• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

سن الله سنناً وقوانيناً لنهضة الأمم والحضارات ، لابد لقادة المشروع الاصلاحي النهضوي الأخذ بها ، ومن هذه القوانيين قانون الشرائح .

ويُعدُ قانون الشرائح من القوانيين المهمة لأنه معنياً بدراسة وتحديد نوع وصفات ومهام كل شريحة ومدي مناسبتها لكل مرحلة ، إذ أن أكثر التجارب الفاشلة كان سببها الخلط بين الشرائح وضعف التعامل مع كل شريحة .

لذا يمكننا القول بأن من لا ينفعه قانون اختيار الشرائح والتعامل مع كل شريحة لا يمكن ان ينحح في توجيه البوصلة في اتجاهها الصحيح .

قانون الشرائح يسري علي أهل الحق و علي اهل الباطل سواء بسواء ، من اخذ به تحقق له النصر والتمكين .

وتلك الشرائح يمكن ان تتواجد جميعها في مرحلة من مراحل الصراع بدءاً من مرحلة التدافع حتي مرحلة التمكين مرورا بمرحلة النصر .

وإذا نظرنا إلي شرائح الصراع بين الحق والباطل نجدها ثلاث شرائح هذا بخلاف شريحة المجتمع العام المستفادة من نتائج الصراع .

الأولي : النواة الصلبة او البدء .

الثانية : الانصار او المنعة .

الثالثة : الداعمة او المؤيدة .

الرابعة ، عوام المجتمع .

ونعيش في هذه السطور البسيطة مع الشريحة الثانية .

* ثانياً : شريحة الأنصار .

لا يمكن أن ينتصر المشروع أو الفكرة الإصلاحية بشريحة البدء أو النواة الصلبة فقط ، وذلك لسبب بسيط ، أنها عاشت في بيئة ومناخ مرحلة الضعف والتكوين التي كان هدفها الحفاظ علي النواة الصلبة للمشروع ، وتلك المرحلة تختلف تماما عن بيئة ومناخ مرحلة التمكين ومرحلة النصر .

شريحة الانصار تضاف لشريحة البدء لتقويتها ومساعدتها بأفكار ابداعية جديدة لتحقيق النصر علي المشروع المضاد ،( الثورة المضادة ) .

يتضح ذلك جليا في بداية المشروع الاسلامي الأول ، حيث قام الرسول _ صلي الله عليه وسلم _ بالبحث عن هذه الشريحة فعرض نفسه علي القبائل المجاورة لمكه كالطائف وغيرها ، ولم ييأس من البحث عنها ، فعرض نفسه علي وفود الحج وكان يقول لهم ( من منكم يمنعني حتي أبلغ دعوة ربي ..) ولذلك بعض العلماء كانوا يسمون هذه الشريحة بشريحة المنعة والنصرة ، حتي كانت بيعة العقبة الاولي ثم الثانية التي بايع شريحة من قبيلتي الاوس والخزرج وكانوا يسكنون يثرب _ المدينة المنورة _ وسُميت ببيعة القتال .

امتازت شريحة الانصار بالجرأة والعزة والبأس في مواقف الازمات ، وأستشهد هنا بموقف شريحة الانصار عندما اخبرهم النبي _ صلي الله عليه وسلم _ الأنصار باتفاقه مع قبيلة قطفان علي إعطائهم ثلث ثمار المدينة كي يردهم عن تحالفهم مع قريش في غزوة الاحزاب حفاظا منه _ صلي الله عليه وسلم _ علي المدينة وعليهم ، لكن سادة الاوس والخزرج عز عليهم ذلك ، وقدروا للنبي شفقته عليهم وعلي المدينه فقالوا ( ما لنا بهذا من حاجة ، والله لا نعطيهم إلا السيف .... ) . هذه هي روح شريحة الانصار في كل مراحل التغيير .

وفي ثورتنا اليوم لابد من البحث عن هذه الشريحة كي نتخطي العقبات التي تعوق انتصار ثورتنا المباركة ، واعتقد بوجودها ، ولا أعني بذلك الإهمال أو الإنتقاص من شريحة البدء ، لكن إلتحام الشريحتين ، وذلك لضخ دماء وأفكار إبداعية جديدة تناسب المرحلة وتتناسب مع وسائل الثورة المضادة .

لا تعارض بين الشريحتين فشريحة البدء تهتم بالحفاظ علي النواة الصلبة للثورة _ أفراداً مؤسسات _ ، وشريحة الانصار تشارك كقيادة في القرار وأفراداً للتنفيذ ، وذلك احتراما لسنن الله في التغير ، ويمكن أن نرفع شعارا يتناسب مع ذلك ( بين حماسة الأنصار وحكمة البادئين ) استفادةً بحكمة وخبرة شريحة البدء وابداع وحماسة شريحة الانصار .

وبذلك نجد تلاحم واندماج طبيعي بين الشريحتين وكلاهما عونا للآخر لتحقيق أهداف المشروع الإصلاحي النهضوي الذي نقود به وطننا وأمتنا إلي تحقيق العدل والحرية والمساواة بين ابناء المجتمع بحميع معتقداتهم وايديولوجياتهم .

أسأل الله العظيم أن يرزقنا شريحة الأنصار ويرزقنا نفوساً زكية تُعلي مصلحة الأمة عن المصالح الشخصية حتي يتحقق لامتنا الرخاء والتقدم بين الأمم .

أضف تعليقك