• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

أشار الدكتور حسن الشافعي -عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف- إلى أن "حملة النظام على الأزهر الشريف حرب مستترة على الإسلام"، لافتا إلى أنها إحدى حلقات الصراع بين التيارين العلماني والإسلامي، والتي تهدف لتحويل الإسلام من دين وثوابت إلى ثقافة يؤخذ منها ويرد".

واتهم الشافعي، في الحوار الذي أجرته معه جريدة "الشرق" القطرية، النظام بالوقوف خلف الحملة على الأزهر، مؤكدا أنها حملة تهدف لتخريبه وهدمه وإراقة دمه باتهامات لا أساس لها من الصحة، نافياً مسؤوليته عن الدماء التي سقطت في كنيستي طنطا والإسكندرية.

وتحدى الشافعي النظام أن يذكر كلمة واحدة في مناهج الأزهر تحض على العنف والإرهاب، مطالبا بالعودة إلى مناهج الأزهر ما قبل عام 1961، والتي خرجت كبار العلماء ورموز الفكر الوسطي المعتدل. معتبرا أنه "إذا أقدم شيخ الأزهر على تكفير تنظيم داعش فسيضع المؤسسة في مربع واحد مع التنظيم، ويفتح الباب لفتنة تكفيرية عظيمة يصير فيها الحليم حيرانا".

ولفت عضو هيئة كبار العلماء إلى أن "الحرب على الأزهر الشريف ليست الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة، بل هي تكرار لحملات سابقة أرادت النيل من المؤسسة الإسلامية الأولى والمرجعية السنية الجامعة التي يتطلع إليها أكثر من مليار مسلم، وقبلة الأقليات الإسلامية، وقد تكون إحدى حلقات الصراع بين التيارين العلماني والإسلامي، ومع الأسف فإن هذه الحملة على الأزهر تزامنت مع استقبال بابا الفاتيكان في القاهرة".

ولفت إلى أن "هذه حملة ممنهجة ومرتبة بدأت منذ شهور على الأزهر، وتجاوزت كل الخطوط الحمراء، من خلال تناول جوهر الأزهر، ومناهجه وأساليبه التربوية، بل ونالت من طبيعة الشريعة الإسلامية نفسها. وكأن سقوط هذه المؤسسة وتحطيم رمزيتها وإضعاف هيبة علمائها لدى مسلمي الداخل والخارج، أصبح هدفًا لبعض أصحاب المصالح والأهواء". موضحا أن "الحملة على الأزهر هي حملة على الإسلام، وإن أخذت طابعا مستترا، فقد بدأت بالهجوم على التراث وعلى الأئمة الأربعة والإمام البخاري، ثم أرادت تحويل الإسلام من دين وثوابت ومسلمات، إلى ثقافة يؤخذ منها ويرد"!

إلا أنه شدد على أن "سيظل الأزهر هو الحصن المتين للوسطية في العالم الإسلامي ولن يتأثر بمثل هذه الحملات التي ستكون دافعا له للتجويد والارتقاء بمستوى خريجيه، وليس الانزواء من المشهد".

واستعرض الشيخ حسن الشافعي أهم مراحل تلك الحرب، موضحا أنها "أخذت عدداً من المراحل، أولها قضية "الطلاق الشفوي" خاصة بعد تصميم هيئة كبار العلماء على وقوعه، وهو ما انتهينا به في هيئة كبار العلماء بعد تدارسه، وأخذنا بإقرار وقوع الطلاق الشفوي وفقا لإجماع أهل السنة والجماعة، وهنا لم يجد شيخ الأزهر إلا الإقرار بإجماع ما توصلت إليه الهيئة التي كانت تعمل تطبيقا لشرع الله، ومع ذلك طالبنا الزوج بضرورة الإسراع في توثيق الطلاق خلال شهر من وقوعه، حتى لا نظهر في مظهر تحدي الرئاسة".

وردا على سؤال: هل تعتقد أن الحملة على الأزهر تتم برعاية رسمية من النظام؟ قال الشيخ حسن الشافعي: "للأسف الشديد هذا حقيقي، فالحملة تهدف لتخريب الأزهر وهدمه وإراقة دمه باتهامات لا أساس لها من الصحة، فمن غير المنطقي اتهام الأزهر بالمسؤولية عن الدماء التي سقطت في كنيستي طنطا والإسكندرية، فهل من تورطوا في هذه العملية خريجو الأزهر؟! وهل هناك دليل واحد على تشجيع الأزهر للعنف؟! ولكن مع الأسف نجد الدولة تغري به السفهاء، ويكيد من لا وزن لهم للمؤسسة وللإمام الأكبر".

وشدد على أن "مناهج الأزهر تزيد على الألف عام وهي التي خرجت شلتوت والشعراوي والغزالي، وغيرهم الكثير، وإذا كان بها كلمة أو اثنتان لا تتناسب مع روح العصر؛ فلا يستدعي ذلك أن نعبث بالتراث كله، بل ينبغي معالجة ذلك الأمر بشكل متوازن ومعتدل، ولكي نكون منصفين لدور الأزهر علينا العودة لما يطالب به الكتاب الغربيون، الفرنسيون والإنجليز".

 

أضف تعليقك