• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

لم يكن الدكتور محمد كمال أول من تمت تصفيته من الإخوان المسلمين ، منذ انقلاب السيسى على الرئيس مرسى ، وربما لن يكون الأخير، ما دامت الأوضاع تسير حسب خطة أوروبا وأمريكا تحت إشراف إسرائيلى وبتمويل خليجى ، والثوار والإخوان مختلفون ، على الفضائيات يتشاجرون ، وعلى الفرعيات يختلفون ، يُلقى أحدهم على الآخر باللائمة والتقصير وربما الخيانة أو السذاجة.

الانقلاب يريد أن يعلن وبكل بجاحة أن البلد بلده وأن الورق ورقه وأن المأذون ليس له إلا أن يطيع أمره والشهود مستعدون للشهادة ومصر هى العروس والانقلاب هو العريس ، ولا يصح أن ينتقده أحد.

الانقلاب يريد أن يوصل أنه يقتل فى المصريين كما يشاء ويخفى المعارضين له منهم قسريا  ولا ينبغى لأحد الاعتراض من أحد ، وإلا سعتبره الانقلاب من المقاومين له فيطبق عليه قانون الغاب الذى يدير به البلاد.

الانقلاب يريد أن يعلن للمصريين أنه يقتل ويغتصب ويخرب ويحرق ويدمر ، دون أى خوف أو جلل من المجتمع الدولى الذى يسانده ، ولا يخشى من الأمم المتحدة أو مجلس الأمن أو من منظمات حقوق الإنسان العالمية.

السيسى ورجالاته يظنون أن جرائمهم فى مصر لم تصل إلى حد جرائم بشار فى سوريا ، وعليه فلن يجدوا  من يعترض على ما يفعلونه من اليهود والصليبيين ، ماداموا يحاربون الإسلام وأهله حبا فى أعدائه وتضامنا معهم ، بحُجة الحرب على الإرهاب.

الانقلاب يستأسد على الإخوان المسلمين ليخيف بقية الجماهير المصرية على اختلاف انتماءاتها مسلمين أو مسيحيين ، يمينيين أو يساريين ، فمن يخالفه لن يرى إلا ما فعله مع الإخوان من قتل وتصفية وإخفاء وتعذيب.

الانقلاب يريد أن يصمت المصريون وألا يعترضون على قرارات وتصرفات السيسى المدمرة لمصر اقتصاديا وسياسيا وحقوقيا  ، فضلا عن تنازله عن الجزر المصرية للسعودية وحقول الغاز لإسرائيل وقبرص واليونان ، ونهر النيل تركه طواعية لأثيوبيا ، وكذلك إغراق البلاد فى بحور القروض ، ومن يقف فى وجه فلن يرى إلا إذلالا ومهانة.

الانقلاب لم  ولن يفرق بين مقاومة سلمية أو سلمية موجعة من الإخوان أو من غيرهم ، الجميع فى نظره أعداء ولا بد من إسكاتهم بأى صورة من الصور.

الانقلاب يريد أن يطمئن إسرائيل بأنه ذراعها الواقى القوى الذى لا يلين فى التعامل مع أعداء إسرائيل وعلى رأسهم الإخوان المسلمون ، هذا من جانب ومن جانب آخر يفعل ذلك ليسترضيها حاليا ، لأنه بلا شك سيستجديها قريبا لإنقاذه من أزمات خانقة ومصائب هائلة قادمة على مصر والمصريين ، والانقلاب ليس أهلا لمواجتها بمفرده.

الانقلاب يريد أن يوصل للشعب المصرى بأنه هو الأقوى من أى قوى داخلية ، وليوقنوا بأنه لن يتنازل عن حكم البلاد مهما  حدث لمصر ، فليرتضوا بالأمر الواقع ولا يفكروا فى التمرد أو الثورة على النظام.

الانقلاب يرسل رسائل كلها دموية ، ويعلن أن جرائمه التى شرع فى ارتكابها منذ الانقلاب على الرئيس الشرعى محمد مرسى ، ومجازر الحرس الجمهورى والمنصة وفض رابعة والنهضة وغيرها وغيرها وخاصة أن المجتمع الدولى توقف أو كاد يتوقف عن مهاجمته بسبب تلك الجرائم التى تعتبر جرائم حرب.

الانقلاب يتوهم أن الأمور قد استقرت له وأن مصر قد دانت له ، ولا يعلم أن الأمر كله لله ، يعز من يشاء ويذل من يشاء ، ينصر جنده ويهزم أعداءه فى أى مكان وفى أى زمان ، وأن العاقبة للمؤمنين.

أضف تعليقك