• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

بقلم: صالح محروس محمد

بعد قرار الإدارة الأميركية اعتبار القدس عاصمة لـ"إسرائيل"، وما تردّد أخيراً عن تسويقها "صفقة القرن" بغرض تصفية القضية الفلسطينية، وبعد أن واجهت حركة حماس، بقيادة رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، وهو نائب منتخب، ورئيس وزراء سابق، هذه الصفقة وذلك القرار الأخرق، لم يكن مستغربا أن تقرّر وزارة الخارجية الأميركية إدراج اسم هنية في قائمة الإرهاب، وهو ما ردّت عليه حماس، في بيان رفض هذا الاتهام، وعدّته تطورا خطيرا وخرقا للقوانين الدولية التي منحت "شعبنا الفلسطيني حقه في الدفاع عن نفسه ومقاومة الاحتلال واختيار قيادته".

وشددت الحركة على أن "هذا القرار يدل على الانحياز الأميركي الكامل لصالح الاحتلال الإسرائيلي، ويوفر غطاء رسميا للجرائم الإسرائيلية" بحق الشعب الفلسطيني، و"يشجع على استهداف رموزه وعناوينه وقيادته". وعدّت الحركة أن إصدار البيان، في هذا التوقيت، يأتي في سياق علم واشنطن "أن حركة حماس، وعلى رأسها الأستاذ إسماعيل هنية تتصدر الجهات التي تعمل بكل السبل لإجهاض صفقة القرن الخبيثة، والتي تهدف إلى شطب القضية الفلسطينية، وطمس حقوق الفلسطينيين الثابتة". ودعت الحركة الإدارة الأميركية إلى "التراجع عن هذه القرارات والتوقف عن هذه السياسات والمواقف العدائية، والتي لن تغير من الحقائق شيئا". وقالت إن ما أقدمت عليه الخارجية الأميركية لن يثني "حماس" عن الاستمرار في القيام بواجباتها تجاه الشعب الفلسطيني، والدفاع عنه وتحرير أرضه ومقدساته.

ويرجع هذا القرار إلى كفاح إسماعيل هنية ونضاله، وبعد قرار واشنطن القدس عاصمة "إسرائيل"، وقد صرّح هنية على شبكة الأخبار الأميركية، سي إن إن، بأن القدس تتعرّض لمؤامرة بين ترمب والسلطات الإسرائيلية، على حد تعبيره، ويتطلب إسقاطها وحدة جامعة. وشدّد على أن إعلان ترمب القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي "لن يمر"، مؤكدًا أن الفلسطينيين سيُسقطونه. وقال هنية، في كلمة في حفل انطلاقة حركة حماس في الذكرى الـثلاثين لانطلاقتها، في غزة، إنه لا توجد قوة في العالم تغير هوية القدس، أو تمنحها للمحتل، "لا وجود لشيء اسمه دولة إسرائيل لتكون له عاصمة اسمها القدس".

وأكد أن الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية سجّلوا انتصارات، منذ إعلان ترمب، أولها عودة قضية فلسطين والقدس إلى صدارة الانشغال العربي والعالمي، وعدّ أن إعلان القدس عاصمة للاحتلال "صدّع، لأول مرة في التاريخ المعاصر، الموقف الأميركي، فأصبح العالم كله في كفة وترمب ونتنياهو في كفة أخرى". وأكد إسماعيل هنية أن حركة حماس، مع الفصائل والشعب الفلسطيني، سيعملون على إسقاط قرار ترمب "مرة وإلى الأبد". مستطردًا "أرواحنا ودماؤنا وأهلنا وأبناؤنا وبيوتنا فداء للقدس والأقصى". وأشار إلى أن للهبة الشعبية الجديدة "هدفين؛ إسقاط قرار ترمب بشأن القدس المحتلة، وإسقاط صفقة القرن". وطالب بالإسراع بخطوات المصالحة الوطنية، والاتفاق على استراتيجية وطنية لمواجهة الاحتلال. وأضاف "انطلاقة حركة بحجم حركة حماس إضافة نوعية لمسيرة شعبنا ومسيرة فصائلنا المجاهدة المقاومة". و"إن الانطلاقة كانت من أجل القدس والمقاومة والجهاد، والشهداء والدماء والأسرى والجراحات والعذابات والبطولات، كلها من أجل القدس”.

ودعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الأمة إلى "تصويب" البوصلة نحو القدس وفلسطين، وطالبها بـ"طي" صفحة الخلاف، ونبذ الخلافات الداخلية. وقال إن "حماس ستعزز بناء تحالفات قوية في المنطقة لتواجه التحالف الأميركي والإسرائيلي". وأضاف "نريد بناء تحالفات قوية على مستوى المنطقة، فمعركة القدس ليست معركة الشعب الفلسطيني وحده، بل هي معركة الأمة، وهدفنا تحقيق الوحدة الوطنية الحقيقية القوية المتينة على قاعدة الاحترام المتبادل والشراكة في إدارة شؤون هذا الوطن". وحسب إسماعيل هنية، "هناك ثلاثة مسارات لإسقاط قرار ترمب وصفقة القرن؛ تحقيق الوحدة الفلسطينية، بناء تحالفات قوية على مستوى المنطقة، والاستمرار بالانتفاضة". وطالب شباب الأمة من المحيط إلى الخليج بتنظيم فعاليات يومية وأسبوعية لإسقاط قرار ترمب، "المرحلة اليوم هي مرحلتنا، والمستقبل هو لنا ولأمتنا ولأحرار العالم".

 

إسماعيل هنية بطل مناضل ضد الاحتلال الصهيوني لفلسطين العربية. يعرف الطريق لحماية القضية الفلسطينية التي تخاذل عنها حكام عرب. ويعي تماما أبعاد القضية وأسس النضال والدفاع عن الأرض ضد المغتصب الجبان، الكيان الصهيوني. ولذلك، لا للغطرسة الأميركية، ومع إسماعيل هنية المناضل، في مواجهة الإرهابيين في حكومات "إسرائيل".

  • نقلا عن صحيفة العربي الجديد

أضف تعليقك