عند العودة إلى قيام دولة السعودية وغيرها من الدول العربية في المنطقة كانت قضية قيام هذه الدول بحجة الاستقلال، ولكن الحقيقة المرة هي أن قيام هذه الدول كان من أهم عوامل سقوط الخلافة العثمانية، وكان بدعم قوي وغير مباشر من بريطانيا وفرنسا من أجل تنفيذ مخطط سايكس بيكو الذي قسم المنطقة العربية.
والآن وبعد مرور كل هذه السنوات المريرة على الشعوب العربية المقسمة، والتي تسلط عليها وكلاء المستعمر المستبدون، وبصيغ عدة يمارسون سلطتهم الاستبدادية في مناطق جغرافية كملوك ومناطق كعسكر، وحتى وجد مجانين يحكمون “القذافي”.
كان دور العلماء في بداية أمر الوطنية والقبول برقعة جغرافية لها حدود وسلطة وعلم “قطعة قماش ” يقدم له التحية شعب ليثبت انتماءه لما يسمى وطن.
انقسم العلماء المسلمون آن ذاك إلى:
رافض لفكرة سقوط الخلافة والقبول بتقسيم الوطن الإسلامي بحكم” فقه الواجب” إلى ما يجب أن يكون شرعًا.
ومتقبل بحكم “فقه الواقع ” للوصول بعد فترة لتمكين فقه الواجب.
ومساند ومشجع “علماء السلطة التي لم توجد بعد“.
والآن وبعد مرور كل هذه السنوات غاب الحكم الشرعي ”فقه الواجب” لهذه القضية عند غالبية أبناء هذه الأمة الإسلامية، وأصبح من يتحدث عن فقه الواجب في هذه القضية “متخلف رجعي”.
وهنا سأتحدث عن ضرورة توعية المسلمين بفقه الواجب في قضية وحدة الأمة الإسلامية.
ولأن أول خطوات التغيير هي الإدراك، وهذا لا يعني بالضرورة عدم إدراك للواقع، بل يعني رسم صورة كاملة عن واقعنا، وعن ما يجب أن يكون، وكيف نصل من واقعنا الحالي إلى الواقع المنشود “فقه الواجب”.
كأني أسمع أحدهم يقول توقيت خاطئ لهذا الكلام نحن في العصر الحديث، ولا يوجد دافع لهذا الكلام!
سأجيب كما لو أن هذا الشخص من بلاد الحرمين أو ما يسمى بمملكة السعودية.
هل تعلم أنه من أهم أسباب وجود سايكس بيكو 1 هو قيام “الدولة السعودية”؟
وهل تعلم أن من أهم عوامل قيام سايكس بيكو 2 هو زوال “دولة السعودية” وتقسيمها لـ3 دول؟
وهنا ومن خلال التنبؤ السياسي لمستقبل بلدك كيف ستتعامل مع مؤامرة دولية بدون مساعدة من أحد هل تعرف أن من يخططون لهذه المؤامرة قاموا بدراسة نقاط قوة “السعودية” جيدًا، وأعتقد أن هذه النقاط تتلخص بالتالي :
1. تأثير منبر الحرم.
2. القوة المالية المتمثلة بحجم المبيعات النفطية.
3. القوى السنية السياسية والقبلية المحيطة “بالسعودية” وأهم هذه القوى الإخوان المسلمون.
وعندما تجتمع هذه النقاط الثلاث لدى “الدولة السعودية” ستصبح قوة إقليمية لا يُستهان بها، وأكبر عنصر محفز لجمع هذه النقاط هو إدراك “الدولة السعودية” لمخطط إزالتها.
ولكن وللأسف هناك من يعمل على منع هذا الإدراك وهو “م.ب.ز” من خلال صناعة الوعي الزائف في عقل “م.ب.س” وبالتوازي مع عمل “م.ب.ز” تقوم قوى المؤامرة بمحاولة التقليل من حجم تأثير النقاط الثلاث وأهم ملامح نجاحهم في هذا: تشويه صورة علماء السلطة من خلال تسويق تبعيتهم المطلقة للحاكم وخير نموذج “السديس”.
السرعة نحو العلمنة الانحلالية فقط، وتمثل ذلك من خلال تقليص صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف، وصولًا في القريب لإلغائها، وعمل هيئة الترفيه بديلًا.
حملات الاعتقالات للنخب السنية من العلماء والمفكرين ونخبة المجتمع.
تبذير المال العام بعدم حسم عاصفة الحزم واستمرار للحرب على الانقلاب في اليمن ودعم انقلاب مصر وعدم دعم الثورة السورية والفساد في صفقات الأسلحة، وكذلك بحجم الفساد في الأسرة الحاكمة والمسؤولين في الدولة والسياسات المالية العامة للدولة السعودية ”ارتباط تام بالدولار” وغياب للقيمة المضافة بشكل كبير الاعتماد بشكل أساسي على تصدير النفط كمورد رئيسي للخزينة العامة.
حصار #قطر والهدف الرئيس منه هدم البيت الخليجي تمامًا.
تبني فكرة محاربة التيارات السنية المتشددة “السلفية الجهادية”، وكذلك التيارات المعتدلة “الإخوان المسلمون”.
والكثير من النقاط التي كما قلنا إنها تُقلل من مستوى تأثير نقاط القوة لدى “الدولة السعودية “عند تطبيق مخطط الإزالة.
وعند العودة لحديثنا عن أهمية نشر الوعي في قضية فقه الواجب تجاه وحدة الأمة، ندرك تمامًا أن الشباب المدرك لمعنى الوطن والوطنية ولفقه الواجب في قضية وحدة الأمة هو من سيمنع سقوط “الدولة السعودية”، وسيدفع عنها، ولن توقفه الحدود المصطنعة، ولا الأخطاء الممارسة من قبل “الدولة السعودية”.
وعند القضاء على هذه المؤامرة ستعود بلاد الحرمين كما كانت، وعند عودتها ستعود هذه الأمة لمكانها الطبيعي “أمة وسطًا”. وسنعمل على تحقيق رسالة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم بأن نكون كما كان “رحمة للعالمين”.
أضف تعليقك