقبين أن هناك في جماعته ومعسكره وحلفائه من يفكر في استبداله لأنه يراه دون المستوى".

واختتم: "لا يجب أن يقتصر غضبنا على السيسى وعلاقاته "الدافئة" أو على وزير خارجيته وزياراته لنتنياهو فقط، بل علينا أن نبحث كيف يمكن أن نتحرر من عبودية كامب ديفيد بكل نظامها وتحالفاتها ورجالاتها".

أضف تعليقك