وجه رئيس حزب البناء والتنمية المصري، طارق الزمر، رسالة شكر إلى قادة وأعضاء حزبه، بمناسبة الانتخابات الداخلية التي يجريها الحزب لانتخاب قيادات جديدة، على رأسها منصب رئيس الحزب، وذلك يوم السبت المقبل.
وقال "الزمر" -في بيان له الثلاثاء-: "في نهاية فترة رئاستي للحزب، التي بدأت بانتخابي في 27 حزيران/ يونيو 2013، والمقرر انتهاؤها الأسبوع القادم، أتوجه إليكم بالشكر على هذه الثقة التي أوليتموني إياها".
وأضاف: "كما أعتذر عن كل تقصير شاب هذه الفترة التي كنت فيها خارج البلاد ملاحقا بشكل غير قانوني؛ جراء الإجراءات الظالمة التي طالت كثيرا من المعارضين لمجرد رفضهم للانقلاب على التجربة الديمقراطية الوليدة".
وتابع: "أتوجه بالشكر للفريق الذي تحمّل أعباء إدارة الحزب خلال هذه الفترة الحرجة بكفاءة كاملة، خاصة الزملاء الذين قاموا بمهمة القائم بأعمال رئيس الحزب ونوابه والأمين العام، لا سيما أنهم تعرضوا للاعتقال بسبب قيامهم بمهامهم، وما زال بعضهم معتقلا، مثل الأمين العام علاء أبو النصر، ورئيس الهيئة البرلمانية للحزب بمجلس الشورى صفوت عبد الغني، إضافة للقيادات التي اضطرت لمغادرة البلاد جراء الملاحقات الظالمة".
واستطرد "الزمر" قائلا: "كما أتوجه بالشكر لجميع أعضاء المكتب السياسي والهيئة العليا الذين قاموا بواجبهم خير قيام، سواء كان ذلك من داخل البلاد أو بملاحقتهم خارجها".
وأكد أن "مصر مرت خلال السنوات الأربع الماضية بأزمات عديدة ومواقف بالغة الخطورة كان يمكنها أن تؤدي بها إلى مسارات غير محمودة ودروب شاقة وعسيرة في ظل ظروف بالغة الخطورة، لكنكم (قادة وأعضاء الحزب) كنتم عند مستوى المسؤولية الكاملة والحساسية المفرطة تجاه مصالح البلاد العليا، وهو ما شهد به كثير من المراقبين للشؤون المصرية".
وأكمل بقوله: "لم تقدموا غير المصلحة الوطنية، ولم تراعوا غير مصالح البلاد العليا، ولم تنزلقوا فيما انزلق إليه البعض، الذين غلبوا المصالح الحزبية أو تصفية الخصومات الأيديولوجية، وكان منهجهم الجري وراء أهداف سياسية مؤقتة، وإن تضرر الوطن وتهددت لحمته أو تعرض أمنه القومي للخطر".
وحيّا "الزمر" قادة وأعضاء حزبه بدفاعهم عن "أهداف ثورة يناير، والتأكيد على أنها المعيار الرئيس لكل نجاح في مسيرتهم الوطنية، ورفض كل محاولات الالتفاف على هذه الأهداف، فضلا عن اعتبار ثورة يناير مؤامرة خارجية".
وثمّن دعوات ومبادرات الحزب المتكررة للخروج من الأزمة التي وصفها بالخطيرة، والتي تمر بها البلاد منذ الثالث تموز/ من يوليو، والتحذير الدائم من وقوع البلاد والمجتمع فريسة الفوضى والتمزق أو التقسيم.
وشدّد على أن التمسك الدائم باستراتيجية الاصطفاف الوطني، باعتبارها المسار الوحيد القادر على تجاوز الأزمة السياسية العميقة التي تمر بها البلاد، فضلا عن قدرتها على تحقيق أهداف ثورة يناير، وبناء دولة القانون التي تعبر عن هذه الأهداف، دون إقصاء أو تهميش لأحد".
كما ثمّن تأكيد "البناء والتنمية" المستمر على "المصالحة المجتمعية، والوقوف في وجه محاولات تمزيق المجتمع أو إثارة الطائفية، أو ما يؤدي إلى تفتيت البلاد وتعريض أجزاء منها للخطر، أو التفريط ولو بجزء من السيادة عليها".
وقال: "دفاعكم المتواصل عن حقوق الفقراء والمطحونين والمهمشين وتشبثكم بالعدالة الاجتماعية كمبدأ أساسي قام عليه الحزب، فلا يتصور نهضة لبلادنا دون إنصاف الغالبية الساحقة من شعبنا الذي تعرض على مدى عقود طويلة للظلم الاجتماعي والتهميش".
وأكمل: "دعوتكم المتكررة للتعامل الشامل مع مشكلات سيناء، ورفع الظلم عن أهلها، والتعاطي التنموي والسياسي والقانوني مع أوضاعها المتفاقمة، وعدم الاقتصار على الجانب الأمني، فضلا عن توريط القوات المسلحة والشرطة في صراع مفتوح مع القبائل بما يؤدي لتهديد الأمن القومي، وهو ما جعل سيناء خارج السيطرة وتحت تهديد النفوذ الإسرائيلي، وذلك بعد أن تكبدت الأجيال دماء فادحة حتى تحريرها".
واستطرد قائلا: "تنبيهكم الدؤوب على عدم توريط مؤسسات الدولة في الصراع الحالي، وذلك في ضوء الإدراك العميق لأهمية حيادها، وعدم التسليم بتوريطها في صراع سياسي تسعى إليه القوى المستفيدة من تكريس الأوضاع الحالية".
وأردف: "دعواتكم المتكررة لضرورة الحفاظ على السلمية كمنهج أصيل للمعارضة، وتحذيركم الدائم من مخاطر الانجراف في مسارات العنف التي لن يستفيد منها غير أعداء البلاد والأمة، كما كان لكم نشاط ملموس في التصدي للانحرافات العقدية والسلوكية التي يتبناها تنظيم داعش، وذلك حماية للشباب وتحصينا للدماء ودفاعا عن الأمن القومي".
واختتم بقوله: "بمناسبة انتهاء مدة رئاستي للحزب، أتمنى لكم التوفيق في اختيار رئيس جديد يستطيع أن يقوم بالواجبات والأعباء الكثيرة المتوقعة، وأن يعبر عن مبادئ الحزب وسياساته المستقرة خير تعبير، كما أتمنى لكم التوفيق أيضا في اختيار الهيئة العليا للحزب وكافة قادته ومؤسساته وهياكله بما يليق بمكانة الحزب وتطلعاته، وما يرجوه لبلادنا من عدالة وحرية وكرامة وتقدم".
أضف تعليقك