وكأن هناك منظومة عدالة تمحص وتفحص القضايا وترد الحق إلي أهله وتضع الحقيقة في نصابها.. 
 وكأننا أمام عتاة إجرام وليس أشرف من أنجبتهم مصر .

وكأننا أمام مذنبين وجب الزج بهم في مقابر جماعية ويخرجون منها بشق الأنفس إلي أقفاص حديدية داخل أقفاص زجاجية بصفتهم يتفوقون في إجرامهم علي المجرم الدولي " كارلوس ".
وكأننا أمام مجرمين وليس الضحايا الحقيقيون وليس أمام مقاصل الجلاد وأسواط الفرعون !

لقد بلعنا  الطعم .. فأخذنا نعلق وكأننا نصدق ما يجري وتأخذ بعضنا الفرحة عندما تعاد القضية ليحكم فيها بالمؤبد بدلا من الإعدام .. لنهتف  " يحيا العدل " .. لقد تم تخفيف الحكم .. مؤبد ! أرأيتم كيف تحكم المحكمة بالقسط وكيف تسير العدالة علي الصراط المستقيم ؟!... مؤبد  علي الضحية !

نحن أمام قوم تشبثوا بالدنيا ومغانمها وصولجانها وكراسيها فباعوا ضميرهم وكرامتهم ووطنهم بغية إشباع نزوتهم في الحكم وتملك رقاب الناس فقسموا أنفسهم .. فرقا تسجن .. وفرقا تقتل ... وفرقا تحكم بالزوروالباطل.. وفرقا  أكبر تبيع الوطن قطعة قطعة ، وهم في الحقيقة فرقة واحدة ..فرقو الانقلاب الغادر . ..وفي المقابل ، نحن أمام قوم باعوا أنفسهم ودنياهم وما يملكون لله في سبيل حرية شعب وكرامة وطن ونهضة أمة رغم أنف الصهاينة .

نحن أمام واحدة من أردأ مساخر التاريخ المعاصر ، نعيش ألا عيبها منذ 3 يوليو 2017م، امتدادا لمساخر 1954 و1965م .. تقودها نفس المنصات التي رفعت عليها الآية الكريمة " ...وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل " ومن تحتها تنهال الأحكام الانتقامية كوابل المطر  علي رؤوس أشرف من أنجبت مصر .

نحن أمام ملهاة ندوخ مع دورانها من دائرة إلي دائرة ومن حكم الي حكم .. والخلاصة أن هؤلاء السادة الأبرياء مستمرين خلف القضبان بلا حقوق وبلا أدني مقومات للحياة يواجهون الموت في صمت ولا يدري إلا الله ماذا يفعل بهم في ظلمات الليل البهيم ؟! ولا ينتظرون مني ولامنك شيئا لأن مالك الملوك وملك الملوك موجود .