• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

قبل أيام تحدث زعيم حركة حماس اسماعيل هنية بصراحته المعهودة لجماهير شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية عن المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية وأطلق تحذيرات واضحة من أن ما يحاك لتصفية القضية الفلسطينية لا يتعلق بفلسطين وحدها وإنما يطال دول الجوار مصر والأردن. غزة تحل مشكلتها على حساب سيناء في وقت يجري إحياء الحل للضفة على حساب الاردن بأشكال جديدة قد يكون من بينها كونفدرالية شكلية إجبارية تخلص إسرائيل من العبء الديموغرافي وتفوز بالجزء الأكبر من الارض.

ومن أجل ذلك يجري تمهيد المسرح السياسي عبر سيناريوهات متعددة من بينها إنهاء قضية القدس التي تعتقد إدارة ترامب أنها حسمت لصالح الاحتلال بالرغم من جميع الخطوات التي اتخذت - على أهميتها -  غير أنها لم تشكل تهديدا جديا للخطوة ولم تمس المصالح الأمريكية قيد أنملة أي كانت الخطوة الأمريكية بلا ثمن يذكر وكنتيجة لذلك جار التعامل بذات المنهج مع قضية اللاجئين والتي قد تنتهي أيضا بالادانة والتنديد واقسى عبارات الرفض الإعلامي ثم ما يلبث الجمع بالتعامل مع الأمر تحت عنوان الواقعية وموازين القوى ومحاولة تقليل المخاسر وتمضي عملية التصفية كل يوم بقضم جديد من الحق  الفلسطيني.

وللأسف فإن واقع الأمة يشكل أهم عامل مساعد لتحقيق هذا المسار الأمريكي الصهيوني نظرا لحالة الانشغال العربي في ما يمكن وصفه بالتدمير الذاتي من خلال صراعات وقودها المال والدم العربي.

رئيس حركة حماس أطلق رسالته بمنتهى الشفافية حيث وصف الداء والدواء معا مستحضرا الموقف العربي الرافض للحل على حساب الاردن ومصر ودعا لتثبيته وتقويته بل وليؤكد وضع إمكانات حركته إلى جانب الجهد المصري والاردني لإحباط المخطط الصهيوني وخاطب كل الأجيال الحالية والقادمة أن فلسطين لا يوجد عنها بديل ولا حل على حساب أراضي دول المنطقة أو أمنها واستقرارها.

وقال صراحة ان حماس لن تمرر هذا المخطط ولن تبدل فلسطين تحت أي عنوان ولن تكون الجسر الذي يعبر عليه مخططات المحتل.

أيام فقط فصلت هذا الخطاب على قرار إدارة ترامب إدراج إسماعيل هنية في قوائم الإرهاب الأمريكية وكأنها خطوة عقابية أو لمحاولة اشغاله في نفسه أملا في ثنيه عن التصدي لمؤامرة القرن غير أن هذه الخطوة وسابقاتها تجاه القدس واللاجئين إنما تزيد في الإصرار من الوقوف بشموخ أمامها كالطود العظيم.

لا شك لدى حماس ورئيسها ان مصر والأردن ترفضان مخططات ترامب ولا يهدف إلى دق الاسافين بين السلطة والأردن أو مصر فهذه ليست من شيمه أو عادته وإنما صارح أمتنا فالرائد لا يكذب أهله والمخطط كبير لا تصلح معه الا الحقائق على هذا النحو.

لقد تحدث زعيم حماس بوضوح عن قناعاته وعن وجهة حركة حماس أن مواجهة هذه المخططات تتطلب وحدة الموقف الفلسطيني ومد يده مشرعة من أجل التوافق الوطني في هذه المرحلة الفارقة من تاريخ شعبنا والتي علينا أن نبني فيها جسور الثقة ونمتن جبهتنا الوطنية كي تصمد أمام محاولات الإغراء والإكراه حتى لا يخرق أحد السفينة فنندم وونندم جميعا.

 لا مجال اليوم أمام التذاكي ومحاولة استثمار الفرص لإقصاء الخصوم فالاحتلال يريد جني ثمار الفرقة والاختلاف في الأمة وفي البيت الفلسطيني وأول خطوات افشاله هو الوحدة والعمل الجمعي لاستثمار كل الإمكانات والطاقات الوطنية والقومية.

 يا أيها السادة رئيس حماس أطلق تحذيره فاستمعوا يا أولي الالباب

أضف تعليقك