تحل اليوم الذكرى الرابعة والستين لثورة 1952 التي قام بها مجموعة من الضباط الأحرار، وبعدها تقلد الرئيس" محمد نجيب" حكم مصر لفترة قصيرة لينقلب عليه جمال عبد الناصر، بعد مطالبة نجيب بإقامة دولة مدنية.
السينما المصرية جسدت بعض مما كان يحدث في سجون العسكر للمعتقلين السياسيين أو ممن كان سوء الحظ يقودهم لمصيرهم المجهول، فجاء فيلم "احنا بتوع الأتوبيس" عام 1979، ليتناول قضية التضييق والانتهاك لحقوق الانسان في عهد "عبد الناصر"، في سجون سرية؛ وها هو التاريخ يعيد نفسه حيث ييستخدم العسكر نفس الطريقة لإذلال المعتقلين ونزع اعترافات غير حقيقية تحت وطأة التعذيب في العديد من السجون السرية من بينهم سجن العازولي.
في هذا التقرير نتناول الحديث عن سجن العازولي وخاصة ما يحدث فيه منذ انقلاب السيسي، على الرئيس المدني المنتخب الدكتور محمد مرسي، وقصص ممن عايشوا التجربه وتم الافراج عنهم.
ويصنف حقوقيون "سجن العازولي العسكري" من أكثر السجون المصرية انتهاكا لحقوق الإنسان بسبب ممارسات التعذيب، ويعد سجنًا حربيًّا ملحقًا بالجيش الثانى الميداني داخل منطقة عسكرية، و هي معسكر الجلاء داخل محافظة الإسماعيلية "شرق القاهرة"، و مخصص لسجن ضباط و مجندي القوات المسلحة وفقًا للقانون العسكري.
سبب التسمية
سمى بهذا الاسم؛ نسبة إلى أحد من شغلوا منصب مأمور السجن و كان يدعى العميد العازولى، و كان يشتهر بتعذيب المساجين بشكل بالغ القسوة، و يعتبر الاحتجاز في هذا السجن غير قانوني للمدنيين، وفقا لقانون تنظيم السجون المصرية. ولا توجد إحصاءات رسمية بعدد النزلاء في السجن لكن تقدر منظمات حقوقية أعداد المعتقلين بداخله بالآلاف من مختلف المحافظات المصرية.
بعد انقلاب 3- يوليو
اشتهر بعد أن اعتقلت سلطة العسكر عشرات الآلاف من رافضي الانقلاب ووجهت له تهما بالتورط أو التخطيط لأعمال إرهابية.
طرق التعذيب:
طرق التعذيب عديدة ومتنوعة منها .. التعذيب داخل س8 – مبنى خاضع للمخابرات – جلسة التعذيب الواحدة تصل 6 ساعات متواصلة أو أكثر .. نوعية التعذيب فيها ضرب وتعذيب وتهديد بالإعتداء الجنسي وتهديد بجلب أخوات المعتقل أو زوجته والإعتداء عليهن، لإجباره على الإعتراف بجرائم هو برئ منها!
التعذيب بالإيهام في غرف الرعب .. حيث يقف المعتقل معصوب العينين في غرفة كبيرة فارغة .. ويردد مسئول التعذيب أو الصول كلمات مثل “وطي راسك عشان في سلك كهرباء .. امشي يمين .. حاسب في مسامير تحت رجلك”.. وهذه الغرفة بمثابة غرفة رعب فيسير المعتقل حسب كلامهم الكاذب ليتفادى المسامير أو سلك الكهرباء .. وتتعالى ضحكات الصولات .. ويظل المعتقل في حالة ذعر ورعب وإهانة شديدة.
التعليق في عامود حديد لعدة أيام بدون ملابس في الشمس، مما يؤدي إلى سلخ و احتراق جلد المعتقل. الطبلية .. وفيها يربط الصول المعتقل في خشب على شكل “طبلية” ويشد ذراعه إلى الوراء .. مما يؤدي إلى خلع ذراعي المعتقل. الزيت المغلي .. يُربط المعتقل ويعلق ويقومون بإلقاء الزيت المغلي على ظهره. التعليق لمدة أيام والضرب بالكرباج والكهرباء وغيرهم من الطرق المعتادة!.
قصص من داخل السجن
الكثير ممن تم اعتقالهم بسجن العازولي حكوا كثيرا من القصص التي عاشوها كتجربة مريرة بعد أن تم الافراج عنهم وتناقلة أخبارهم مواقع التواصل الاجتماعي بموختلف انواعها.
حيث أكد الكثير من المفرج عنهم أن وقائع التعذيب داخل السجن "لا تراعى فيها الحق في الحياة داخل سجن فإدارة السجن تمارس أشد أنواع التعذيب بحق المعتقلين الذين توجه لهم تهم الانتماء لجماعات مسلحة أو على صلة بها".
وأضافوا أنه "لا توجد "حمامات .. داخل السجن ولكل معتقل لتر ماء للاستخدام اليومي سواء للشرب أو للوضوء كما تقوم إدارة السجن برش المعتقلين بخراطيم المياه بشكل جماعي مرتين أسبوعين تحت وصف "الاستحمام الأسبوعي".
وعن نوم المعتقلين قالوا إن "الأعداد كبيرة جدًا قياسًا بمساحة الزنازين وكل سجين مخصص له "بلاطة ونصف البلاطة" أقل من متر مربع داخل الزنزانة حتى أن معتقلين أصيبوا بالعمى أو ضعف النظر من قلة الإضاءة والتهوية".
وأضاف أن غالبية الأيام لا يستطيع المعتقلون النوم من القلق والتوتر بسبب سماع صراخ من يقعون تحت وطأة التعذيب ومعظمهم من أبناء مدن العريش ورفح والشيخ زويد خاصة القرى الجنوبية للمدينتين اللتين تشهدان عمليات عسكرية متواصلة على مدار العامين ونصف العام الماضية بين الجيش وجماعات مسلحة، مؤكدا أن العديد من المعتقلين قضوا تحت التعذيب وآخرين بسبب الإهمال الطبي وسوء التغذية.
سبق أن وصفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، سجن العازولي بأنه "جوانتانامو الشرق الأوسط"، ففي مقابلات لمعتقلين بالسجن أكدوا أنهم يتعرضون لانتهاكات جسيمة بشكل دوري، وقالوا إنه يتم ممارسة كل أشكال العنف والجريمة ضدهم، حيث تعرضوا للصعق بالكهرباء، والضرب، ويتم تعليقهم عراة من أذرعهم المقيدة، إلى أن يبوحوا بمعلومات معينة، واعترافات ملقنة.
أضف تعليقك