• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانيتين

جَمَع زندقتَه في كتاب واحد، أسماه "الكتاب الأخضر"، وزعم أنه "نبي الصحراء"، وحينما سئل: هل رَعَيتَ الغنم؟ أجاب بكل وقاحة: ما من نبي إلا ورعى الغنم!، ولكن زعيم عصابة الانقلاب تفوق على الهالك القذافي!.

يظن قائد الانقلاب أنه بإمكانه القضاء على الإسلام وطمس الهوية، أو أنه سينجح فيما فشل فيه مَن قبله! فعندما يقول: الطريقة التي يقدم بها الله لا تليق، ولا يليق أن نقدمه عن طريق قتل الناس، والتفزيع والدمار والخراب على أساس أنه النصر العظيم، وأن الدين لن يقوم على الهدم والقتل والتدمير، من الذي قتل ودمر واعتقل الآلاف وحول البلاد إلى سجن كبير من الرعب والخوف والفزع؟.

لكن المؤسف أنّ الأزهر والإفتاء وتجّار الدين وشيوخ السلطان وعلماء الانقلاب وبقية العمائم، جلسوا أمام الطاغية ولم ينطق أحد منهم بكلمة، بل صفقوا له، كما وقف كهنة المعابد أمام فرعون يصفقون له وهو يقول: أنا ربكم الأعلى، وكيف لا يصفق تجار الدين المنافقون مِن علماء الأزهر والأوقاف، الموالون لنظام الانقلاب العسكري وهم من شاركوا فى الانقلاب، وأفتوا بقتل الآلاف بلا حياء ولا خجل؟.

قال الطاغية عبارته الكفرية: "إن الله معنا واللي هيقدر على ربنا هيقدر علينا"، والسؤال: كيف يكون الله مع القاتل والخائن والغادر والكذاب والمنافق، الذي يوالي أعداء الله عز وجل؟ إلا طبقا لفتاوى حزب النور! وهذا ليس بجديد على قائد الانقلاب، فمن قبل قال: إنه لا يتهم الدين، وإنما يوجه نقده إلى هذا الفكر، الذي يريد أصحابه أن يقتلوا العالم ليعيشوا هم فقط، مطالبا بما أسماه "ثورة دينية" لإعادة النظر إلى الإسلام بـ"فكر مستنير"، مع أنه هاجم ما أسماها "نصوصا" و"أفكارا"!. وبدون مناسبة، أقسم أنه لا يخون ولا يتآمر على أحد، هذا القسم المكرر يؤكد أن زعيم عصابة الانقلاب يريد الإفلات من تهمة الخيانة العظمى، والتآمر على الرئيس المنتخب، وخيانة الرز السعودي، بدعم بشار، والحوثيين فى اليمنّ.

والسؤال: إن لم تكن أنت الخائن فمن الخائن إذًا؟ من الذي قاد الانقلاب وغدر برئيسه، وقتل آلاف الأبرياء، وزج بالآلاف في السجون والمعتقلات، وحرق المساجد وانتهك حرمتها؟؟! وإلا فمتى أقر قاتل خائن بجريمته! ويحاول أن يلبس ثوب التدين والفقه، قائلا: إن الجرأة والشجاعة التي واجه بها نبينا الكريم قضايا عصره تقتضي منا التدبر بعمق في حقيقة بسيطة وواضحة، وهي أن مشكلاتنا المعاصرة تفاقمت نتيجة التردد في مواجهتها، لافتا إلى أنه لو تم التعامل الجاد مع مشكلاتنا في مهدها، ما كانت تعقَّدت وارتفعت وتكلفت حلها اليوم!.

ويتجاهل أن مشكلاتنا تفاقمت وتعقدت بسبب فشل وفساد العسكر، الذين وثبوا على حكم البلاد، وقهروا الشعب وأذلوه، ولم يقوموا بالمهمة الموكولة إليهم وهى حماية حدود البلاد، والطريف أن مجدي حمدان، وهو أحد داعمي النظام الانقلابي، انتقد خطاب قائد الانقلاب واعتبره تكرارًا لأداء متواضع في خطابات سابقة، بل وسقطات متمثلة في ازدراء الأديان بقوله: "اللي يقدر على ربنا يقدر علينا"، وأنها ليست المرة الأولى التي يسيء فيها للدين وللرموز المقدسة!، وأن زيادة الرواتب التي يتحدث عنها لم تكن سوى للجيش والشرطة والقضاء، تلك المؤسسات التي يستند إليها قائد الانقلاب في حكمه وتنفيذ سياساته ورؤاه السياسية، وهذه المؤسسات تعطيه ما يريد وتنفذ ما يطلب منها مقابل الامتيازات دون وازع من ضمير أو إحساس بالمواطن!.

وعند حديثه عن 11/11 التي هي بالأساس من صنيعة مخابرات العسكر، قال: "كانوا الشهر اللي فات بيقولوا خلاص راحت مصر، بس أنا عايز أقولهم إن الله معنا، إحنا عمرنا ما تآمرنا على حد، ولا هنتآمر ولا قتلنا ولا هنقتل ولا خنا ولا هنخون وهنفضل نبني وهنعمر ونصنع وإذا كان ده يرضي ربنا فاللي هيقدر على ربنا يقدر علينا!". وفى تأييدة للإلحاد والمروق من الدين، يقول: إللى بيشوفه العالم كله دلوقتي، خلى الناس تتحسب وتنتقد الخطاب ده التكفيري الإرهابي ده، وفيه شباب ابتدأت تكفر بفكرة الأديان، إحنا مش بندافع عن الإسلام، إحنا بندافع عن اللي بيحاولوا يخلوا الناس تنكر الأديان كل الأديان!"، وكأن "يونس شلبي" لم يمت؛ لأن "إللي خلف ما متش"!.

ثم قام قائد الانقلاب بمغازلة "الطيب" بقوله: "أنا بحبك وبحترمك وبقدرك، إياكم فاكرين غير كده تبقى مصيبة، أنا بحب الإمام، وعارف دور الأزهر ومقدره كويس في مصر والعالم كله، وهو القلعة المستنيرة اللي ممكن نعتمد عليها لأنها هتحيي صحيح الدين.. بالتأكيد يريد حكم الحب حلال ولا حرام"، و"عند الطيب حلال حلال حلال بالتلاتة"، وكما هي عادته بتوجيه رسائل عن الإرهاب إلى الخارج، وفى الداخل أيضا، ينادي بضرورة تصويب الخطاب الديني، الذي أصبح الآن معركة فكرية كبرى، على حد زعمه، وأنه لا مكان للجماعات الإرهابية في مصر، ونحن نعاني من انفصال الخطاب الديني عن جوهر الإسلام ذاته، وأجمع العلماء والمفكرون على احتياجنا الماس لتحديث الخطاب الديني، لتصويب ما تراكم بداخله عبر السنوات!.

ألم يعلم بأن هؤلاء المفكرين قد أجمعوا على ضرورة أن يعيش الشعب حياة آدمية كريمة كبقية البشر؟ ويقول: "إن قضية إصلاح وتطوير الخطاب مهمة قوي، فأنا أعتبرها أهم قضايانا على الإطلاق، وأتصور أننا دائما فى تصويب للخطاب الديني، ولن يمس أحد الثوابت، أو يقدر يتكلم فيها، لكن إحنا بنتكلم على مفردات عصرنا، وأتصور أن إحنا علشان حالة التشرذم الموجودة فى مجتمعنا ما ينفعش نترك القضية الخطيرة دي اللي هيا صياغة الفهم الديني الحقيقي على مستوى الدولة".

ويمنّ على الشعب برغيف الخبز قائلا: تكلفة الرغيف خمسة وستون قرشًا، ويتم توزيع خمسة أرغفة كل يوم على تسعين مليون إنسان، ولن يتم رفع الدعم عنه كما يُشاع!. ويشكر الشعب الذي لم يستجب لدعوات 11/11 بقوله: "الناس دي ما تحركتش؛ لأن الشعب عظيم، رغم غلبنا وضعفنا أنا ما بجاملكمش، إذا كان حد هيقدر على ربنا، هيقدر علينا، والحقيقة والواقع أن الشعب لم يخرج لأن دبابات العسكر وقوات الجيش والشرطة نزلت نيابة عن الشعب!.

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك