• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

الشباب أمل أمته، ولكن حينما تكون الأمة أسيرة فيصبح أمل الأمة أن يتحرر شبابها من العبودية ، ليضع قدمه على طريق الإبداع ، ولن يأتى الإبداع إلا إذا كان الشباب يستطيع أن يعبر عن رأيه بكامل حريته ، يستشعر أنه نصف الحاضر وكل المستقبل ، يعيش حرا كريما فى بلاده ، هنا يمكن أن يثق فى أن مستقبله مشرق وأن القادم أفضل.

فى اجتماع السيسى ببعض رموز الشباب الموالين له بشرم الشيخ ، تساءل كثير من شباب مصر : أين الشباب؟ ، أين شباب مصر الذين قتل السيسى أحلامهم ؟ ، فأجمعوا على أن الشباب إما فى القبور وإما فى السجون ، وإما هاجر أو هرب خارج البلاد ليواجه مصيره المجهول ، وإما هائم فى ربوع وطنه يبحث بين أطلاله عن مخرج من هذه الأزمة التى أوجدها الاحتلال العسكرى الجاثم على صدر الأمة منذ أكثر من ستين سنة.

السيسى قتل الآلاف من الشباب فى ميادين مصر ، وسجن الآلاف غيرهم ، ومازال يطارد مئات الآلاف الآخرين ، ويخيف الملايين بجحافل قوات الأمن فى الأكمنة والمتاريس المنتشرة فى ربوع البلاد.

يقول هذا ويطلب من الشباب المشاركة فى نهضة البلاد بعربات الخضار وبإعطائه الفكة ، و"صبح على مصر" ، بهرتلة ، وبسذاجة منقطعة النظير ، أو هكذا يحاول ان يظهر نفسه للشعب لأمر ما ، ربما تكشفه الأيام القادمة.

مؤتمر شباب السيسى ليس إلا لإلهاء الشاب الحقيقى عن جوهر الموضوع ، وهو كرامة الإنسان فى مصر وحقوقه ، أين هى ؟ ، ومتى سيحصل عليها الشباب؟ ، بالطبع لن يحصل عليها إلا برحيل السيسى وزبانيته.

هناك مجموعات من الشباب قد نجح السيسى بانقلابه على الرئيس مرسى أن يخدعها ، وأوهمها أن مستقبلها المشرق لن يأتى إلا مع السيسى ، وبلع كثير من الشباب الطُعم ، ولكن سرعان ما انكشف له الأمر وبانت له الحقيقة ، وادلهمت الأمور ، فانقلب على السيسى ، وتأكد أن السيسى ما جاء إلا بمؤامرة على مصر ولمؤامرة على الأمة العربية والأمة الإسلامية.

السيسى يتوهم أن الشباب نسى الـ72 شهيدا من شباب جماهير الأهلى فى استاد بور سعيد ، والـ 22 شهيدا من شباب جماهير الزمالك أمام استاد الدفاع الجوى ، وشباب ماسبيرو ، وغيرهم الكثير والكثير.

السيسى يتوهم بمؤتمره بشرم الشيخ أن أموره تسير من حال إلى حال أفضل ، وأن الدنيا ربيع والجو بديع ، ويكفى الشباب أنه يحيا فى عهد الزعيم الملهم عبد الفتاح السيسى ، فعليه أن يرضى بوضعه وألا يتمرد عليه.

الحقيقة أن السيسى يعلم علم اليقين اليقين أنه إذا استطاع النجاح فى خداع الشباب بالعصا والجزرة ، فقد ضمن انصياع بقية شرائح الشعب له ولنظامه ، كما نجح عبد الناصر فى إذلال الشعب المصرى لمدة زمنية طويلة ، فهل يكون شباب مصر أمل السيسى؟

 

أضف تعليقك