لا تتوقف فضائح برلمان العسكر الناطق الرسمي باسم السلطات الانقلابية في مصر، ما بين تلقي رشوة، وتزوير وإقرار قوانين تخدم مصلحة عصابة قائد السيسي على حساب مصلحة الشعب المصري.
وجاءت آخر فضائح برلمان العار، في بيع رشاوي تأشيرات الحج، حيث قامت السفارة السعودية في مصر برشوة عدد من نواب العسكر برحلة للحج هذا العام، بواقع 2 تأشيرة حج لكل نائب، مقابل الصمت عن صفقة التنازل عن "تيران وصنافير" للسعودية والتي أبرمها قائد الانقلاب العسكري، عبدالفتاح السيسي.
لكن نواب العسكر وكعادتهم قاموا ببيع تأشيرات الحج للمواطنين بمبلغ تجاوز الـ50 ألف جنيه على كل تأشيرة بحسب ما نشره موقع "فيتو" التابع لنظام الانقلاب.
الصور أظهرت التأشيرات مدون عليها عبارة "سفارة القاهرة" كعلامة مميزة للتأشيرات التي حصل عليها النواب كهدية من السفارة، وهي مدفوعة التكاليف، ولا يتحمل عنها النواب أي أعباء مالية، إلا أنهم باعوها للمواطنين.
وكشف عماد الدين حسين شعبان، صاحب شركة أموزيس للسياحة، أن عددا من نواب البرلمان باعوا التأشيرات التي حصلوا عليها في صورة هدايا من السفارة السعودية، للمواطنين مقابل 50 ألف جنيه في التأشيرة الواحدة.
وأعلن أنه سيتقدم بملف كامل ضد هؤلاء النواب للنيابة العامة؛ لفتح التحقيق في الواقعة، بتهمة استغلال موقعهم في تحقيق مكاسب شخصية.
وقال صاحب الشركة: هناك فئة ضالة من النواب باعوا التأشيرات الهدية لبعض المواطنين، مقابل الحصول على أموال، مشيرا إلى أنه بالرغم ممن باعوا التأشيرات، إلا أن هناك نوابا محترمون، منحوا هذه التأشيرات هدايا لعدد من المواطنين.
وكشف أن مجموعة من الحجاج حرروا محضرًا ضد نواب الانقلاب لدى بعثة وزارة السياحة الموجودة حاليًا في مكة، ضد النائب "م – ع"، بعدما حصل على 95 ألف جنيه مقابل التأشيرة الواحدة.
فضائح متكررة
بالرغم من انتقاء نواب الانقلاب على عين الأجهزة الأمنية التابعة للانقلاب، إلا أن فضائح البرلمان لا تنتهي، ولكن أبرز تلك الفضائح هي قيام رئيس المجلس علي عبد العال بتزوير إرادة نواب الانقلاب المهادنين أنفسهم، في الوقت الذي يشهر عينه الحمراء في وجوههم حال إحساسه بأي حالة من التمرد على البرنامج الموضوع.
هذا ما حدث، حينما كشفت عملية التصويت على مشروع قانون العلاوة الخاصة لغير المخاطبين بالخدمة المدنية، قيام عبدالعال بتزوير أصوات النواب لصالح حكومة الانقلاب بإلغاء المادة الخامسة التي أثارت جدلًا كبيرًا، وتقوم الحكومة بالتلكؤ في صرف العلاوة، بسبب الجدال الدائرة بينها وبين برلمان العسكر حوله.
يطلب عبدالعال التصويت على المادة، برفع اليد، فلم يرفع أكثر من عشرة نواب يديهم، ويرفض الأغلبية، إلا أن عبدالعال يعلن الموافق، في عملية تزوير مفضوحة، تكشف حجم الاستخفاف بالحياة النيابية التي استولى عليها قائد الانقلاب وعصابته.
وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، تزوير عبد العال، خلال الواقعة، وجاءت خلال تصويت النواب على مشروع قانون العلاوة الخاصة لغير المخاطبين بالخدمة المدنية، حيث اعترض نواب العسكر على إعادة المادة الخامسة للقانون، وثاروا داخل البرلمان بالهتاف معلنين رفضهم، فاضطر للتراجع.
وحسب صحف انقلابية فإن على عبد العال أمهل أعضاء المجلس 24 ساعة أخرى للتصويت على مشروع القانون.
وقال عبدالعال: "يبدو أن هناك لبس فى أخذ الرأى"، مطالبًا النواب بالالتزام بالهدوء حتى يصل لقرار، متابعًا: "هأضطر أرفع الجلسة وبالفعل رفع الجلسة".
وخلال الجلسة هدد المستشار عمر مروان وزير شئون مجلس النواب، بسحب حكومة الانقلاب لمشروع القانون لحين بحث الموارد اللازمة لحذف المادة التي رأت في حذفها تكليف الدولة لـ 18 مليار جنيه (مليار دولار)، وهو ما أثار غليان داخل قاعة البرلمان.
إهدار المال العام
تصاعدت على نحو مثير، فضيحة تورط رئيس برلمان الانقلاب، علي عبد العال، في إهدار المال العام، الذي تم إدراجه بميزانية الدولة، بشراء ثلاث سيارات لاستخدامه، ووكيلي المجلس، بمبلغ يُقدر بمليون دولار، بالإضافة إلى تبديد عشرات ملايين الجنيهات، كتعويضات تنقل.
يأتي ذلك وسط مطالبات من السيسي للمصريين بتحمل تبعات ما سماه قرارات الإصلاح الاقتصادي، وبعد انفعاله،في أثناء مشاركته بندوة شبابية لتنمية الصعيد بأسوان، قائلا: "لازم تفهموا أن إحنا فقراء أوي".
فضيحة أخلاقية
رغم الفشل والخراب الاقتصادي، اتجه النواب لمشاهدة مقطع زميلهم الجنسي على "واتس آب"، أسامة شرشر الذي أرسله للنواب، ما أدى لفضيحة كبرى أحرجت برلمان العسكر واضطرت لتحويل شرشر للجنة القيم.
وطالب خبراء قانونيون مؤيدون للسيسي بضرورة إسقاط عضوية النائب متكرر الغياب، والتشهير بالنواب أمام دوائرهم، بينما تقف لجنة القيمة منتظرة إلى إحالة أى وقائع إليها من رئيس المجلس.
جهل رئيس البرلمان
ارتكب رئيس مجلس نواب الانقلاب، علي عبدالعال، أخطاء بالجملة في القرآن الكريم، واللغة العربية، ونافسه فيها وكيلا المجلس، محمود الشريف وسليمان وهدان، فيما كشفته الكلمات التي ألقاها ثلاثتهم في اليوم الثاني لجلسة الانعقاد الأولى، .
وكان "علي عبدالعال"، قد أعلن وقف البث المباشر لجلسات مجلس النواب، معللًا ذلك بسبب وصول طلب ممهور من 40 نائبًا بوقف بث الجلسات للجمهور.
وافتتح علي عبدالعال الجلسة بقوله: "باسم الله.. باسم الشعب.. أفتتح الجلسة".
ثم قرأ قوله تعالى: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ".. فنطق كلمة "عَمَلَكُمْ"، بضم اللام، وليس بفتحها، كالتالي: " عَمَلُكُمْ"، والصواب: "عَمَلَكُمْ".
وفور إعلان قطع البث، ضجت القاعة بالتصفيق الحاد، وانقطع البث في حينها.
وفي الخطاب الذي قرأه عبدالعال باسم أعضاء المجلس موجها إلى السيسي، الذي سماه نشطاء "خطاب نفاق السيسي".. ارتكب أخطاء بالجملة في اللغة العربية.
ومن هذه الأخطاء ما يأتي: "يعلن تأييدوه.. والصواب: تأييدَه.. ولسياستْكوم.. والصواب: لسياستِكم".. وبكل كوة..(قوة).. ووأدوكم (الصواب: وأدكم).. التي تهدوفي (تهدفُ).. وإستلاب (استلاب).. توجهاتوكم (توجهاتِكم).. نفسهو (نفسَه).. قلوبِنا معكم (الصواب: قلوبنا).. وفككم الله (الصواب: وفقكم).. وهلم جرا.
أضف تعليقك