• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

تستمر جرائم وكوارث الانقلاب العسكري الغاشم الذي دفع بالشباب للهروب من جحيم الفقر واليأس إلى أهوال البحر والموت غرقًا.

فشهدت مدينة رشيد بالبحيرة يوم الأربعاء الماضي، كارثة جديدة للهجرة غير الشرعية، بعد غرق أحد مراكب للهجرة غير الشرعية وتدعى "موكب الرسول 1" بمنطقة شمال شرق بوغاز رشيد على بعد 12 كم تقريبًا من البوغاز وسواحل كفر الشيخ، كان على متنها نحو 400 من الشباب المهاجرين، وبعد تقاعس خفر السواحل عن إنقاذهم، استطاع الأهالى إنقاذ 164شخص، منهم 117 مصرى و43 من جنسيات مختلفة، وانتشال 165 جثة ولايزال البحث مستمر عن مفقودين.

ويستمر مسلسل "قوارب الموت"، حيث يعتقد خبراء أن هذه الحادثة قد لا تكون الأخيرة، مع استمرار التدهور في الأحوال الاقتصادية والمعيشية، أما الإعلام المصري فلم يعترف بأرقام الضحايا الحقيقية، وهو الذي لم يتحدث عن تفاصيل الواقعة إلا بعد أن تناولتها وكالات الأنباء العالمية، محمّلاً الضحايا مسؤولية الفاجعة.

ليست الكارثة الأولى

في إبريل الماضي، حدثت نفس الكارثة حين غرق أحد القوارب بالقرب من السواحل المصرية وعلى متنه حوالي 500 راكب، راحوا ضحية محاولتهم عبور البحر المتوسط، والذي قالت مفوضية اللاجئين إن هذا الحادث يمكن أن يكون واحدًا من أسوأ الحوادث التي تعرض لها اللاجئون والمهاجرون خلال العام.

وكان معظم هؤلاء الركاب قد فقدوا حياتهم عندما انفجرت سفينة كبيرة في البحر الأبيض المتوسط بالقرب من السواحل المصرية الشمالية المتاخمة للحدود الليبية، في 16 إبريل، ولم ينج من الحادث سوى 37 رجلًا وثلاث نساء وطفل واحد في الثالثة من عمره، حملتهم سفينة تجارية إلى شبه جزيرة بيلوبونيز اليونانية، وتنوعت جنسيات المهاجرين ما بين مصريين وسودانيين وإثيوبيين.

وفي يونيو الماضي غرق قارب آخر، انطلق من السواحل المصرية، وقضى فيه نحو 320 مهاجرًا ولاجئًا قبالة جزيرة كريت اليونانية.

سلطات الانقلاب هي السبب

حمّل النشطاء وأهالي المهاجرين الذين لقوا حتفهم، مسؤولية غرق العشرات من ركاب القارب، نتيجة ملاحقة قوات حرس الحدود للقارب ما أدى إلى غرقه، وتقصير السلطات في إنقاذ المهاجرين بعد انقلاب القارب.

وقال نشطاء إن بيان المتحدث باسم القوت المسلحة يشير إلى أن ملاحقة قوات حرس الحدود للقارب كانت من أسباب غرقه.

وكان المتحدث العسكري قال في بيان مساء الأربعاء الماضي: "في إطار الجهود التي تبذلها الدولة لمكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية نجحت عناصر قوات حرس الحدود بالتعاون مع الأجهزة المعنية بمحافظة البحيرة في إحباط محاولة هجرة غير شرعية نتج عنها إنقاذ عدد 163 فردًا وانتشال عدد 42 جثمانًا بالمنطقة شمال شرق بوغاز رشيد".

وقال أهالي عدد من ركاب القارب إن قوات البحرية وقوات حرس الحدود المصرية تأخرت كثيرًا في المساهمة في جهود الإنقاذ رغم قربها من موقع الحادث.

وقال الأهالي إنه رغم غرق القارب في وقت مبكر من صباح الأربعاء، فإن قوات الجيش لم تبدأ في المساعدة في انتشال الضحايا سوى بعد عصر اليوم نفسه رغم توفر الإمكانات لديها.

واثار غرق المركب استياءًا وغضبًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر"، حيث دشن رواد موقع "تويتر" هاشتاجًا يحمل اسم "مركب رشيد" وآخر "الهجرة غير شرعية"، واحتل الهاشتاجان مركزًا متقدمًا كالأكثر تداولًا على الموقع.

وعبر النشطاء عن آرائهم حيال انتشار ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وأعلن البعض تضامنهم الكامل مع الضحايا، كما أعلن آخرون استنكارهم لدور حكومة الانقلاب حيال هذه القضية.

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك