• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

إنها ليست قضية تهجير أكثر من مليوني ونصف فلسطيني إلى خارج ديارهم ، وإستحداث وطن ثانِ بديل ! مالبث أن تم التمهيد له بخطوات متسارعة غير مسبوقة تحت غطاء كاشف أسموه بـ"صفقة القرن"
خطوات إن وصُفت بـ"الشيطانية" فقد يقف زعيم الجِن متعجبا عاجزا عن فعلها..
خطوات بدأت بمباركة حكام نُزعت منهم ربقة العروبة والوطنية !
خطوات أضحت معالمها منذ أيام قلائل، بإعلان الأحمق قراره العنصري الهمجي ..

القضية هي قضية [فلسطين] التي انتزعتها هذه الأيدي الآثمة.. 
إنها قضية الهيمنة الصهيونية العالمية التي تدعمها قوة الغرب وتقف من ورائها الهيمنة الأمريكية وعمالة بعض حكام المسلمين كما أسلفت..

لقد كان الرد الصهيوني والذي أعلنه رابين قديما.. عندما تم تهجير 415 قياديا فلسطينيا من قادة المقاومة الإسلامية، حينها قال "إن الأنظمة العربية يجب ألا تحزن ولاتعترض على هذا الطرد ، فهؤلاء الذين طردناهم هم أنفسهم الذين تريدون التخلص منهم" !
لقد أدرك المجرم رابين الحقيقة وصارح الأنظمة العربية .. ولكن المصارحة أيضا كانت من المُهجرين أنفسهم وقتها حين قال الشهيد د.الرنتيسي -رحمة الله عليه-: "نعم إنني أجد مؤسسي حركة حماس مع الشيخ أحمد ياسين ، وحماس جزء من جماعة الإخوان المسلمين .. وهي ليست تهمة أن أقاوم المحتل ، فهناك فرق بين الإرهاب وبين مكافحة المحتل الذي ينتهك أعراضنا كل لحظة"

وكأني بالتاريخ يُعيد حياكة العباءة الفلسطينية المجاهدة الصامدة من جديد، ويُظهر لنا عن كثب بالغ الوضوح خيانة وعمالة عربان أوسلو ومتشدقي إتفاقية السلام المزعوم..
ويِظهر لنا نحن الشعوب الخائفة المرتجفة من إعلان صوت الحق، ومن الصدح بوجه الظالم المستبد .. أننا وإن تغافلنا عن سرقة هويتنا بصوت هادر مزلزل كامن في قوقعته فقط، وتلفحنا بالشارة الفلسطينية سويعات أو لأيام معدودة !
سيأتي من يعاقبنا بغتة ويُنسينا أمجاد الثبات والإصرار على بساط الدم الفلسطيني المُنساب وينقش مفاخره اللعينة على جروحنا المتجددة ويتهمنا بأنـ شعوب "مخربة متطرفة"..
لنعاود من جديد الإنتحاب على الوجوه البريئة الطافحة بالألم والحزن وهي تعبر خط الجوع والوباء والقتل يجتاح المدن في " اليمن - سوريا - مصر - العراق"،
ليصبح ملح البكاء زادنا الوحيد ، فهؤلاء أطفال المسلمين المشردين على أرصفة بغداد التي ماتت ألف مرة ومرة ..
لنفق ولنستفق وندرك بعمق مايُراد بنا، قبل أن نُصبح على أوطان لنا ونحن نفقد كرامتنا ونتخلى عن الأحباب واحدا واحدا إستجداءا "للقمة خبز غارقة في المذلة"
ونغير جلودنا كل يوم خشية أن تُضبط متلبسة بالتعاطف مع دمنا !!

ولذلك تعاود من جديد، حرب الغطرسة الأمريكية ولكن بتحدٍِ صريح لكل متمسك بهوية مقدساته وقابض على الثوابت الإسلامية وحائط صد لجمر التهويد !
لذلك،
لأنهم إسلاميون فقضيتهم مجهولة لاتعني جميع الأطراف "الغرب - الأمم المتحدة - العرب" .. 
ولأن القضية [قضية فلسطين] إسلامية فإنه يُراد لها أن تذوب وأن تضيع بين قرارات الأمم المتحدة ، يُراد لها أن تُطمس هويتها بقرارات علنية جوقاء أو بطرق ملتوية ماتهدأ وتيرتها ليل نهار ..

ولأنهم إسلاميون فإنهم قالوها بصراحة بيّنة وسط قسوة الحصار والجوع وتآمر الشقيق وحروب العدو الفاشلة.. قالوا: "نعم، 
نحن لانقبل بالتنازل عن شبر من فلسطين .. صحيح أننا لانملك القوة للتحرير الآن، ولكننا لانملك التنازل على الأقل"

ولأنهم إسلاميون فهم مصرون على الثبات في وطننا الغالي فلسطين حتى وإن حاربوا سنين وإن ظلوا بدون نصير ..
وأيضا لأنهم إسلاميون فربما يكونوا مهاجرون ولكن بغير أنصار !
هذا إن لم تتحرك شعوب مجاورة لهم بوعي.

أضف تعليقك