• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

لا تسخر من كرستيانو رونالدو وتتهمه بالفشل والعجز وتشير إليه بأصابع التقصير، حين ترغمه على النزول ليلعب المصارعة أمام البيج شو فينهزم ويصاب ويكاد أن يموت، فهو لاعب كرة قدم، طوال عمره يتدرب على كرة القدم ويحب كرة القدم ويبدع ويقنع الناس أو لا يقنعهم فيها، ولم تكن المصارعة هدفه ولا لعبته فى يوم من الأيام ولا يراها له طريقا فى حياته.

هذا تماما ما يفعله الناس مع الإخوان الآن، فالإخوان طوال عمرهم مقتنعين بالتغيير السلمى ودعوة الناس إلى قيم الحق والعدل والخير والعبادة والوقوف فى وجه الظلم بالحكمة والموعظة الحسنة، تدربوا على ذلك ومارسوه وأبدعوا وتفوقوا فيه وحين كانت الانتخابات الحرة المتتالية اختارهم الناس وانتخبوهم فى ظل قصف إعلامى رهيب وماكينات دعاية عالمية مضادة وإفشال من كل مؤسسات الدولة.

ولكن حين دخلت الدبابة والبندقية، لم تكن هذه لعبتنا ولم نتدرب عليها ولم تكن من أولوياتنا وليست خيارا فقهيا لنا ولا نراها لنا طريقا فى داخل المجتمعات المسلمة.

ولكن العجيب أن بعض الناس من خارج الإخوان بل ومن داخلهم يتهمونهم بالفشل حين لم يستطيعوا مواجهة الدبابة وحين لم يقفوا فى وجه البندقية ويسخرون منهم لأنهم ماتوا عندما أطلق الرصاص عليهم.

وكما أنه المطلوب من كرستيانو رونالدو حين يضعونه فى الحلبة مع البيج شو أن لا يرفع يده عليه ولا يشارك فى لعبته وملعبه، وإلا تم احتسابها عليه مباراة وجولة وهزيمة، ولكن مطلوب أن يعلن امتناعه عن اللعب وأنه ليس مصارعا وإنما لاعب كرة قدم لن يلعب إلا فى ملاعب كرة القدم حتى لو لم يفهم الناس ذلك . فهذا لا يعنيه، فالمطلوب الآن من الإخوان أن يستمروا فى لعبتهم وطريقتهم التى تدربوا عليها واقتنعوا بها فقها ووسائل، ولا يلتفتون للوراء مستمرين فى عدم اللعب فى ميدان الدبابات وفضح الدبابات حتى تضطر للانسحاب من الميدان حتى لو فهم الناس ذلك متأخرا، أما التعامل مع الدبابات والبنادق والدخول فى لعبة العسكرة فهذا ليس مجالنا ولا طريقنا إلا أن نغير أهدافنا وخططنا وخياراتنا الفقهية نحو التعامل مع المسلمين، ونغير ميادين تدريبنا ونبدأ من جديد.

وكما أنه ليس مطلوبا من كرستيانو أن لا يتوقف عن لعب الكرة وتحقيق أهدافه فيها وإمتاع الناس لمجرد جولة خاسرة فى غير ميدانه، مطلوب من الإخوان أن يستمروا فى طريقتهم وميدانهم وتحقيق أهداف دعوتهم والأخذ بأيدى الناس إلى الخير والوقوف فى وجه الظلم حتى إن خسروا معركة فهى ليست معركتهم و ليس ميدانهم.

أما معركة السلاح والدبابة والمصارعة فلنا فيها رجال وميادين فى مواجهة غير المسلمين فى فلسطين وغيرها يستطيعون مواجهة الدبابات ومصارعة البيج شو والاندرتيكر.

أضف تعليقك