• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانية واحدة

لاشك أن حادث تفجير الكاتدرائية المرقسية بالعباسية اليوم مؤلم للغاية، خاصة أنه في دار عبادة التي لها حرمتها، راح ضحيته عشرات القتلى والمصابين أكثرهم من النساء والأطفال، وبما أنه حادث يشغل جميع المصريين الآن، كانت هذه التساؤلات العشرة المشروعة.

1- كل من يدخل الكاتدرائية يخضع للتفتيش الذاتي، فكيف دخلت عبوة ناسفة تحتوى على 20 كيلو "TNT"؟! إلا إذا كان من سمح بدخولها من يقف على الباب.

2- شخصيا كنت أمر أمام الكاتدرائية، فأرى مدرعات هنا وهناك، بل قوات خاصة، فضلا عن البوابات الحديدية، ولا يجرؤ مسيحي أن يدخل حتى يبرز صليبه أو تصريح بالدخول، فكيف دخل ومن سمح له بالدخول؟ إلا إذا كان شخصية نافذة داخل الكنيسة لا تخضع للتفتيش.

3- من أي جنس بشري ذلك الذي يصنع تفجيرا في يوم الجمعة الماضي بجوار مسجد بشارع الهرم واليوم يتم استهداف كنيسة في يوم الأحد وفي ذكرى المولد النبوي وفي موضع اجتماع النساء والأطفال؟ ولمصلحة من يفعل ذلك؟ هل يتم تهيئة الأجواء للحرب الأهلية الطائفية بمصر؟ بالطبع من فعل ذلك ليس بشرا بل هو شيطان نزع الله من قلبه الرحمة والنور والإنسانية، لا يفعل إنسان أبدا. ونعم هناك من يهييء الأجواء للحرب الأهلية بل يتمنى، ألا وهو نظام السيسي وكل الأنظمة الفرعونية المستبدة {وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَة}، لقد حاول السيسي جر البلاد للحرب الأهلية منذ الانقلاب من خلال تصفية قيادات الإخوان المسلمين واستفزازهم بالتصفية والاعتقال واغتصاب البنات، وهي رسالة فهمها الإخوان من أول يوم، لأن ويلاتها ستكون دمارا وخرابا، لا أقول مثل سوريا والعراق بل ستكون دمارا للعرب أجمعين.

4- كنت في جلسة عائلية أثناء حادث تفجير كنيسة القديسين 2010م، وانهالت ساعتها الاتهامات للإسلامين، وقامت الدنيا ولم تقعد حديثا عن الإرهاب، وتم اعتقال الشهيد بإذن الله سيد بلال وتم تصفيته تحت التعذيب، ثم تبين بالوثائق أن حبيب العادلي هو من كلف القيادة 77 بالتفجير. فهل عرفتم من نفذ تفجير الكاتدرائية اليوم، إذن فمن سيكون ضحية الكاتدرائية وماذا ستكشف لنا الأيام؟ بالطبع سيكون ضحيتها مصر وشعب مصر، ألا أفيقوا يرحمكم الله!

5- في فيديو متداول اليوم: بيسألوا مسيحي : المُنَـفِّـذ إخوان؟ قال: حمونا في التحرير بدون عسكري واحد إزاي يؤذونا والشرطة تملأ المكان! فهل ذلك بداية وعي بحقيقة من يتلاعب بمصر. الله أعلم.

6- غريب جدا، عند أي تفجير إرهابي تتعالى التعليقات: بتبرئة الإسلام منه!، فلماذا نرضى الدنية في ديننا، ولماذا نسارع إلى تبرئة الإسلام، والإسلام–بالأساس- منه براء، والتاريخ يشهد أن المسلمين ما تعرضوا لكنيسة واحدة باعتداء إلا من النوادر التي استهجنها المؤرخون وعاتب فيها الناقلون، فهل نسي المصريون أن الإخوان هم أول من حمى الكنائس عقب أحداث فوضى 28 يناير؟!

7- تعيش مصر الآن في ظل نظام الانقلابي الخائن عبد الفتاح السيسي أسوأ حالاتها الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية، غلاء للأسعار ونقص في الأدوية وعجز في المرتبات وارتفاع للديون الداخلية والخارجية وتصدير للوهم وقمع للمعارضين وارتفاع نبرة التذمر من شرائح متعددة من المجتمع، فمن المستفيد إذن أن يصمت الناس عن المطالبة بحقوقهم وتحويل مجرى الاهتمام الشعبي للحرب الطائفية والتنازع بين المسلمين والمسيحيين؟!، بالطبع هؤلاء المجرمون الذي نهبوا خيرات البلاد وسرقوا قوت الشعب (السيسي المجرم وعصابته).

8- هل يدفع الجميع ثمن مساندتهم للانقلابي السيسي ضد الرئيس الدكتور محمد مرسي، هل يدفع الثمن من وقف وساند وشمت وتشفى في دماء المظلومين في رابعة والنهضة؟ بالطبع، فالله عادل {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}، و"من أعان ظالما سلطه الله عليه"، ويأبى الله تعالى إلا أن يدافع عن المظلومين ويظهر الحق يوما بعد يوم، حتى تزول الغمة وتقام الحجة، ولا يكون لأحد عند الله مقال، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

9- أتذكر أنني في فجر 24 ديسمبر 2013م قُدِّمت إماما للمصلين وكانوا خمسة كالعادة، ففوجئت بصوت عالي لا أنسى صاحبه: "مش عاوزين إرهابيين يصلوا بينا إنتم ... "، من حينها بدأ نظام السيسي يلعب على رزع معادلة خطيرة في وعي المصريين، وهي معادلة "الإخوان والعسكر"، كل شيء يحدث (الإخوان)، واليوم خرج أسامة هيكل رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب وقال: " حادث الكاتدرائية جريمة جديدة تضاف لسجل الإخوان الإرهابي، التفجيرات الأخيرة ثمن القبض على نجل مرسي"، فهل يقول ذلك عااقل، أم أن المغفلون (السيساوية) في مصر ما زالوا كثيريين؟

10- دعوة إلى من يتباكون بحرقة على دماء المسيحيين اليوم، نعم كلنا متألمون، ولكن هل سالت دموعك وتحرَّق قلبك لمقتل الآلاف في رابعة والنهضة واعتقال وتشريد الآلاف في كافة شوارع مصر وميادينها وقراها؟ هل سالت دموعك وتحرَّق قلبك لمقتل الآلاف والتمثيل بهم من المسلمين في بورما وسوريا والعراق واليمن وليبيا وفلسطين؟ بالطبع الإنسانية لا تتجزأ والمبادئ لا تتجزأ، والحق واحد لا يتعدد.

وفي الختام، أدعوك ألا تنسى هذا المجرم الأفاك الكذاب صاحب المقولات الشهيرة: "إللي يقدر على ربنا يقدر علينا" "الأمر اللى ميرضيش ربنا احنا بندعمه ونأيده وهنبقي معاه" "هناك نصوص دينية مقدسة تعادي الدنيا كلها، مش معقولة مليار و600مليون مسلم بيسببوا مصدر قلق للعالم كله!!!. مش معقولة 1.6 مليار هيقتلوا 7 مليار عشان يعيشوا ".

اللهم احفظ مصر وبلاد المسلمين

أضف تعليقك