حذر الرئيس التونسي السابق، رئيس حزب "حراك تونس الإرادة"، منصف المرزوقي، من عودة منظومة الاستبداد القديمة إلى الحكم في البلاد، معتبراً أن عودتها ستتسبب في تعثر تكريس الحقوق الاقتصادية والاجتماعية التي نادى بها الشعب خلال ثورة الحرية والكرامة.
واعتبر المرزوقي أن "البلاد ما زالت تعاني من تعثر تكريس الحقوق الاجتماعية والاقتصادية التي قامت من أجلها الثورة التونسية، ونادى بها الشعب التونسي، وسقط من أجلها عشرات الشهداء والجرحى"، عازيًا ذلك إلى "إعادة إنتاج منظومة الاستبداد وإعادتها للحكم من جديد".
وأوضح أنه "تم تحقيق بعض الحقوق السياسية المتعلقة بمجال الحريات والديمقراطية، إلا أن التنمية في الجهات ما زالت لم تتحقق بعد، وتقف منظومة الحكم القديمة حجر عثرة أمام تحقيقها".
ودعا الرئيس السابق "التونسيات والتونسيين الذين خدعتهم منظومة الحكم الحالية، عبر وعود انتخابية زائفة، لإعادة السلطة في الانتخابات المقبلة لمن يخدم الشعب وليس لمن يستخدمه".
ويقوم المرزوقي، منذ أيام، بجولة في مختلف محافظات البلاد والقرى، في إطار الاستعدادات للانتخابات البلدية المقبلة، بدأها بالجنوب التونسي، وستشمل الشمال الغربي وصفاقس. وقال لدى إشرافه على مجموعة من الاجتماعات الشعبية في مدن الفوار ودوز والقلعة، التابعة لمحافظة قبلي (جنوب غرب البلاد)، إن هذه الاجتماعات تندرج في إطار الاستعدادات للانتخابات البلدية والمحلية التي ستجري في 6 مايو/أيار 2018.
وأضاف المرزوقي، في تصريح صحفى، إن "الانتخابات البلدية هي أول طلب نادى به بعد الثورة من أجل إرساء الديمقراطية المحلية وتحريك عجلة التنمية"، مبينًا أنه "يسعى إلى شحذ همم التونسيين من أجل الإقبال على هذه المحطة الانتخابية الهامة، في ظل عزوفهم عن العمل السياسي وفقدان الثقة في السياسيين".
ولفت رئيس حزب "حراك تونس الإرادة" إلى أن حزبه يعمل على تحضير قائمات انتخابية تجمع بين عدد من الكفاءات القادرة على المشاركة في حل مشاكل الجهات، والإلمام بمشاغل المواطنين، والتفاعل والانسجام معها من أجل تجاوزها؛ خاصة وأن البلديات بات لها دور هام في المجال التنموي، في ظل النموذج التنموي الجديد الذي يأمل في تحقيقه، لتتخطى بذلك دورها البسيط المنحصر فقط في أعمال النظافة.
وعند زيارته لمحافظة توزر، أكد المرزوقي، في تصريح إعلامي، ضرورة إعادة النظر جذريًا في مفهوم التنمية في تونس، حتى تكون محلية وجهوية بالأساس، بالاعتماد على الطاقات الموجودة في الجهات.
ولفت إلى أنه "بالتشاور مع أحزاب قريبة من حزبه؛ على غرار حزب التيار الديمقراطي وحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، تم الاتفاق على إعداد قائمات مشتركة، حتى تكون الانتخابات البلدية فرصة لتجميع العائلة الاجتماعية الديمقراطية باعتبارها الوحيدة القادرة على وضع البلاد على السكة"، على حد تعبيره.
وشرع المرزوقي في حملة الاستعداد للانتخابات البلدية من جنوب البلاد، حيث كانت له لقاءات شعبية مع المواطنين في كل من محافظات قابس وتوزر وقبلي. ويبدو أن الرئيس السابق اختار الانطلاق من الجنوب الذي يحظى فيه بثقل انتخابي واسع، إذ حظي هناك بأكبر عدد من الأصوات خلال الانتخابات الرئاسية في العام 2014.
وحول إمكانية ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، قال المرزوقي في حوار لراديو "الجريد إف إم" المحلي، إن ذلك يخضع لعدة شروط؛ من بينها "أن تقوم هيئة الانتخابات بعملها في التصدي لسلوكيات التجمع المنحل في تشويه خصومه باستغلال وسائل النقل العمومي والخاص، وأن لا يكون للموتى صوت، وأن لا تخترق قاعدة البيانات"، على حد تعبيره.
أضف تعليقك