وكلاء الغرب عندنا الذين يتاجرون بقوتنا ويبيعون أرضنا لا يصدقون أن سيناء مصرية إسلامية، يشهد بذلك تاريخها وواقعها، وأنها لا تصلح للبيع، ولو بيعت خيانة وزورًا فإن مشتريها سيدفع ضريبة ما فعل؛ لأن سيناء هى مصر، ومصر هى سيناء.
إن هذه القطعة الغالية من أرض المحروسة هى مهبط الرسالات، وطريق الأنبياء، وممر الفاتحين، وهى وثاق العالم الإسلامى، قديمًا وحديثًا، ورمانة ميزانه، وقد صارت يمًّا مغرقا لصهاينة اليوم، ودرعًا لمصر وما وراءها، والمفرّطُ فيها بائع لدينه، خائن لوطنه، قد تناسى أن دماء مواطنيه على تلك البقعة المباركة من أرض الله ما زالت تنادى بالقصاص ممن أسالوها.
نعلم أن هناك خطة كخطة الموصل والأنبار وبعقوبة، وغيرها من بلاد المسلمين السنة فى العراق، وكخطة حلب وإدلب فى سوريا- لاقتطاع سيناء وضمها لليهود- وأن هذه الخطة ينفذها من يُفترض أنهم يحمونها، وأنها تقتضى تحويلها إلى منطقة حرب واشتباكات، وأن يتم تعتيم أخبارها وتعمية أحداثها، وأن تتداخل الأطراف وتتعقد الأمور لدرجة تضلل المواطن، وتغريه بالرغبة فى التخلص من هذه (المساحة) التى تتسبب فى عدم الاستقرار، والمسكين لا يدرى أن تلك مرحلة من مراحل الخطة الدولية لالتهام هذا الجزء المصرى العزيز، بعدها يسهل القضاء على ما تبقى من (مساحات)؛ فى سبيل تمزيق العالم العربى والإسلامى، وإقامة وطن قومى لليهود على أنقاضه وفوق جثث المسلمين.
لقد نجحوا بالفعل فى إشعال شبه الجزيرة المصرية، وصوروها على أنها (خارج السيطرة)؛ لتهيئة المواطن- كما ذكرت- لفكرة التخلص منها بأى ثمن ولأى مشترٍ، بعدها يتم تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة، وهى ترحيل فلسطينيي غزة على الأقل (2 مليون نسمة) وتوطينهم فى سيناء. قد يقول قائل: هذا محال؛ إذ كيف يخرج هؤلاء طوعًا إلى أرض الفيروز؟، أقول: الآن يتم إخراج المسلمين من قرى ومدن السنة فى العراق وفى حلب، وهم أكثر عددًا من أهل غزة بطريقة بسيطة؛ بالضربات الجوية المكثفة على الأحياء السكنية والمدنيين، الذين يفرون هربًا من القتل إلى أى مكان، وساعتها- لا سمح الله- سيفتحون أمامهم سيناء لمن أراد الفرار وإلا كان مصيره القتل كما فعل الروس فى حلب، والأمريكان والإيرانيون فى العراق. إن الذى أدخل داعش إلى سوريا والعراق هو الذى أدخل (تنظيم الدولة) إلى سيناء؛ لخلق الفوضى ولتبرير التدخل، ففى سوريا والعراق لم نسمع أن التنظيم دخل مناطق شيعية أو علوية، بل جميعها سنية، فكان التدخل والقتل فيما بعد فى هذه المناطق. وتحت مبرر وجود فرع لداعش فى سيناء سوف يتم التدخل الذى يعقبه- كما سبق- إحلال سكان جدد من خارجها محل سكانها وأهلها الأصليين.
ونبشر العملاء بأن خطتهم فاشلة، وأعمالهم محبطة مسبقًا، ذلك أن سيناء ليست حلب، وليست مثل مدن العراق، بل (السيناريو) هنا أعقد بكثير مما جرى هناك، فإذا كان الله قد ابتلانا بعملاء باعوا الأرض وهتكوا العرض، فإنه قد منَّ علينا بأشاوس أبطال فى أرض فلسطين، جعلهم الله قائمين على الحق، يحفظون بيضة الأمة، ويدافعون عنها، ويدفعون كل معتد وظالم، ولا أظن الأمور تجرى على ما يرغب فيه الأعداء، فإن أدت الأمور إلى حرب ففيها فناؤهم، وهم أجبن من أن يواجهوا المجاهدين، وإذا كانت مجرد أخبار تنذر بوقوع هذا (السيناريو) فإنما هى الحرب النفسية، أو (جس النبض)؛ ليعلموا من معهم ومن عليهم، وليقيسوا الموت والحياة فى هذه الأمة.. لكنهم يجهلون أن هذه الأمة حية ما دام الليل والنهار، وإن غرّهم سباتها، فإن فى هذا السبات تكون الحياة، ويكون النشاط، ويكون الجهاد: الفريضة الماضية إلى يوم القيامة
أضف تعليقك