في ظل الانقلاب العسكري بدأ يبرز بعض المغمورين، الذين لم يسمع بهم أحد من قبل، ويقدمهم الإعلام الانقلابي بوصفهم قد انشقوا عن جماعة الإخوان المسلمين، أو يقدمهم على اعتبار أنهم قادة سابقون في الجماعة من أمثال "ثروت الخرباوي" و"مختار نوح" و"محمد حبيب" و"كمال الهلباوي"، وكما قال الأستاذ "سليم عزوز" : هناك مهنة صارت رائجة بعد الانقلاب العسكري، وهي مهنة "المنشق" عن جماعة الإخوان المسلمين، وتجري الترقية بحكم السن، فإذا كان الضيف من كبار السن، صار "القيادي السابق بالإخوان" وإذا كان القيادي السابق لم يتورع عن الكذب والنفاق، وإظهار الشماتة والتشفي، والتزلف للنظام الانقلابي، فقد كانت آخر سقطات القيادي السابق حين قال: المرار الذي يتذوقه الشعب التركي الآن بالأكواب كنا سنشربه بالجرادل لو استمر مرسي لسنة اخرى!!
أي مرار يتذوقه الشعب التركي، واقتصاد بلاده حقق نمواً هائلاً، فى الوقت الذي يأكل الشعب المصري لحم الحمير، لأنه يصب في مصلحة الشعب!!
واليوم يخرج علينا القيادي البارز، الذي رفض ذكر اسمه، ليكون مستترا ومبنياً للمجهول، هذا القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين، بعد ثلاث سنوات من الصمت والسكوت، خرج عن صمته وأعلن عن أحد أفلام الخيال العلمي، التي تفوق فيها جنرالات العسكر المتقاعدين، والذين يعملون في سبوبة الخوابير الاستراتيجية، وحتى تكتمل الصورة فإن القيادي الإخواني البارز والذي طلب عدم ذكر اسمه - تحدث عن عرض تقدم به الفريق صدقي صبحي - عبر رجل أعمال خليجي كبير في لندن من أنه: يمكنه إزاحة السيسي وتولي الأمور في البلاد على أن تدعم جماعة الإخوان المسلمين هذا التغيير، ويحمّل السيسي فقط تبعات ما حدث منذ تاريخ الانقلاب على الرئيس محمد مرسي. وأن الإخوان المسلمين ممثلين في إبراهيم منير نائب المرشد العام للجماعة، تأخروا في الرد على رجل الأعمال، ما أثار غضبه وقال إن الفرصة قد فاتت. فالمهندس إبراهيم منير لم يستغل فرصة أوكازيون صدقي صبحي ورجل الأعمال الخليجي المحدودة، فانتهى وقت العرض، دون إتمام الصفقة وبذلك يكون إبراهيم منير فوت على الإخوان صفقة القرن!!
لكن العجيب في الأمر أن الكشف عن هذا الأوكازيون، جاء متزامناً مع تطلعات قائد الانقلاب لتعديل الدستور لتمديد فترة الرئاسة من أربع إلى ست سنوات، وإلغاء المادة 234 من دستور العسكر (التي تم تفصيلها خصيصا لقائد الانقلاب عندما كان وزيرا للدفاع آنذاك)، والتي نصت على (أن يكون تعيين وزير الدفاع بعد موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وتسري أحكام هذه المادة لدورتين رئاسيتين كاملتين اعتبارا من تاريخ العمل بالدستور)، فإن تحصين منصب وزير الدفاع الحالي صدقي صبحي، ومنحه الحق في الاستمرار بمنصبه لمدة ثمان سنوات، لا يتم عزله، ومع ذلك يسعى قائد الانقلاب للإطاحة بوزير دفاعه، المحصن بنصوص الدستور، وهذا ليس بجديد؛ فقد أطاح بالمستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، على الرغم من أن منصبه محصن قانونياً ودستورياً، بقانون أصدره قائد الانقلاب، بشأن حالات إعفاء رؤساء وأعضاء الهيئات المستقلة والأجهزة الرقابية من مناصبهم، وتم إقرار هذا القانون داخل برلمان العسكر، ضمن القرارات بقوانين الصادرة قبل عقد المجلس، والتي أقرها خلال الـخمسة عشر يوماً الأولى من انعقاده.
لكن السؤال الذي يثور هنا: هل قائد الانقلاب لديه القدرة على إزاحة صدقي صبحي دون حاجة إلى الرجوع للبرلمان لتعديل الدستور، كما فعل مع جنينة؟ ربما الوضع يختلف خاصة وأن وزير دفاع الانقلاب يراهن على جيش كامب ديفيد لحمايته من هذه الخطوة!!
لكن هذا القيادي البارز، والذي اختزل جماعة الإخوان المسلمين، بتاريخها ومؤسساتها وقواعدها فى شخص المهندس إبراهيم منير، حتى يخرج بعض الشباب ومناضلي الفيس بوك وتويتر بعمل هشتاج بعنوان "إبراهيم منير لا يمثلني"، أو محاولة دق إسفين بين أفراد الجماعة وقيادتها!!
وعلى ما يبدو أن القيادي البارز نسي أن صدقي صبحي، هو أحد عملاء الأمريكان، فقد ذكر الأستاذ محمد العمدة أن صدقي صبحي قدم بحثا لكلية الحرب الأمريكية بعنوان : "الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط قضايا وآفاق " ، وهو في حقيقته ليس بحثا علميا، كما أنه لا يمت للعلوم العسكرية بصلة، إنه في حقيقته تقرير تخابر، تم تقديمه سرا بحيث لا يعلم عنه أي مواطن مصري أو عربي شيئا، ولكن الله عز وجل الذي يفضح ذنوب العباد حين تعظم ذنوبهم شاء أن يقوم حلفاؤهم بنشر بحث السيسي ونشر بحث صدقي صبحي بالمخالفة للمتعارف والمتفق عليه، فلا تنسوا ما ذكرته لكم من قبل من أن السيسي أشر علي بحثه بعبارة تفيد عدم إتاحة البحث إلا للجهات الحكومية الأمريكية .
وكيف لعاقل سواء من الإخوان أو من غير الإخوان يقبل بالمشاركة في انقلاب عسكري جديد لا يستفيد منه سوى العسكر، ويكرس للحكم الدكتاتوري لعقود؟ !!
ولكن القيادي البارز المجهول الغامض، يحاول أن يدعم خطة قائد الانقلاب،في التخلص من وزير دفاعه بطريقة دراماتيكية، ثم بعد ذلك يخرج إعلام مسيلمة الكذاب، وأذرعه الإعلامية والشؤون المعنوية لعسكر كامب ديفيد، يطلقون الشائعات، بأن قائد الانقلاب تخلص من صدقي صبحي، بسبب خيانته له، ومحاولته التحالف مع الإخوان والانقلاب عليه، وأن التخلص من صدقي صبحي يصب فى مصلحة الشعب المصري!!
أضف تعليقك