• الصلاة القادمة

    العشاء 17:29

 
news Image
منذ ثانية واحدة

كثير من الأصدقاء والمحبين يقولون وماهي فائدة الكلام إنه كلام فقط وإذا كان الأمر غير مجدي ولن يتغير شئ فالسكوت أفضل كما أن خسارة الكلام فادحة بالمقارنة بالسكوت أليس من الحكمة السكوت وماذا يضير المجرم او الظالم من الكلمة وما عساها أن تفعل الكلمة أمام السلاح والدبابات ..

ولكن غاب عن الأحبة أن للكلمة سر وسحر لاحظ قوله صلى الله عليه وسلم‏‏ « ‏إن من البيان لسحرًا » ‏‏رواه الإمام البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏ من حديث إبن عمر رضي الله عنهما‏ والكلمة سر من أسرار الحياة فالقران بدأ بكلمة وهي كلمة إقرا وأذكر أن الدكتور زكي نجيب محمود مع تحفظنا على وجهة نظره الفلسفية في أمور كثير وهو من كان على نهجه حسن حنفي ومراد وهبه وغيرهم ولكن وكما قال صلى الله عليه وسلم الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها من هذا نستشهد بما ذكر في مقاله في الأهرام في مطلع التسعينات قال أن القرآن بدأ بكلمة واحدة وهي كلمة إقرأ وفي كلمة إقرا وهي فعل أمر سر عجيب لأنك لو رجعت بكلمة إقرأ إلى ماضيها حتى تعلم مصدرها وأصلها وفلسفتها كانت هي الفعل قرأ ثلاث حروف ولو حاولت تبديل أماكن الحروف صنعت لك ثلاث كلمات بثلاث أفعال أرق وقرأ وأقر فاذا جاء حرف الألف أولاً ثم الراء ثم القاف كانت الكلمة الأولى أرق وهى حالة تصيب الإنسان إذا شغلته فكرة أو أصابه هم لأمر ضاع منه ومشغول بالبحث عنه .

وإذا كانت القاف أولا ثم الراء كانت قرأ فإذا المهموم وضع همه في القراءة والمعرفة خرج من حالة الهم والأرق وتحصل على أسرع مفتاح لمعضلته ووصل أسرع من غيره إلى الفكرة التي كان يبحث عنها وزال الهم الذي كان سبباً في الأرق وهدأت سريرته لأنه علم أين هو وماذا عليه أن يفعل .

وإذا كانت الالف أولاً ثم الراء والقاف كانت الكلمة أقر أي أنه بعد أن كان في حالة من الأرق بسبب الهم والبحث عن فكرة وجد هذه الفكرة في القراءة والمعرفة فوصل إلى قرار.إنتهي سبحان الله فكر عميق جدير بالإحترام إتفقت معه أو إختلفت رحم الله الدكتور زكي نجيب محمود.إنتهى ....

وسبحان الله لاحظت أن من يبحث عن شئ يؤرقه ويشغله بالقراءة أفضل كثير من الذي يبحث عنه وهو يده فوق خده فالأول في حالة من التسلية والآخر قد تصيبه عشوائية الأفكار بالأمراض والجلطات دون أن يصل إلى شئ سر عجيب في الكلمة وقراءتها .

فلاتستهين أخي بالكلمة فمن كان يظن أن الكون سيتغير بعد حالة الجمود والهم والأرق التي أصابته قبل أن ينزل القران بكلمة إقرا قد تقول أن الكلمة وحدها لاتكفي مع الظلم والظالمين ولكم لابد معها من عمل أي نعم ولكنك قلت معها أي أنه لابد من الكلمة أولاً التي تنير بها الطريق .

فالكلمة لاتستهين بها فمن الكلم ما تفتح به قلوبا غلفاً وتتفتح لها أذانا صماً فعيسى نبي الله كلمة والزواج كلمة والطلاق كلمة والعتق كلمة والحق كلمة والباطل كلمة والنور كلمة والظلام كلمة والإيمان كلمة والكفر كلمة .

والكلمة تجرح والكلمة تداوي الكلمة ترفع المعنويات ومنها التي تحبط

الكلمة جعلها الله سببا لدخول الجنة أو سببا لدخول النارقال تعالي في سورة إبراهيم ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)﴾

[سورة إبراهيم الآية:24-27]

في بعض الأحاديث الشريفة:

((الكلمة الطيبة صدقة))

[أخرجه مسلم وابن خزيمة في صحيحه عن أبي هريرة]

((إن الرجل ليتكلم بالكلمة -من رضوان الله تعالى-, يرقى بها إلى أعلى عليين, وإن الرجل ليتكلم بالكلمة -من سخط الله تعالى-, يهوي بها إلى أسفل سافلين))

ويقول العالم الرباني وفيلسوف الدعاة الدكتور محمد راتب النابلسي أنه [ورد في الأثر]

البطولة أن تعد كلامك من عملك, فالكلمة الطيبة صدقة, والكلمة الخبيثة يهوي بها الإنسان إلى أسفل سافلين.

بطولة الإنسان أن يعد كلامه من عمله : أحياناً الإنسان يدخل إلى بيت صغير جداً, يتكلم كلاماً فيه ازدراء لهذا البيت, تكون الزوجة على وفاق مع زوجها, وهناك مودة, و وئام, و محبة, هذا التعليق على هذا البيت الصغير أزعج الزوجة, فلما جاء زوجها, تجهمت في وجهه, وانقلب هذا البيت من بيت فيه سعادة إلى بيت فيه خصام, كلمة تكلمها.

مجالس الذكر أعلى المجالس قدرًا عند الله، وأجلها مكانة عنده

الكلمة الطيبة صدقة, ترقى بها إلى أعلى عليين, والكلمة الخبيثة إساءة كبيرة جداً, يهوي بها إلى أسفل سافلين: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة -من سخط الله تعالى-, يهوي بها إلى أسفل سافلين"

ويصور الشاعر هاني سرور سر الكلمة

قبرتي .لا يعلو شيء فوق الكلمة

كانت منذ كان الانسان

كانت أول..كانت أعظم ثورة!

كانت تعلو منذ البدء على الاسوار

تسخر من كل الحراس

تخرج مثل شعاع الفجر وهو نوام

أو " كمحمد"..

ليلة شاءوا يا قبرتي قتله

ثم أفاقوا حاروا"أين الكلمة"؟

خرجت تمشي بين الناس الدعوة

وكسقراط..

شرب السم ولكن عاشت منه الكلمة

"اعرف نفسك"

وكأخنانون

قد أكلته النار ولكن..

عاشت رغم النار الكلمة..

أبدا لم يحرقها الكهنة

ومشت بين الناس"سلام يأتون!"

وبعد! هل للكلمة ان تشنق!

هل للكلمة ان تسرق!

الكلمة تصرخ..تصرخ..وتمرق!

ماتت واحدة ..وتكاثرت اخرى..

كلمات..خلف كلمات..هل للكلمة ان تشنق!

هل للكلمة ان تسرق!!!!!!!!!!!

ماتت كلمة عاشت كلمة...

وأخيراً أسالك وبالله عليك لو لم تكن الكلمة قوية لو لم تكن الكلمة مرعبة ومخيفة للمجرمين والظالمين والطغاة ومؤيديهم فلماذا كان يحاول صناديد قريش الحول بينها وبين الناس بالتصفيق تارة والتحليق تارة والتشويش عليها الم تقرأ قوله تعالى في سورة الانعام وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ ۖ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (26) ولو كانت الكلمة ضعيفة كما تظن لما صنعوا بين صاحبها وبين الناس حاجزا وهو محبوس في قفصه ودعني أقول لك أن الكلمة لو كانت بإخلاص وصدق من الممكن أن تنزل بك منازل الشهداء بل منازل سيد الشهداء كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه، فقتله. رواه الحاكم - وصححه - والخطيب، وصححه الألباني.

جعلنا الله واياكم من الذين يستمعون ( أو يقولون أو يكتبون ) القول (الكلم ) فيتبعون أحسنه

أضف تعليقك