سن الله سنناً وقوانيناً لنهضة الأمم والحضارات ، لابد لأصحاب المشروع الاصلاحي النهضوي دراستها ، ومن هذه القوانيين قانون الشرائح .
ويُعدُ قانون الشرائح من القوانيين المهمة لأنه معنياً بدراسة وتحديد نوع وصفات ومهام كل شريحة ، إذ أن أكثر التجارب الفاشلة إنما فشلت في الخلط بين هذه الشرائح وضعف التعامل مع كل شريحة .
لذا يمكننا القول بأن من لا ينفعه قانون اختيار الشرائح والتعامل مع كل شريحة لا يمكن ان ينحح في توجيه البوصلة في اتجاهها الصحيح .
قانون الشرائح يسري علي أهل الحق ويسري علي اهل الباطل سواء بسواء ، من اخذ به وتغافل خصمه عن الاخذ به تحقق له النصر والتمكين .
وتلك الشرائح يمكن ان تتواجد جميعها في مرحلة من مراحل الصراع بدءاً من مرحلة التدافع حتي مرحلة التمكين .
وإذا نظرنا إلي شرائح الصراع بين الحق والباطل نجدها ثلاث شرائح هذا بخلاف شريحة المجتمع العام المستفادة من نتائج الصراع .
الأولي : النواة الصلبة او البدء .
الثانية : الانصار او المنعة .
الثالثة : الداعمة او المؤيدة .
الرابعة ، عوام المجتمع .
ونتناول في هذه السطور البسيطة .
* الشريحة الأولي : النواة الصُلبة أو البدء .
ولكل مشروع إصلاحي لابد أن يحمله شريحة بدء تدعو إليه وتتحمل التضحية من اجله ، ولهذه الشريحة سمات لا توجد في غيرها من الشرائح مثل الإيمان العميق بالفكرة او المشروع وبصلاحيته للتطبيق .
الثبات والصبر والصمود والارادة القوية والقدر عاي التبليغ والتعريف بالمشروع من صفاتها أيضاً .
ودورها الاساسي قيادة المشروع وتوصيله لمرحلة التطبيق لان القيادة جزء من الشريحة.
وشريحة البدء أو النواة الصلبة في المشروع الاسلامي الاول تمثلت في رسول الله - صلي الله عليه وسلم - والرعيل الاول من صحابته - رضوان الله عليهم - حيث تشبعت نفوسهم بالفكرة الاسلامية كمنهج حياة ، وساروا بها ثابتين كالجبال مضحين بما يملكون من نفس ومال وعرض وحرية ، وحبٌ وطاعة لقيادتهم وثقة تملؤها الامل في نصر الله لهم وسيادة مشروعهم للعالمين .
وثورتنا اليوم نتاج لتلك الشريحة التي حملت المشروع الاصلاحي بعد سقوط الخلافة الإسلامية عام ١٩٢٤ م واعلنت اهدافه منذ البداية أنه يبدأ من الفرد حتي استاذية العالم مرورا بالدولة الاسلامية والخلافة .
وما نراه اليوم من ثبات قيادتنا من الرعيل الاول التي تمثل النواة الصلبة او شريحة البدء لخير دليل علي صحة الطريق الذي يسلكه احرار هذه الأمة الإسلامية .
فيدفعنا نحن أصحاب الشرائح الأخري إلي الثبات والتضحية بكل غالٍ ونفيث فداءً لمشروعنا ، والأمل يملء قلوبنا بتمكين المشروع الإسلامي وسيادته للعالم بالعدل والحرية والكرامة الإنسانية .
( ويقولون متي هو قل عسي ان يكون قريبا ) ..
وإلي شريحة الانصار او المنعة إن أراد الله لنا البقاء واللقاء .
والله اكبر ولله الحمد واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .
أضف تعليقك