وكان مقصودا أن تتحول عبارة السمع والطاعة إلى عبارة سيئة السمعة ومرادف فى نفوس البعض للغباء وقصر النظر وحتى اختفت كلمة الجندية من صفوف الإخوان . وحتى أصبح عموم إخوان هذه الأيام لا سمع ولا طاعة . لا طاعة عمياء ولا طاعة مبصرة ولا أي نوع من أنواع الطاعة .
بل إن افتراض سوء النية وافتراض خطأ القرار أصبح مقدما على افتراض صحة القرار وحسن النية.
ومع أن الإخوان المسلمين هي الهيئة الوحيدة والوحيدة تماما فى مصر التى تنتخب قياداتها حتى وإن شاب هذه الانتخابات تأخيرا لفترة أو استثناء لظرف ما إلا أنه يظل من يديرونها منتخبين بشكل أو بآخر ومن شأن ذلك أن يبعث على الثقة والسمع والطاعة .
إلا أن التلكؤ والمطالبة بتوضيح كل قرار وفتح مكلمة لتقييم أى شيء يطلب أصبح هو الأساس .
ومع أن السمع والطاعة هو أكثر ما نمارسه فى حياتنا اليومية فى أشغالنا ومؤسساتنا التى نتقاضى مرتباتنا منها فى أعمالنا الدنيوية . نتحمل مديرينا وقراراتهم وتعسفهم أحيانا وهم مفروضين علينا . ولا نتجرأ على نقدهم فى العلن خوفا على رواتبنا ومناصبنا ولا نتحدث عنهم إلا همسا ولا يجرؤ بعضنا ولا يتصور أن يناقش مديره فى كل قرار وإلا سقطت المؤسسة وتفرغ المدراء لتبرير قراراتهم لكل موظف .
لكننا فى دعوة الله التي ندعى أننا موظفون فيها عند الله ولكن الحقيقة المؤلمة أنه لأننا لا نتقاضى أجرا . تسبق ألسنتنا أفعالنا وتسبق استفهاماتنا عن كل طلب ولو صغير أسئلة عن لماذا وما الداعي وليتك تقنعني أولا .
ولم تصبح الإخوان على ما هى عليه الآن دولة مترامية الأطراف فى كل الدنيا وقوة عظمى في وجه قوى العالم وإن تعرضت لما تتعرض له القوى العظمى من مشكلات وانتكاسات وجولات هزيمة أحيانا
لم تصبح الإخوان كذلك إلا بجهود جنودها الأوائل الذين كانت ثقتهم تسبق إلى نظرتهم لمسئوليهم وتنفيذهم السريع يسبق تلكؤهم وتضحياتهم دون طلب المقابل تسبق نظرتهم إلى حسابات المكسب والخسارة فى الدنيا .
وحين فطن الأعداء والخصوم لذلك أصبح كل همهم أن تنتهي من عند الإخوان هذه الميزة وتضرب الثقة والسمع والطاعة لتتحول الإخوان إلى مؤسسة تقليدية مثل كل المؤسسات يسهل ضربها مهما كان عددها بالملايين وتعصف الخلافات بها كما يحدث مع الأحزاب .
ولنا فى حزب الوفد مثلا حيث قام هو والإخوان فى نفس التوقيت ولم يكن ينقصه المال فهو حزب الباشوات ولم يكن ينقصه العدد فقد كان أكبر عددا من الإخوان . لكن أين هو وأين الإخوان الآن .
ولم يكن لذلك سبب إلا شيء يسمى الثقة والسمع والطاعة .. وقبلهم فهم وإخلاص وعمل .
هذا هو الفرق الذى يزعجهم . نتأخر جميعا فى لحظة واحدة حين يطلب منا أن نتأخر كما نتقدم جميعا فى لحظة واحدة حين يطلب منا أن نتقدم .
ولقد اسقطوا الخلافة الإسلامية بحيل مثل هذه التى يستخدمونها معنا الآن وألفاظ كهذه براقة . مقارنة بين السلطان عبد الحميد الرجل المريض والرجل العجوز كما أطلقوا عليه . وحركة تركيا الفتاة بقيادة الشاب النابه الذى سيجلب النصر . مصطفى كمال أتاتورك ..
فيا ليتنا نعود قبل فوات الأوان .
أضف تعليقك