• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

فى إحدى حلقاته فى برنامجه المخابراتى الجديد "كل يوم" ، أعلن عمرو أديب أن تجارة المخدرات فى مصر بلغت 400 مليار جنيه فى السنة ، أى ربع دخل قناة السويس.

جميل جدا ، ولكن لا يمكن أن يقول عمرو كلاما نقله من إحدى الجرائد الورقية أو الإلكترونية ، بل من المؤكد أنه نقل إليه من جهاز المخابرات الذى يحركه ، ويحدد له الخبر الذى ينقله ، ويحرم عليه أخبارا معينة ، لا ينبغى له الاقتراب منها أو مجرد التفكير فيها.

هذا فضلا عن قوله أن قناة السويس الجديدة أو القديمة أرباحها 100 مليار جنيه ، ولو كان هذا الكلام صحيحا لرأيت إعلامى الانقلاب يرقصون على الفضائيات فرحا وطربا .

ومع ذلك لو كان عمرو اديب صادقا فى ذكره مبلغ 100 مليار جنيه ، لذكر أين ذهبت هذه الأرباح ، إلى فرنسا لشراء طيارات ، ام لروسيا لشراء مدمرات أم لإسرائيل لحصار غزة.

400 مليار جنيه هى قيمة تجارة المخدرات فى مصر من مصدر مسئول ، يعلنها عمرو وكأنها تجارة مشروعة غير مجرمة أو غير محرمة .

400 مليار جنيه مبلغ ليس هينا ، مبلغ من الممكن استثماره فى مجالات مفيدة للمواطن المصرى ، وما أكثر احتياجاته.

وإذا كان هذا المبلغ هو الذى استطاعت المخابرات حصره ، فمن المؤكد أن هناك مبالغ أخرى ، ربما تزيد عن هذا المبلغ تستثمر فى تجارة المخدرات ، ولكن جهاز المخابرات لم يستطع التوصل إليها ، فما خفى كان أعظم.

تكلم عمرو أديب عن المخدرات وكأنه يتكلم عن تجارة الحديد أو الأسمنت أو تجارة العدس والفول البلدى أو السودانى.

يتكلم عن تجارة المخدرات وكأنه يحرض أصحاب الأموال على استثمار أموالهم فى هذا المجال دون أن يخشوا من العقوبات التى ينص عليها القانون أو دون خوف من الله وعقابه.

يذكر عمرو أديب مبلغ 400 مليار جنيه كحجم التجارة فى مجال المخدرات وكأنه يطمئن الشباب الذى لم يقترب من المخدرات ويناديه : تناول المخدرات ولا تتردد ، تناول المخدرات وسترى الدنيا "ربيع" والجو "بديع" ، تناول المخدرات وستنسى كل شيئ مقلق أو متعب أو مخيف ، ولن تفكر فى الهجرة إلى الخارج ، ولن تفكر فى الانتحار ، ستعيش خيالا ممتعا.

هذا ما يريده عمرو أديب للشباب المصرى أن يكون شبابا مغيبا لا يفكر فى الثورة على النظام الفاسد ، النظام المجرم ، لا يفكر فى التمرد على الطغاة.

عمرو أديب يختزل مشكلة ارتفاع الأسعار فى جشع التجار ، ولابد من أن يتوقفوا عن التربح ولو لثلاثة أشهر ، وهم لن يموتوا جوعا إذا توقفوا عن التربح خلال هذه المدة ، وأنه يجب على الشعب أن يتحمل الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد ، وأن العوائق تقف فى طريق السيسى الذى لا ينام حبا فى الشعب ، ولابد للسيسى أن يأخذ فرصته كاملة ، ليس لسنتين او لأربع سنوات وإنما لعشرين سنة ، لينقل المصريين إلى مصاف الشعوب الراقية.

عمرو أديب يعرف أن الشباب يعلم أن دخله السنوى ثلاثون مليون جنيه ، عن عمله كمذيع يجيد الردح ، يبهر السُذج من عامة الناس ، يخدع بعض الشباب ، ويستضيف لهم ممثلا أو ممثلة ، راقصة أو إعلامى ، تسلية لهم وتخديرا لهمتهم.

عمرو أديب جيئ به لأن أحمد موسى ويوسف الحسينى ولميس وزملاءهم قد فشلوا فشلا ذريعا فى استمرارهم فى جذب المصريين لقنواتهم الفضائية المخابراتية.

المخابرات تعلم علم اليقين أن كثيرا من المصريين قد اتجهوا لمشاهدة القنوات المقاومة للانقلاب وخاصة قناتى {"مكملين" و"الشرق"} .

المصريون يعلمون أن إعلامى الانقلاب كاذبون ومهرجون وضعاف الحُجة ، ولذلك فقد هجروهم ، وتوقفوا عن متابعتهم ، وثابت ذلك من خلال إحصائيات من مؤسسات عالمية متخصصة.

العجيب أن عمرو أديب يعلم أنه ممثل يقوم بدور {المهرج} ، كما قام به بنجاح منقطع النظير أخ له من قبل ، اسمه "توفيق عكاشة" ، ألقوا به فى سلة "المهملات ، وأصبح كأن لم يكن .

والأعجب أن عمرو أديب يقوم بدوره التافه ، وهويعلم أن نهايته ستكون مثل نهاية زميله "توفيق عكاشة" ، لكن حبه للمال يلعو عنده على المبادئ والأخلاق .

 

أضف تعليقك