• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

الفرق بين طريقة الإخوان فى علاج مشكلات البلد وأمراضها وطريقة العسكر فى علاجها هو الفرق بين مشرط الجراح وسيف البلطجى، فهذا يستمد قوته ويكسب عيشه من دقة مشرطه وحسن سيرته ومهارة يده واتساع علمه وخبرته، وذاك بستمد قوته ويكسب عيشه من سوء سيرته وتهور سيفه وشهرة بلجطته، وهذا يفتح فى مكان الجرح فقط لا يزيد ولا ينقص، وذاك يضرب بغشومية وهمجية فى أى مكان، هذا يتودد إلى المريض ويعامله بمنطق الطبيب، وهذا يسب ويشتم ويتعامل بمنطق البلطجى وقاطع الطريق.

هذا يقدم العلاج فى صورة نصح المشفق الحنون، وهذا يقدمه فى صورة الأمر المتعجرف.

هذا يستأذن فى التدخل ويشرك المريض فى القرار، ويترك له فرصة الاستعداد والاختيار، وهذا لا يستأذن ولا يترك فرصة للاختيار فيفعل ما يريد وقتما يريد.

هذا لا يقطع ولا يستأصل إلا بعد العلاج الطويل وبعد استنفاذ كل المحاولات، وذاك لا حل عنده إلا القطع والقطع فقط، لا مجال لتردد ولا محاولات ولا مقدمات.

وهذا لا يفتح إلا حين يكون الجسد مستعدا والأعضاء تتحمل، وذاك لا يهمه ضعف جسد ولا أعضاء فيشهر سيفه بغدر على الضعيف والعليل كما يشهره على القوى.

وهذا يستأصل ما يلزم فقط ثم يخيط مكان الجرح فيترك الجسد ملتئما، وذاك يقطع ما تطاله يده حتى ولو كان قدما أو ذراعا  ويترك البطون مفتوحة والأجزاء مقطوعة ويمضى إلى حال سبيله.

هذا يتابع الحالة بعد الجراحة ويكتب العلاج ويتابع المضاعفات، وهذا يسيل الدماء و ينهى إجرامه ويذهب إلى حال سبيله.

هذا يتدخل متوكلا على الله وفى قصده أن يشفى بإذن الله، وهذا يتدخل متوكلا على سيفه ليقتل ويسفك الدم الذى حرم الله.

وقد ينجح مشرط الجراح فى إنقاذ المريض وقد يخفق فالأمر مرهون بعوامل أخرى أولها إرادة الله، ولكن سيف البلطجى لا ينجح أبدا إلا فى الخراب والدمار وبث الرعب والأحزان.

وللعجب هناك من يعيب على الجراح أنه لم يحمل سيفا و يتحول إلى بلطجى بدعوى أن المريض لا ينفع معه إلا طريقة البلطجى وأخلاق البلطجى.

أضف تعليقك