سؤال الشيخ مفرح وخطبة الافتتاحية
كنت بعد دخولي مباشرة تعارفنا نحن القضاة أمام الجميع وعرفني لهم الحاج صلاح سويلم بإسمي ومهنتي معرفة واضحة لا لبس فيها ولا يمكن لأحد من الجالسين في آخر القاعة أن يدعي أنه لم يسمع التعارف لأن الصمت كان يلف المكان واهم ما يميزه وقت التعارف فعلم الجميع أنني أحد ألقضاة المنتدبين للفصل والتحكيم ، حتي وإن فاته سماع اسمي أو كان اصماً لا يسمع فسيري ان التعارف يبدأ بالقضاة.. ما بالنا والشيخ مفرح يجلس أمامي مباشرة وسمع اسمي ومهنتي وانني نظير له في هذا المكان وجئت لنفس المهمة التي ضرب هو أكباد الإبل إليها ، فرمقني بنظرة خبيثة ، ثم وجه سؤاله الخبيث لا لأحد ولا ليستفهم بل خرج الاستفهام عن معناه الحقيقي إلي معني آخر وهو التهكم بهدف اغتيال ناعم لي ووأداً لدوري منذ البداية والفتك بي بسلاح التهكم القذر ، سأل بلهجته السيناويه وبالخبث الذي يذكرنا بمكر الصهاينه ونظراتهم الخبيثة في كل ادبيات الصراع بيننا وبينهم ، هو الاستاذ الصغير هذا خصم من الخصوم ، فأراد مضيفنا أن يتحدث مستنكراً عليه لهجته التهكمية الوضيعة ، فرفعت يدي مشيراً إليه فيما يفهم منه أن يصمت ، وابتسمت أنا ابتسامة من ظفر بعدوه دونما قتال واردفت بعده قائلاً نعم انا أحد الخصوم بل أنا الخصم الوحيد ههنا في هذا المكان لك ، وسوف استعير نصف المليون من ههنا ونصف المليون من ههنا ونضعهم في ناحية واحدة وأقاضيك أنا أمام هذا الجمع عليهم ، فإن كنت محقاً في سؤالك لي هذا بعد التعارف فالمليون لك تتسلمه امام هذا الجمع مالاً خالصاً لك وأحضر أنا أمانتي للحاج ضرغام غدا ونستأنف ما جئنا من أجله ، وإن كنت قد تجاوزت بسؤالك هذا وليس لك حق فيه ، فأنا سأتفضل عليك بالمسامحة والعفو والحكم الآن للحاج ضرغام يقضي بيننا بقولٍ واحدٍ ، وعدت لجلستي كما كنت قبل أن يوجه سؤاله لي ، فانتفض الشيخ ضرغام وقال بصوته الشهم لا يا شيخ مفرح ملكش حق في السؤال والحق عندك للراجل ده... فأطرق مفرح ولم ينبس ببنت شفه ، فسارعت وقولت وأنا أتفضل عليه بمسامحتي وعفوي إكراما للحاج ضرغام ولكل الحاضرين ، فانفرجت أسارير الجميع وسمعت همهمات غير مفهومه وسمعت ضحكات مكتومه اللهم إلا ضحكات قد فقد أصحابها الولاية عليها فانطلقت لتنبأ عن نفسها بقوة وكدت اسمع بعضها ينتهي بهههههااااي دونما أن يردف صاحبها بعدها بجملة المعلم لحس البلاط يا رجاله..
عادت الامور إلي نصابها ، ولو أنني كنت في موقف غير هذا ما انتصرت لنفسي أبداً، فأراد مفرح الشيخ أن يظل ممسكاً بزمام الأمور فطلب مني أن أبدأ الإجراءات ، فما ترددت ولكنني استئذنت من بقية القضاة وبدأت خطبتي ، حمدت الله وأثنيت عليه بما هو أهل له ، ثم تلوت قول الله تعالي : "لا خير في كثيرٍ من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاحٍ بين الناس " وذكرت أن المناوشات والاقتتال بين الطائفة المؤمنة أمر حتمي الحدوث وحتمي التكرار ، حتي تعلم المجتمعات الآمنه فضل الأمن الاجتماعي وتحرص عليه واذا حدث خلل يعكر صفو هذا الأمن فالكل مشمول بنداء الحق وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما... ومن مقتضيات الصلح ومن اهم أهدافه عودة كل حق لصاحبه من أطراف الخصومة وأطراف الإقتتال ليهدأ باله ولتستريح نفس المظلوم بعودة حقه إليه ، ويغرم الظالم ويعاقب برضاه أمام الجميع ليرعوي عن ظلمه ولنكون قد أخذنا علي يده ليعرف أنه أخطأ وتجاوز حدود الله حينما اعتدي علي غيره وأن الأمر محكوم بشرع ودين ورجال لن يفرطوا ولن يستريحوا طالما تم تكلفتهم بذلك ، ومن أجل ذلك نحن بينكم لنستعين بالله وننال ما وعدنا الله به من الجزاء وليعلم كل طرف من أطراف الخصومة أننا لن نحكم بهوي أو بغير بيان تام واستبيان للحقيقة فليتق الله كل طرف ويطلب من الله النجاة ولا يتحدث إلا صدقا.....
وللحديث بقية
أضف تعليقك