أكد نادر فرجاني، المفكر الاجتماعي والأستاذ بجامعة القاهرة، أن الحكام الطغاة في البلدان الفقيرة يخلقون النزوع إلى الهجرة بلا وثائق بفشلهم التنموي وقهر مواطنيهم ثم يعاقبون من ظلموهم بالقتل والسجن خدمة لأسيادهم في دول الغرب الغنية.

وقال فرجاني في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" : " الحكام الطغاة في البلدان الفقيرة يخلقون النزوع إلى الهجرة بلا وثائق بفشلهم التنموي وقهر مواطنيهم ثم يعاقبون من ظلموهم بالقتل والسجن خدمة لأسيادهم في دول الغرب الغنية
على الجانب الآخر من ظاهرة الهجرة بلا وثائق، يلعب الحكام الطغاة في بلدان المنشأ الفقيرة دورًا آثمًا مزدوجًا.

من ناحية هم يصنعون الظاهرة من خلال إشاعة القهر والإفقار في البلدان المبتلاة بحكمهم حتى يصبح البقاء فيها جحيما لايطاق،ن ومع ذلك يصرون على إطالة أمد حكمهم الفاشل والفاسد بالجور والبطش فيفقد عامة الناس الأمل في حياة أفضل في المستقبل ويصبحون مستعدين لتكبد أشد المشاق، حتى إلقاء أنفسهم في التهلكة، للهروب من هذا الجحيم الأرضي إلى بلدان أخرى تتيح إمكانًا فرصة للحياة الآدمية، ولو دونها أهوال يقبلون عليها برضى، فيما يشبه تشبث الغريق بقشة، بأمل النجاة من الجحيم المؤكد والذي ينذر بالأسوأ في قادم الأيام". 

وأضاف: "وعلى الجانب الآخر، فإن الحكام صانعي موجات الهجرة بلا وثائق، من خلال القوى الطاردة لأهل البلدان المبتلاة بحكمهم، يجرّمون الفعل اليائس وييقاومونه بالحديد والنار اجتلابا لرضا سادتهم حكام بلدان المقصد الغنية، ويشطحون في هذا المنحي إلى حد ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية لمنع المهاجرين اليائسين من إزعاج سادتهم في البلدان الغنية".

كانت مركب للهجرة غير الشرعية قد غرقت بمدينة رشيد بمحافظة البحيرة، ما أدى لوفاة 165 شابًا وطفلاً كانوا على متنها، وجارٍ البحث عن مفقودين.