• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

لم تعد الأمور ملتبسة كما كانت فى الماضى بخصوص عقائد وتطلعات الشيعة، بل صارت سافرة كارثية، تخطت مرحلة التلاسن إلى الحرب الجهنمية على أهل السنة، لا تستثنى نارهم طفلا أو شيخًا أو امرأة.

فيما مضى، وتحديدًا فيما بين عامى 1988، 1989 كان الأستاذ عبد المنعم سليم جبارة-رحمه الله- يحدثنا عن عدوان شيعى مرتقب على أهل السنة، ليس ببعيد عن ترتيب صهيونى؛ بغرض استئصال المسلمين من المناطق الشمالية فى كل من سوريا ولبنان، إضافة إلى أجزاء من العراق تكوّن ما يعرف بمنطقة الهلال الشيعى التى ستكون شوكة جديدة فى قلب العالم الإسلامى، فضلا عن دورها فى حماية الكيان الصهيونى؛ بكسرها الحصار المفروض على اليهود فيما يعرف بدول الطوق.

واليوم صار هذا الكلام- الذى كنا نستبعده وقتها- لا مراء فيه؛ إذ كل المعطيات على الأرض تؤكد ما توقعه الأستاذ جبارة- رحمه الله- لقد استطاع الشيعة- بمعاونة الغرب والصهاينة- تنفيذ جزء كبير من مخططهم الطائفى الاستئصالى، فهم أولا من ساندوا المحتل الأمريكى للعراق، وسعوا- من ثم- لتحطيم الجيش الوطنى، حتى استولوا على السلطة، ومن يومها وهم لا يرقبون فى مؤمن إلا ولا ذمة؛ حيث امتلأت أرض العراق بالأشلاء والدماء، وأثناء كتابة هذه السطور تدور معركة الموصل، وهى فى الحقيقة معركة مذهبية بامتياز، وإن غلفت بتمثيلية ممجوجة بدعوى الحرب على داعش، والهدف من هذه الحرب: تفريغ المنطقة بكاملها من أهلها السنة، ووصلها بمناطق الشمال السورى، بعدما مهدت روسيا لذلك الأمر، فأصبح الطريق مفتوحًا من دمشق حتى لبنان، مرورًا باللاذقية وباقى البلدات السورية الشمالية التى يحميها الطيران الغربى ويعتبرها (خطًا أحمر) لا يجب الاقتراب منه.

وإذا انتهت الحرب فى الموصل كما خططوا لها، وكذلك فى حلب السورية، فإن هذا يعنى انفراد الشيعة بعواصم: العراق، سوريا، لبنان، فى دولة شيعية ممتدة على مساحة شاسعة، لها القدرة- إن امتلكت السلاح المتطور- على تهديد باقى دول المنطقة؛ إذ تستطيع التمدد إلى الأردن ثم إلى الأراضى السعودية بسهولة.

أما قصة السلاح والإمكانات، فهذا أمر سهل ميسور، فأما إيران فقد رفع عنها الحصار الوهمى، وقد سُمح لها بامتلاك (النووى)، وأعطيت الضوء الأخضر لبسط سلطانها على المنطقة دون رقيب أو حسيب، فهى تحارب- علنًا- فى العراق وسوريا ولبنان واليمن، غير حروبها السرية فى أماكن أخرى بالمنطقة، غير تحالفاتها القذرة مع الأنظمة غير الشرعية، وقد رأينا فى سوريا والعراق العالم كله مجتمعًا استعدادًا لهذه الحرب المقدسة، بإمكانات جبارة وأعداد لم نسمع بمثلها من قبل، أما الذى يدفع الفاتورة فهم (إخوتنا الخلايجة!!) الذين يرفعون عقيرتهم فى الصباح ضد بشار وحزب الله، وفى المساء يلبون نداء الرجل الأبيض بدفع تكاليف الحرب ضد داعش، وهى الحرب نفسها ضد إخوتهم من أهل السنة.

أما (إسرائيل) فلا تسمع لها صوتًا ولا همسًا رغم الغليان الذى يدوى صوته فى كل بيوت العرب، كنا نتصور أن تتوسع بعد انهيار سوريا فتستكمل احتلال الجولان، ثم منها إلى دمشق التى لا تبعد عنها سوى ثلاثين كيلومترًا، لكنها لم تفعل، بل التزمت بدورها المرسوم فلم تخرج- ولن تخرج- عن النص؛ إذ هناك من يتحمل فاتورة الحرب، ومن يخوضها، أما اليهود فيكفيهم (الفرجة) الآن حتى ينتهى الشيعة (حمير اليهود) من المهمة المشتركة ضد المسلمين، وساعتها تتسلم- من دون حرب- ما تريد من أراضى المسلمين، وما يحقق حلمها التوراتى القديم، دون إراقة دم يهودى واحد، ودون تكبد "شيكل واحد".. وهذا هو سر الصمت اليهودى المريب.

أضف تعليقك