• الصلاة القادمة

    العشاء 17:29

 
news Image
منذ ثانية واحدة

من قلب الكنيست الصهيوني، ومن شوارع غزة وحتى المناطق المحتلة عام 48، وليس انتهاءً بردود أفعال سياسية وشعبية، في عدد من الدول العربية والإسلامية؛ مباشرة وعبر مواقع التواصل، جاء الرد سريعا على قرار إسكات المآذن في فلسطين المحتلة، والذي مررته الحكومة الصهيونية لكي يبدأ مسيرته نحو الإقرار في الكنيست.

القناة العاشرة الصهيونية قدمت روايتها لقصة القانون، إذا قالت إن “يئير” نجل نتنياهو البالغ من العمر (25 عاما)، “لعب دورا مركزيا في دفع مشروع القانون”. ونقلت عن مسؤولين داخل الحكومة قولهم إن نتنياهو دعم التشريع بشدة بسبب إصرار يئير.

وبحسب التقرير؛ ذكر نتنياهو القصة في عدة اجتماعات حكومية، مدعيا أنه كأحد سكان “قيسارية”، لا يمكنه تحمل الضجيج الصادر من مسجد قريب في بلدة “جسر الزرقا” المجاورة. وتحدث أيضا عن استضافة قائد أجنبي في منزله، قائلا إن الأخير “سأله لماذا لا يفعل شيئا بخصوص الضجيج الناتج عن الآذان؟”.

لا ننسى بالطبع أن مستوطنين كثر تظاهروا مرارا ضد رفع الأذان، واعتصم كثير منهم أمام وزير الداخلية مرارا، وهم كانوا ولا يزالون يطالبون بوقف الأذان بدعوى الضجيج الذي يحدثه؛ بخاصة أذان الفجر.

لم تبدأ المآذن نشيدها في فلسطين قبل أيام أو أسابيع، كما أن الغزاة لم يحضروا إلى هنا قبل سنوات فقط، فلماذا تذكروا هذه القضية الآن؟

الحق أن ثمة أجواءً في المنطقة، سيحفزها ترامب أكثر فأكثر؛ هي التي تشجعهم على مزيد من الغطرسة، ليس في هذه القضية وحسب، وإنما في سعار الاستيطان والتهويد، والذي يُتوقع أن يشهد تصاعدا كبيرا خلال المرحلة المقبلة، بخاصة بعد أن أعلن أحد مستشاري ترامب أن قناعة رئيسه هي أن “الاستيطان لا يشكل عقبة في طريقة السلام”، عكس النظرية التي تبنتها جميع الإدارات الأمريكية السابقة، من دون أن تؤدي بطبيعة الحال إلى وقف الاستيطان، أو إلى السماح بموقف ضده من خلال مجلس الأمن الدولي.

بفوز ترامب، حصل الصهاينة على عاشق لم يحصلوا على مثله من قبل في البيت الأبيض، وسيشجعهم ذلك على مزيد من الغطرسة والخطوات الاستفزازية، بخاصة في ملف القدس التي وعد ترامب بنقل سفارة أمريكا إليها، وهو ما لم يجرؤ عليه أي رئيس سابق، مع أن التنفيذ ليس مؤكدا.

نعود لقصة المآذن لنقول إن لها في وعي الصهاينة مكانة خاصة دون شك، وحين يتذكرونها الآن، فللأمر صلة بالأجواء في المنطقة، ومنها هذا الحريق الذي أشعلته إيران وخدمهم على نحو لم يحلموا به (فضلا عن مجيء ترامب للقيادة في الولايات المتحدة)، لكن الجانب الأهم يتمثل في أن نداء “الله أكبر” لا زال يذكّرهم بأنهم عابرون على هذه الأرض، وأنه ما دام صوت المساجد حاضرا، سيظل وجودهم مشكوكا فيه. وهنا يجدر التذكير بأن جولات المواجهة الأخيرة مع الصهاينة طوال 3 عقود منذ الانتفاضة الأولى كانت بنكهة دينية، إذ عُرفت الانتفاضة الأولى بـ”انتفاضة المساجد”، فيما حملت الثانية اسم “انتفاضة الأقصى”، والأخيرة “انتفاضة القدس”، فضلا عن الحروب الأخيرة على قطاع غزة، وهذا كله يترك في وعي الصهاينة الكثير.

في أي حال، وسواءً أُقر القانون في الكنيست أم آتت الاحتجاجات أكلها، وتم تجاوز الأمر، فإن صوت المآذن والمساجد سيبقى حاضرا، بحضور هذا القرآن الكريم الذي يحفز هذه الأجيال على استرداد حقها؛ هي التي ستبقى تقرأ سورة الإسراء، وغيرها من آيات الكتاب الكريم الذي تذكّر هذه الأمة بضرورة استعادة عزتها وكرامتها وحقوقها ومقدساتها المسلوبة.

أضف تعليقك