بعيدا عن التهريج فى أمر يخص أرواح الناس وأموالهم وأرزاقهم . ومن وجهة نظر فنية بحتة .
واضح أن الخلل فى الأساسات فقط كتنفيذ أو طريقة أو عمق وأن كل مكونات العمارة مبنية بطريقة سليمة بدليل إنها مائلة بهذا الشكل ولم تنهار الأعمدة والكمرات.
للأسف يتم الاستهانة فى مصر بدراسات التربة فى كثير من الأبراج والعمارات الكبيرة ويتم استخراج شهادات وتقارير التربة مضروبة من مكاتب استشارية وأختام دون عمل جسات ولا حتى معاينة الموقع . مما يتبعه عمل الأساسات بطريقة عشوائية على تربة ربما تصلح أو لا تصلح .
دراسات التربة وتحديد نوع الأساسات وعمق الحفر فى غاية الأهمية فى ثبات المنشأ وعلاقته بما حوله من المنشآت .
العلاقة بين ارتفاع المبنى ومساحته السطحية مهمة جدا فكلما زادت المساحة السطحية كان عاملا مساعدا على ثبات وتماسك المبنى . ومقاومته للأحمال الأفقية وهبوط جزء من التربة ومقاومة الزلازل .
ومن الواضح أن العمارة مساحتها السطحية قليلة مقارنة بارتفاع كبير .
ارتباط الارتفاع بعرض الشارع أمر في غاية الأهمية لكنه في مصر يتم تجاوزه فى حالات كثيرة بسبب انتشار الفساد فى الإدارات الهندسية وانتشار الفساد فى مراكز الشرطة وعدم تنفيذ قرارات الإزالة فى غالب الأحيان حتى يصبح المبنى أمرا واقعا.
ولو كان الشارع هنا متناسباً مع ارتفاع العمارة، لما وصلت للعمارة التى تليها قبل أن تصل للأرض .
ومساحات الفضاء حول المبانى الكبيرة أمر هام جدا وتكاد لا توجد ظاهرة العمارات الملتصقة بشكل تام إلا فى مصر . فلا يوجد هنا مكان للمناورة ودخول معدات أو تفجير العمارة وحدها دون تأثير على باقى العمارات حولها وربما التأثير على الحى كله . فكل عمارة تسقط ستتسبب فى سقوط التى تليها إن لم توجد منطقة فراغ أو حلول إبداعية حسب معاينة وطبيعة المكان .
استخدام الأوناش العملاقة أمر لا مفر منه لكن على أن يكون هناك أماكن لدخولها ووقوفها على مسافات آمنة من الموقع .
بالتأكيد غياب دور الدولة وإرادتها لتنفيذ القوانين هو الطامة الكبرى . فمن الواضح أنها حين تريد أن تفعل فهى تستطيع بدليل حملات الإزالة بمنتهى الهمة والنشاط والسرعة لإزالات على خلفيات سياسية وأوامر فردية بغرض جلب منفعة للدولة وإن لم يكن لها تأثير لها على الأرواح .
فمن الاولى أن تتم الإزالات التى لها تأثير مباشر على الأرواح ويتم تنفيذ قوانين ومعايير التنظيم ومعايير السلامة والمواصفات الفنية بنفس الهمة والنشاط والسرعة .
ولعلها تكون درساً وعبرة للمهندسين والفنيين والقائمين على أمور الناس وأرواحهم فالكل مسئول يوم القيامة .
أضف تعليقك