• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

كثير من المصريين ومنهم عشاق السيسى لا يعطون الرجل قدره ، فغالبيتهم يظنون أنه جاء من أجل مصر وشعب مصر فقط ، والحقيقة أنه جاء من أجل أكثر من مصر ومن الأمة العربية.

بدأ السيسى بمصر وقام بعزل الرئيس الذى يكرهه معظم الليبراليين والمسيحيين والشيوعيين وأحباب مبارك ، فضلا عن رجال الأعمال المرتبطين بالنظام.

أوقف السيسى الحياة الديمقراطية وكمم الحريات العامة ، ليتفرغ لمحاربة الإرهاب واعتبر الإخوان المسلمين هم قادة الإرهاب فى المنطقة ، واستدعى المال الخليجى ليكون الداعم الأكبر له ، وحكم قضاؤه على الإخوان بأحكام قاسية أعلاها الإعدام وأدناها الحبس.

ولم يتوقف السيسى لحظة منذ أن اعتلى السلطة ، وتوجه إلى سيناء (ثلث مساحة مصر) بكل أسلحته الثقيلة وشرع فى حرب الإرهابيين هناك ، ومازال يحاربه وسيظل يحاربه حتى آخر نفس يتنفسه .

استعان السيسى بإسرائيل ودخلت إسرائيل بطائراتها وأسلحتها لمعاونته فى دحر الإرهاب الذى لم ينهزم حتى الآن ، وتضامنت معه أمريكا وقوات الأمم المتحدة ، وهجَّر سكان سيناء حتى تتطهر من الإرهاب الذى يمتلك أسلحة متطورة لا يعلم السيسى ولا رجالاته من أين أتى بها الإرهاب بتلك الأسلحة لأكثر من ثلاث سنوات ومازال.

رغم أن الأحوال فى مصر تتدهور وتسوء وتنهار ، إلا أنه لم يتوقف هو أذرعه الإعلامية عن تبرير سوء الأحوال ، بل ويبشر بأن الأحوال الاقتصادية سستسوء أكثر وأكثر وعلى الشعب أن يتحمل ، كل هذا من أجل مصر ومن أجل محاربة الإرهاب وحتى لا يعود الإخوان الأشرار للحكم ، الذين من الممكن أن يعلنوا الخلافة الإسلامية ، فيغضب اليهود والأوربيون والأمريكان ، وربما يحدث لمصر ما لا يحمد عقباه.

لم يتوقف السيسى عن تصدير تصريحاته صوب دول وشعوب الخليج ، يطمئنهم بأن جيشه الجرار سيحميهم من أى اعتداء خارجى يقع عليهم ، إنه سيكون بجانبهم مجرد مسافة "السكة" ، واشتعلت حرب اليمن ، ولكنه لم يتدخل ، ربما ساق للخليجيين مبررات تأخره عن مسافة السكة ، ولم يبدِ الخليجيون امتعاضهم علانية ، بل وأكثروا من دعمهم له بالمليارات من الدولارات.

أما المأساة السورية فلم يتوقف السيسى عن دعم بشار الأسد سياسيا وإعلاميا وعسكريا بصورة علنية ، مخالفا بذلك السياسة الخليجية ، وأيد التدخل الروسى فى سوريا وأعلن تأييده للروس أمام مجلس الأمن دون مواربة أو استحياء.

اعتمد السيسى على الولايات المتحدة الأمريكية ، وأعلن أنه كان على اتصال يومى بوزير الدفاع الأمريكى إبان كان وزيرا للدفاع مع الرئيس محمد مرسى.

ولما اطمأن السيسى من الدعم الأمريكى ، انتقل إلى القارة الأوربية وحاول جاهدا الارتباط بالدول الأوربية الكبرى من خلال قروض ، تعاقد على صفقات لا تحتاجها البلاد ، واشترى طائرات رفضتها دول ، وتعاقد على صفقات شراءً لشرعيته.

وتحديا لتركيا ذهب إلى أفقر دول العالم "الييونان" و"قبرص" ليتنازل لهما عن حقول الغاز المصرية ، بحثا عن شرعيته ، وليذهب المصريون إلى الجحيم.

ترك السيسى الغرب واتجه إلى الشرق ، إلى روسيا وارتمى فى أحضانها ، وقرر أن يكون تابعا لها ، يسمع ويطيع لها فى كل صغيرة وكبيرة ، وعقد معها صفقات ضخمة ، والسداد لغاية ثلاثين سنة ، فضلا عن التعاون العسكرى والنماورات المشتركة ، والاتفاق على إنشاء قاعدة عسكرية روسية على الأراضى المصرية على البحر الأبيض المتوسط.

وعلى الصعيد الفلسطينى ، لابد أن يترك السيسى بصمته المميزة ، فشارك إسرائيل فى حصار غزة ، وساعدها فى تشويه صورة حركة حماس ، وأغلق معبر رفح ، اتهم الفلسطينين المعارضين لمحمود عباس بالإرهاب ، ومع ذلك استعان بدحلان فى عميات عسكرية لمكافحة الإرهاب فى سيناء ، وشرع فى "تلميع" دحلان ليخلف محمود عباس فى رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية .

ولم ينسَ السيسى ليبيا فقد قرر أن يتضامن مع خليفة حفتر فى محاربة كل ما هو إسلامى فى ليبيا ، وأمده بالسلاح والخبراء العسكريين أيضا لمواجهة الإرهاب فى ليبيا بالتعاون مع فرنسا والإمارات وغيرهما ، وبالطبع كل خدمة لها مقابل ، والمقابل الليبيى فخم وضخم.

وآخر تدخلات السيسى فى الشئون المغربية ، جهز لمؤتمر خاص بمنظمة البوليساريو ، تحديا لدولة المغرب وتملقا لدولة الجزائر.

السيسى يجول براحته فى كل دول المنطقة بصورة لم يسبق لها مثيل ، حتى عبد الناصر ، نعم تدخل فى الشئون الداخلية لدول عربية كاليمن ودول إفريقيا ، ولكن السيسى سبقه بمراحل هائلة.

السيسى هو الطفل المعجزة الذى لم ولن يتكرر ، السيسى فعل فى مصر والدول العربية ما لم يفعله غيره من الزعماء ، ولا يختلف الكثير على ذلك .

لكن القليل من الناس مؤيدين له أو معارضين لا يعرفون أنه الطفل المعجزة لبنى إسرائيل بالمعنى الحقيقى لا من باب السخرية او السب ، فإسرائيل هى التى أتت به ، وإسرائيل هى التى أعطته الضوء الأخضر ليلعب فى شئون مصر ودول الخليج والدول المجاورة لمصر كيفما يشاء ، ولا مانع إذا خان دول الخليج ، ولا مانع لو مل من أمريكا وذهب إلى روسيا ولو بصورة مؤقتة ، ولو قتل ريجينى أو السياح المكسيك أو أسقط الطائرة الروسية أو أزال المسلحات المحيطة بالسفارة السعودية.

السيسى يقوم بخدمة الشعب اليهودى ولا ينام إلا إذا اطمأن عليه ، السيسى يخدم إسرائيل الكبرى ، لا يقل فى خدمته عن نتياهو أو ليفنى أو غيرهما من القادة اليهود ، السيسى يخدم إسرائيل علانية ، ويقوم باداء مهام سرية لها مع العديد من الدول ومن الشخصيات العالمية.

السيسى يعتبر نفسه أنه أكبر من أن يكون رئيسا لمصر ، بل كان من المفروض فى خياله أن يكون رئيس لدولة عظمى كأمريكا ، فهو طبيب الفلاسفة ومستشار الزعماء ، والأهم أنه عاشق إسرائيل وابنها المخلص خادمها المطيع.

أضف تعليقك