• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

نجحت إثيوبيا في سحب البساط الحليجي من تحت أقدام الانقلاب العسكري بقياد عبد الفتاح السيسي، حيث شهدت الفترة الماضية زيارات للعديد من المسؤلين الخليجيين من السعودية والإمارات وأخيرا قطر الى اثيوبيا للاستثمار بها، في ظل الخلاف الخليجي مع مصر على خلفية الموقف المصري وأزمته مع السعودية، وفي ظل فشل نظام السيسي في مفاوضات سد النهضة مع اثيوبيا، بعد أن وقع على وثيقة التنازل عن حق مصر في مياه النيل.

وزير خارجية من القاهرة إلى أديس أبابا

و حينما أنهى وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن، مساء أمس الاثنين، حضوره الاجتماع الوزاري للجامعة العربية، توجهاإلي إثيوبيا، وفق مصدر أمني بمطار القاهرة.

ووصل وزير خارجية قطر القاهرة، الأحد، لحضور اجتماع وزراء الخارجية العرب بشأن أحداث مدينة حلب السورية، الذي انتهى مساء الاثنين، قبل سفر الدبلوماسي القطري.

وكانت أنباء في وقت سابق، إن وزير الخارجية القطري سيصل إلى العاصمة أديس أبابا، مساء الاثنين، في أول زيارة له إلى إثيوبيا منذ تعيينه في منصبه في 27 يناير الماضي.

واتفقت إثيوبيا وقطر على استئناف علاقاتهما الدبلوماسية الكاملة بعد مرور أكثر من أربع سنوات من إقدام حكومة أديس أبابا على قطع علاقاتها مع الدوحة، بدعوى أن الأخيرة "تنتهج سياسة معادية" لها، وهو ما اعتبرته الدوحة في حينها "مزاعم وادعاءات ليس لها أساس من الصحة".

وكان قطع العلاقات على خلفية احتفاظ قطر بعلاقات جيده مع إريتريا، التي تتهمها الحكومة الإثيوبية بدعم الجماعات المسلحة المناهضة لها.

ولاحقا، وعلى طريق إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين، زار أديس أبابا، في نوفمبر 2012، وزير خارجية قطر الأسبق، حمد بن جاسم.

وبصفة عامة، تشهد العلاقات بين إثيوبيا ودول الخليج نوعا من الازدهار خلال الفترة الأخيرة، حيث شهدت زيارتين سابقتين من جانب المملكة العربية السعودية.

تحرك سعودي

وزار مستشار العاهل السعودي بالديوان الملكي، أحمد الخطيب، يوم الجمعة الماضية إلى العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، لزيارة سد النهضة الإثيوبي والوقوف على إمكانية توليد الطاقة المتجددة من السد، وقالت مصادر رافقت المسؤول السعودي في زيارته، إن الخطيب، كان في استقباله مدير مشروع سد النهضة، سمنجاو بقلي، كما أنه أجرى مشاورات مع وزير الخارجية الإثيوبي ورقنه جبيهو.

وأكد التليفزيون الإثيوبي الرسمي أن مستشار العاهل السعودي التقى، الجمعة الماضية، رئيس الوزراء الإثيوبي، هيلي ماريام ديسالين، وأنه جرى خلال اللقاء الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة للتعاون بين البلدين في مجال الطاقة.

من جانبه، دعا ديسالين، السعودية إلى دعم مشروع سد النهضة ماديًا والاستثمار في إثيوبيا، وأكد رغبة بلاده في التعاون مع السعودية في مجالات الطاقة والطرق والكهرباء والزراعة، فضلًا عن التعاون في مجال السياحة، فيما قال الخطيب: إن السعودية وإثيوبيا لديهما إمكانات هائلة ستمكن البلدين من العمل معًا لتعزيز وتقوية العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بينهما، وأشار، خلال لقائه مع وزير الخارجية الإثيوبي، إلى أن المستثمرين السعوديين يرغبون في العمل بإثيوبيا في المجالات الاستثمارية المختلفة.

وتتجاوز الاستثمارات السعودية في إثيوبيا 12مليار ريال من 2011 حتى 2015

الإمارات وعلاقات جيدة مع إثيوبيا

ولم تكن السعودية وقطر فقط هم المهتمين بعلاقتهم مع اثيوبيا، فقد سبقهم الإمارات التي تتمتع بعلاقات جيدة مع اثيوبيا، وتمتلك الكثير من الاستثمارات هناك، حيث تتخطى استثماراتها 816.6 مليون دولار، كما صرح وزير الاقتصاد الإماراتي سلطان بن سعيد المنصوري، خلال زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي للإمارات العام الماضي.

وأشار إلى أن الإمارات تولي أهمية لتعزيز علاقاتها التجارية والاقتصادية مع إثيوبيا، وقال "إن السوق الإثيوبية تتمتع بموارد طبيعية غنية، وتوفر فرصًا واعدة للاستثمار في عدد من المجالات والقطاعات".

وأضاف المنصوري، خلال استقباله وفداً وزارياً من الحكومة الاثيوبية، أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين في تنامٍ مستمر، "إذ سجل إجمالي حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين نحو 788 مليون دولار خلال 2014".

يوم 1 يونيو 2013، وجه المتحدث الرسمي للحكومة الإثيوبية "بريخيت سمؤون"، شكر "العميق" لكل من الإمارات وإسرائيل لدعمهما بناء سد النهضة.. وهو كلام نقلته حرفيًا جريدة "العلم" الإثيوبية عن "سمؤون"! وانتقد وزير الري الأسبق، د. محمود أبو زيد، الاستثمارات الإماراتية الضخمة في إثيوبيا، والداعمة لاستكمال بناء سد النهضة.

صدمة

فيما اعتبر السفير إبراهيم يسري، مساعد وزير الخارجية الأسبق، التحركات العربية بالصدمة قائلا إنه رغم خلافة مع نظام الانقلاب، لكنه لم يستطع فهم زيارة الملك سلمان وتليها زيارة وزير قطري لإثيوبيا ووصف البعض هذه الزيارات بكيد النساء".

وأضاف: "ولكني صدمت ككل المصريين فقد تفاءلت بتولي الملك سالمان بل وطالبته بقيادة العرب والوقوف أمام حملة إبادة السنة ومشروع كيري لافروف في المشرق، كذلك حملت وما زلت كل تقدير لدبلوماسية قطر وحرفيتها وإنحيازها للحق العربي لكني لم أفهم سبب زيارة الوزير القطري والدخول مع السعودية في مشروعات استثمارية مع اثيوبيا التي تعطش شعب مصر وتدمر وجوده".

وأردف: "بالطبع كنّا نعلم أن سد النهضة يبنى بأسمنت من مصانع مستثمر سعودي يدعي العامودي وأن الإمارات لها أيضًا استثمارات في اثيوبيا ولكن بعد مؤامرة سد النهضة توقعنا أن يقف العرب مع شعب مصر رغم خلافاتهم مع النظام المصري ومن المؤكد أن ضعف مصر كان وما يزال يسبب لشعبنا العربي خسارة جمة، والسؤال هنا هل بلغت السياسة العربية حد السذاجة لتطبيق كيد النساء على مصر لكي تدور عليهم الدوائر فيقولون كلنا يوم أكلت مصر".

وذكر: "لأنا لا اؤيد بل أعارض الاستيثاق، في اثيوبيا ورفعت دعوى لإلغاء اتفاق سد النهضة، ولكني أشعر وكأن العروبة قد وقعت في مقتل بالسعي لإفشال تدمير الشعب العربي في مصر بالتعاون مع إثيوبيا جريًا على منهج السياسة المصرية".

واختتم: "أملي أن تعيد دول الخليج النظر في دعم إثيوبيا وأوغندا قبل أن يسطر التاريخ نهاية العرب كما يخطط دونالد ترامب علنًا وأوباما وكلينتون من وراء ستار ولن تكون حلب هي الوحيدة في عالمنا من المحيط الي الخليج بل ستصبح أكبر مدننا حلبًا أخري، متى الخلاص من السياسة العربية القبلية الساذجة"

أضف تعليقك