"زار الرئيس الروسي فلادمير بوتين مصر الإثنين، حيث وقع على اتفاق للمضي قدما في إنشاء مفاعل نووي، لكنه أحبط مضيفيه من خلال تأجيل استئناف الرحلات الجوية المباشرة التي تعلقت بعد تفجير طائرة ركاب روسية عام 2015".
جاء ذلك في سياق تقرير بوكالة أسوشيتد برس حول زيارة الرئيس الروسي إلى مصر اليوم الإثنين وعدم التوصل إلى اتفاق حاسم مع موسكو بشأن عودة السياح الروس رغم العديد من مظاهر التعاون الأخرى مثل محطة الضبعة النووية والعديد من صفات الأسلحة، واتفاق مبدئي باستخدام القواعد العسكرية المصرية.
التقرير جاء بعنوان "بوتين في القاهرة.. علامة على روابط أكثر قربا"
وإلى نص التقرير
زار الرئيس الروسي فلادمير بوتين مصر الإثنين، حيث وقع على اتفاق للمضي قدما في إنشاء مفاعل نووي لكنه أحبط مضيفيه من خلال تأجيل اسئناف الرحلات الجوية المباشرة التي تعلقت بعد تفجير طائرة ركاب روسية عام 2015.
وخلال زيارة بوتين لمصر للمرة الثانية في السنوات الأخيرة، بدا الرئيس الروسي ونظيره المصري حريصين على ترسيخ روابطهما التي تعمقت خلال الأعوام الأخيرة بينما تمد موسكو نطاق وصولها في أرجاء المنطقة.
وقال بوتين: “روسيا دائما ما تولي اهتماما خاصا بتوسيع نطاق الروابط الودية والمصلحة المشتركة مع مصر، شريكتنا طويلة الأمد التي يعتد بها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".
وذكر السيسي أن الدولتين ترتبطان بعلاقة تاريخية طويلة الأمد تتسم بالقوة والمتانة.
وزار السيسي روسيا مرتين، ووقع صفقات أسلحة بمليارات الدولارات، تتضمن مقاتلات جوية وطائرات هليكوبتر جوية.
الشهر الماضي، أبرمت موسكو مشروع اتفاق مع مصر للسماح للطائرات الروسية باستخدام القواعد العسكرية المصرية.
وتبقى الولايات المتحدة الداعمة الرئيسية لمصر، حيث تمنحها مساعدات سنوية تقدر بحوالي 1.3 مليار دولار.
وتوصلت مصر إلى اتفاق من حيث المبدأ لاقتراض 25 مليار دولار من روسيا، بما يوازي 80 % من تكلفة محطة الضبعة.
وينهي الاتفاق شهورا من التشابك بين الجانبين حول التفاصيل التقنية والمالية.
وطار بوتين إلى مصر بعد زيارة موجزة إلى القاعدة الروسية في سوريا التي تعد موطأ القدم الرئيسي للحملة الجوية التي شنتها موسكو لدعم بشار الأسد منذ سبتمبر 2015.
العلاقات المصرية الوطيدة مع روسيا تعزي إلى خمسينيات وستينيات القرن المنصرم، عندما أصبحت القاهرة حليفا روسيا وطيدا في ذروة الحرب الباردة.
وغيرت مصر وجهتها في السبعينيات تحت قيادة الرئيس الراحل أنور السادات تجاه الولايات المتحدة بدلا من روسيا.
وأصبحت واشنطن داعما عسكريا واقتصاديا رئيسيا منذ توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل برعاية أمريكية عام 1979، وباتت القاهرة مستقبلا رئيسيا للمساعدات الأمريكية.
وتحت قيادة السيسي، استطاعت مصر الحفاظ على علاقات وطيدة مع كل من روسيا والولايات المتحدة.
لكن مسألة استئناف الرحلات بين مصر وروسيا ما زالت لم تحل بعد زيارة بوتين، الأمر الذي يمثل نكسة خطيرة لمصر.
واتخذت روسيا قرارا بتعليق الرحلات القوية منذ إسقاط داعش طائرة روسية فوق شبه جزيرة سيناء قبل عامين، مما تسبب في مقتل 224 شخصا كانوا على متنها.
وأنفقت مصر منذ ذلك الحين ملايين الدولارات لتحديث الأمن في مطاراتها وخضعت لفحوص عديدة على أيدي خبراء روس.
تعليق الرحلات الجوية الروسية وجه ضربة مدمرة لصناعة السياحة التي تمثل أهمية حيوية في مصر.
وعلقت بريطانيا، أحد المصادر الرئيسية للسياحة في مصر، رحلاتها إلى شرم الشيخ منذ سقوط الطائرة المنكوبة.
الإثنين، أشاد بوتين بجهود مصر لتدعيم الأمن في مطاراتها، قائلا إن الدولتين اقتربتا من صفقة استئناف رحلات الطيران، لكنه لم يحدد تاريخا معينا.
واستطرد الرئيس الروسي: "الأجهزة الأمنية ترسل لي تقاريرها ونحن بشكل عام مستعدون لاستئناف الطيران المباشر بين الدولتين، وربما يتم توقيع اتفاق في أقرب وقت".
وكانت وكالات أنباء قد نقلت عن وزير النقل الروسي ماكسي سوكولوف قوله إن الرحلات بين موسكو والقاهرة قد تستأنف في فبراير المقبل، دون أي ذكر لاستئناف الطيران إلى شرم الشيخ.
ومما يؤكد أهمية مسألة عودة الطيران الروسي، جاء مانشيت صحيفة يومية مصرية موالية للحكومة اليوم الإثنين مخاطبا بوتين قائلا: “متى ستعود السياحة الروسية إلى مصر".
أضف تعليقك