• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

أكد أبو عبيدة، الناطق باسم "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، أن استمرار الحصار لن يخدم حالة الهدوء، محذرًا الاحتلال بأن أسراه لدى المقاومة سينالون المعاملة نفسها التي يتلقاها أسرانا في السجون الصهيونية.

وقال أبو عبيدة، في كلمة له خلال عرض عسكري مهيب للكتائب ضمن مهرجان "الانتصار والشهادة" بمدينة رفح جنوب القطاع، مساء الأحد: "من حق شعبنا أن ينعم بالحرية والحياة الكريمة كباقي شعوب العالم، ومن يزرع الغضب سيحصد البركان، فليسمعها كل الساسة في العالم: لا تقفوا في وجه شعب قرّر نيل حريته".

ويأتي المهرجان الجماهيري؛ إحياء للذكرى السنوية الثانية لاستشهاد ثلاثة من قادة القسام في رفح، إبان معركة العصف المأكول صيف 2014، "محمد برهوم، محمد أبو شمالة، رائد العطار"، وإحياءً للذكرى الـ13 لارتقاء القائد المهندس إسماعيل أبو شنب، وتجديداً للعهد مع القدس والأقصى في الذكرى الـ47 لحرق المسجد الأقصى المبارك.

وفي رسالة لا تخفى دلالاتها؛ حذر الناطق باسم القسام العدو، بأن أسراه (الجنود الأسرى) في غزة سينالون ما يناله أسرى شعبنا في سجون الاحتلال، قائلاً: "ليعلم العدو أن أسراه لدينا سيلقوْن نفس المعاملة التي سيلقاها أسرانا في سجون الاحتلال"، في تلميح لوجود أسرى أحياء لدى القسام ممن جرى أسرهم في معركة العصف المأكول صيف 2014.

وشدد على أن استقواء العدو على الأسرى بإجراءات عقابية عنصرية يدل على عجزه وفشله الأخلاقي والأمني والسياسي والعسكري.

إلى ذلك أكد أن كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية جاهزة للدفاع عن شعبنا في كل وقت، وخوض أيّ معركة يمكن أن تفرض عليها بأي شكل وفي كل حين، محذراً العدو من أي مكر أو خديعة أو مغامرة وحماقة، "فلن تجدوا منا سوى ما علمتموه وما لم تعلموه بإذن الله".

وقال: "نعاهدكم اليوم بأن كتائب القسام ستظل رأس الحربة في مقارعة الأعداء، وستبقى المقاومة هي القائد الحقيقي للشعب الفلسطيني، وحاملة آماله ومنبع شرعياته".

وتطرّق إلى ملف الشبان المختطفين الأربعة، قائلاً إن "ملف هؤلاء المجاهدين الأربعة حاضر في كل وقت، وهي (قيادة القسام) تبذل جهدها في أكثر من اتجاه لإعادة أبنائنا المختطفين، ونجدد العهد اليوم معهم ومع عائلاتهم بأنّ قضيتهم لن يطويها النسيان، وأن حملَ هذه القضية هو بالنسبة لنا دَينٌ وواجبٌ والتزام، بإذن الله تعالى".

 

وفيما يلي نصّ الكلمة:

 

كلمة كتائب القسام في مهرجان الشهادة والانتصار في الذكرى الثانية لمعركة العصف المأكول

الحمد لله رب العالمين، ناصر المجاهدين ومذل المستكبرين، والصلاة والسلام على النبي المجاهد الشهيد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه إلى يوم الدين، وبعد:

يا أبناء شعبنا الفلسطيني المجاهد، يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية:

نقف اليوم بعد عامين على معركة العصف المأكول التي سيسجلها التاريخ بمداد من نور ودماء، تلك المعركة التي علمت الدنيا بأن رجال الله وسدنة الحق ستبقى لهم اليد العليا مهما بلغ جبروت جند الشيطان وعساكر الباطل.

إنها معركة هيّأها الله على عينه، وشكلت تحولاً في تاريخ صراعنا مع المحتل المجرم الذي لا زال يجمع أوراقه المبعثرة، ويحاول فهم سرّ فشله وإخفاقه وخيبته في معركة سخّر لها كل الإمكانات، وحشد لها كل الطاقات، وآزره فيها حشد من الأعوان والأذناب، ولم يفلح رغم ذلك بكسر شوكة شعب رفع راية الحق والعدل، وقيادة استمسكت بحبل الله المتين.

نعيش اليوم في ظلال عبق الشهادة وشرف الشهداء، خاصة أولئك الأبطال الذين نسجوا خيوط النصر في معركة العصف المأكول قبل ارتقائهم ونيلهم شرف الشهادة، وهم أبطال فلسطين الخالدون، أبو أيمن رائد العطار، وأبو خليل محمد أبو شمالة، وأبو أسامة محمد برهوم، وغيرهم من قادة المقاومة من كافة الفصائل المجاهدة التي شاركتنا ذات الطريق ووقفت معنا في خندق العزة والشرف والكرامة.

كما نعيش ذكرى استشهاد أحد أبطال حركتنا وقادة شعبنا، القائد الهمام الشهيد المهندس إسماعيل أبو شنب الذي سبق على درب الأبطال قبل ثلاثة عشر عاماً اغتيالاً من عدوٍّ جبان ظن أن الاغتيالات الغادرة ستوقف مدّ جهادنا ومضيّ مسيرتنا نحو وعد الله تعالى.

والذي ظنّ كذلك قبل عشرات السنين بأن حرقه للمسجد الأقصى سيحدّ من ثورة شعبنا وسيوقعه في غيابات اليأس والإحباط والتراجع، وما علم هذا العدو أن حريق المسجد الأقصى أشعل ناراً في قلوب أحبابه وشرارة غضب في صدور جند الأقصى لن تنطفئ حتى تحريره وتطهيره من دنس المحتلين بإذن الله، وها هي انتفاضة القدس -في ذكرى حريق الأقصى- تشق طريقها رغم كل الصعاب، وتجدد نفسها بين الحين والآخر معبرة عن ضمير شعب يأبى الركوع، ويتوق للحرية ويتبنى المقاومة والجهاد كسبيل لنيل الحقوق وانتزاع المقدسات.

 

يا شعبنا الأبيّ .. يا أمتنا المعطاءة/

 

إن كتائب القسام، ومنذ أن وضعت الحرب أوزارها، لا تزال تعمل بعون الله بكل ما آتاها الله من قوة وإرادة وإصرار، على استكمال الطريق الذي اختارها الله له، إعداداً واستعداداً وتجهيزاً وتدريباً، وهي لن تكل ولن تمل من مواصلة الإعداد حتى يأذن الله لها بالنصر، وهي تدرك أن المعركة بيننا وبين عدونا سجال، ولا زالت أوراقها حاضرة وملفاتها مفتوحة على مصراعيها، وفي مقدمتها ملف الأسرى، أولئك الأبطال الذين لم ولن نتوانى في بذل كل جهد من أجل حريتهم وكرامتهم، ونعلن من جديد التزامنا تجاه قضيتهم والعمل من أجل تحريرهم، ونحذر العدو الصهيوني من مغبة الاستمرار في إجراءاته العنجهية القمعية ضد أسرانا، وليعلم العدو أن استقواءه على الأسرى بإجراءات عقابية عنصرية تدل على عجزه وفشله الأخلاقي والأمني والسياسي والعسكري- وليعلم العدو أن أسراه لدينا سيلقون نفس المعاملة التي سيلقاها أسرانا في سجون الاحتلال.

كما أننا اليوم، وبمناسبة مرور عام على اختطاف أربعة من مجاهدينا على الأراضي المصرية، فإن قيادة القسام تؤكد أن ملف هؤلاء المجاهدين الأربعة حاضر في كل وقت، وهي تبذل جهدها في أكثر من اتجاه لإعادة أبنائنا المختطفين، ونجدد العهد اليوم معهم ومع عائلاتهم بأنّ قضيتهم لن يطويها النسيان، وأن حملَ هذه القضية هو بالنسبة لنا دَينٌ وواجبٌ والتزام، بإذن الله تعالى.

 

يا شعبنا.. يا أمتنا.. يا كل أحرار العالم/

 

إن قيادة العدو لا تزال ترتكب ذاتَ الأخطاء وتكرر نفسَ الحماقات، بفرضها الحصار على شعبنا في غزة، ظناً منها بأن الحصار وسيلة لكسرنا أو تحطيم مقاومتنا، ونقول لهذا العدو الواهم، إنّ الحصار لم ولن يمنع كتائب القسام من تطوير قدراتها، واستمرار الإعداد لمعركة التحرير، وإن سياسات العدو لن تزيدنا إلا تمسكاً بخيارنا وسلاحنا الذي لن نضعه حتى تحرير الأرض والإنسان، وإذا كان العدو يركن للهدوء، ويظن بأنه قد نجح في ردع المقاومة فهو واهم، وجبانٌ عن مواجهة الواقع؛ فاستمرار الحصار لن يخدم حالة الهدوء، ومن حق شعبنا أن ينعم بالحرية والحياة الكريمة كباقي شعوب العالم، ومن يزرع الغضب سيحصد البركان، فليسمعها كل الساسة في العالم: لا تقفوا في وجه شعب قرّر نيل حريته.

لذلك فإننا نقول: إن كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية جاهزة للدفاع عن شعبنا في كل وقت، وخوض أية معركة يمكن أن تفرض علينا بأي شكل وفي كل حين، وإننا نحذر العدو من أي مكر أو خديعة أو مغامرة وحماقة، فلن تجدوا منا سوى ما علمتموه وما لم تعلموه بإذن الله، وهنا تحية واجبة لأرواح شهداء الإعداد الأبطال الذين يضعون بصماتهم في معركة التحرير قبل الرحيل، ويهزؤون بكل عقبةٍ وصخرةٍ كؤود، ويمضون إلى الله بعد أن يقيموا الحجة على كل الدنيا، فنعاهدهم أن قبَضاتهم وشظايا قنابلهم وضرباتِ فؤوسهم ستُغرس في نحور الأعداء يوم اللقاء بإذن الله.

 

وفي الختام:

 

تحية إلى أرواح شهداء شعبنا، وخاصة شهداء معركة العصف المأكول الخالدة، وتحية إلى ذوي الشهداء وعائلاتهم الكريمة المعطاءة، وإلى الأسرى وذويهم الصامدين الصابرين، وإلى الجرحى والمصابين، وإلى جنود المقاومة الميامين، وإلى أبناء شعبنا المرابط في فلسطين ومخيمات الشتات واللجوء.

ونعاهدكم اليوم بأن كتائب القسام ستظل رأس الحربة في مقارعة الأعداء، وستبقى المقاومة هي القائد الحقيقي للشعب الفلسطيني، وحاملة آماله ومنبع شرعياته.

 

أضف تعليقك