قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة “نيكي هالي” إن الاعتقاد بعد قرار الرئيس “دونالد ترامب” الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، كأن السماء ستطبق على الأرض، لكن لم يحصل شيء. ولكن مر الخميس والجمعة والسبت والأحد ولا تزال السماء في مكانها ولم تسقط،وأن الطبيعة البشرية للبعض تعتقد أن ما حصل أمر فظيع لكن ماذا لو كان المفيد هو ما فعلناه، ما نقوله أمر حقيقي القدس عاصمة إسرائيل، وأن الإدارة الأمريكية لم تتحدث عن القدس الشرقية لسبب واضح وهو أنه أمر يتعلق بالفلسطينيين والإسرائيليين، وكل ما نريده نحن أن تكون سفارتنا في العاصمة، وأن قرار ترامب سيدفع عملية السلام إلى الأمام، لأنه عند النظر في الوضع الراهن قلنا إننا نريد إنهاء النقاش حول القدس، ولن نسمح للطرفين بالحديث عن الأمر في المفاوضات، والآن بإمكانهم الاجتماع واتخاذ قرار بشأن الحدود والوضع الذي يريدون رؤية القدس فيه، وعلى صعيد المواقف العربية الرافضة لقرار ترامب أوضحت “نيكى هالي”: أن واشنطن لديها الكثير من القواسم المشتركة مع العرب أكثر من السابق بسبب المعركة الحالية مع إيران، وأننا قد نختلف حول هذه القضية لكن هناك الكثير من القضايا التي يمكن أن نعمل عليها سويا !!.
وعلى الرغم من القرار الأمريكى أحادي الجانب، ولا يمثل سوى الولايات المتحدة، فإن”نيكى هيلى” قالت :إن قرار الرئيس “دونالد ترامب” الأخير بشأن القدس صحيح وشجاع، لكن القرار النهائي حول وضع المدينة يرجع إلى الفلسطينيين والكيان الصهيوني، وإنها خطوة صحيحة، لأنها تعكس الواقع فى أن القدس عاصمة لإسرائيل، وأن السلام سيتحقق مع اعتراف الطرفين بالأمر الواقع،وفى مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الإخبارية ،قالت هلي: أن إدارة ترامب ترى أن قراره الأخير حول القدس سيسهم في تفعيل عملية السلام، لكن لا أحد يجب أن يحدد الوضع النهائي للقدس، ومن حقنا أن نفعل كل شيء نريده حينما يتعلق الأمر بسفاراتنا، وأود أن يدرك مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي كله، أن تخويف إسرائيل لا يساعد على عملية السلام، إننا نريد أن نتعامل بعدالة مع إسرائيل وفلسطين أيضا!!.
وكأن السفيرة الأمريكية “نيكي هيلي” أرادت أن توصل رسالة للعالم مفادها: أن أمريكا لم تكن يوماً بحاجة للأمم المتحدة، ولا لأى دولة كي تنفذ ما تريد، وأن ما كان يعرف بالشرعية الدولية ،والأسرة الدولية وغيرها من المصطلحات باتت فى عداد الكائنات المنقرضة، على الرغم من أنها كانت دائما مهددة بالانقراض من جراء سياسات العم سام وازدواجية المعايير!!
ومما لاشك فيه أن هذا يعد قمة البلطجة العالمية، وتحدي مشاعر المسلمين،باتخاذ مثل هذا القرار الأخرق، واستغلال فزاعة إيران ،فكان يجب على العرب والمسلمين أن يقابلوا البلطجة الأمريكية بمقاطعة للبضائع الأمريكية، وطرد للسفراء، وقطع للعلاقات ،لكن هيهات هيهات، لأن كل حكام العرب والمسلمين فى بيت الطاعة الأمريكى، وكلهم يهرول سراً وعلانية للتطبيع مع الصهاينة!!
وموقف السفيرة الأمريكية ، يشبه لحد كبير موقف جولدا مائير، عندما أقدم نصراني متصهين أسترالي الجنسية اسمه “دنيس مايكل روهان” الذى جاء إلى فلسطين باسم السياحة، فأقدم على إشعال النار في المسجد القبلي من المسجد الأقصى، والتهم الحريق أجزاءً مهمة منه، واحترق منبر نور الدين زنكي، فقالت جولدا مائيريومها: ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺣترﻕ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﻟﻢ ﺃﻧﻢ ﻟﻴﻠﺘﻬﺎ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺗﺨﻴﻞ أن ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺳﻴﺪﺧﻠﻮﻥ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺃﻓﻮﺍﺟﺎ، ﻣﻦ ﻛﻞ ﺻﻮﺏ، ﻟﻜﻨﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻃﻠﻊ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﺷﻲﺀ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺃﻥ ﺑﺈﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻨﺎ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻧﺸﺎﺀ ﻓﻬﺬﻩ ﺃﻣﺔ ﻧﺎﺋﻤﺔ!!
وكان وزير جيش الاحتلال، “أفيغدور ليبرلمان” قدم للسفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة “نيكي هيلي” عند زيارتها إلى دولة الكيان الصهيونى، تعبيراًعن ووقوفها ومساندتها لجرائم الكيان بحق الفلسطينيين،فكانت الهدية عبارة عن تمثال لحذاء بكعب عال،ورأى بعض المراقبين، بأن حذاء “هيلى” له دلالات سياسية ،لأن هيلى قالت خلال مشاركتها فى مؤتمر اللوبى اليهودى فى أمريكا ،أنها ضد قرار مجلس الأمن الدولي ضد المستوطنات، وأن زمن مصارعة (إسرائيل) انتهى وأنا أحتذي حذاء ذا كعب عالٍ ليس (موضة)، وإنما لأضرب به مجددًا في كل مرة يحدث فيها شيء غير صحيح !!.
وكانت هيلي فى زيارة قبل أسبوع للكيان الصهيوني، وتوجهت مباشرة إلى حائط البراق، لتأدية الصلوات التلمودية أمام الحائط، وعقدت لقاءات مع كل من نتنياهو ورئيس الكيان الصهيونى “روبين ريفيلين”، للتأكيد على مواصلة الدعم الأمريكى للصهاينة، كما التقت عباس لإملاء الأوامر الأمريكية، بعدم رفع أي تقرير أممي يدين الكيان الصهيونى، والتزام الصمت في أروقة الأمم المتحدة، ووقف الجهود الدبلوماسية الفلسطينية فيما يخص قضايا الإستيطان والأسرى والجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين!!.
والطريف أن المجتمع الدولى يقف صامتاً أمام البلطجة الأمريكية، وأمام حذاء هيلى، أما العرب والمسلمون، سيشجبون ويستنكرون ثم يسكتون كعادتهم ،وتستمر أمريكا فى تنفيذ مخططاتها، والوعود التى قطعها ترامب على نفسه إبان حملته الانتخابية، وكل ذلك عبر أدواتها فى المنطقة، للوصول إلى ما يعرف بصفقة القرن ،وإنهاء ملف القضية الفلسطينية، فى الوقت الذى يقوم فيه متصهينة العرب، وإعلامهم ، بحصار قطر،والمطالبة بإغلاق قناة الجزيرة، بزعم أن قطر تدعم الإرهاب ، وحركة حماس الإرهابية!!.
أضف تعليقك