منذ انقلابه في 3 يوليو 2013 على الرئيس المنتخب محمد مرسي، يبالغ العميل عبد الفتاح السيسي في تقديم فروض الولاء والطاعة لأصدقائه الصهاينة، الذي يبذل كل غالي ونفيس من أجل إرضائهم، على حساب مصر وشعبها وأرضها بل وعلى حساب الأمة العربية وقضيتها الفلسطينية.
ويؤكد السيسي يوميًا للمصريين أنه يسير على خطى المخلوع حسني مبارك في إفقار مصر وإذلال شعبها، فالغاز الطبيعي المصري الذي أهداه المخلوع للصهاينة بمبالغ زهيدة، جاء السيسي العميل ليعقد الصفقات لاستيراده من الصهاينة بالمليارات الدولارات ولا عزاء للمصريين.
مصر تستورد الغاز الصهيوني
قالت شركة ديليك الإسرائيلية للحفر إن الشركاء في حقلي الغاز الطبيعي الإسرائيليين تمار ولوثيان وقعوا اتفاقات مدتها 10 سنوات لتصدير ما قيمته 15 مليار دولار من الغاز الطبيعي إلى مصر.
وقالت الشركة الإسرائيلية إن الاتفاقيات وقعت مع شركة دولفينوس المصرية، لبيع نحو 64 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي.
وقالت شركة ديليك في بيان إن ديليك للحفر وشريكتها نوبل إنرجي، ومقرها تكساس، تنويان البدء في مفاوضات مع شركة غاز شرق المتوسط لاستخدام خط الأنابيب التابع لها، كما تدرس خيارات أخرى لتصدير الغاز الطبيعي عبر خط الأنابيب الأردني الإسرائيلي الجاري بناؤه في إطار اتفاق لتزويد شركة الكهرباء الوطنية الأردنية بالغاز من حقل لوثيان.
ونقلت وكالة رويترز عن يوسي أبو، الرئيس التنفيذي لديليك للحفر، قوله: "مصر تتحول إلى مركز غاز حقيقي.. هذه الصفقة هي الأولى بين صفقات أخرى محتملة في المستقبل".
احتفاء صهيوني
وبدأ الاحتفاء الصهيوني بالصفقة، حيث صرح رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو قائلًا : "إن اتفاق تصدير الغاز الإسرائيلي لمصر سيدخل لخزينة إسرائيل المليارات"، واصفًا يوم التوقيع بيوم "الفرح لإسرائيل".
وذكر نتنياهو في أعقاب توقيع اتفاقية الغاز، أن عائدات الأموال من حقلي الغاز ستصرف على التعليم والصحة والرفاهية الاجتماعية.
وأشار نتنياهو ان توقيع الاتفاقية سيقوي الأمن، والاقتصاد الإسرائيلي، وسيقوي علاقات إسرائيل في المنطقة.
من جانبه، قال وزير الطاقة الضهيوني يوفال شتاينتز، اليوم الاثنين إن اتفاقات تصدير الغاز الطبيعي البالغة قيمتها 15 مليار دولار الموقعة مع مصر ستقوي العلاقات بين البلدين.
وقال شتاينتز في بيان "هذه هي المرة الأولى منذ توقيع معاهدات السلام في الشرق الأوسط التي تُوقع فيها مثل هذه الاتفاقات الكبيرة بين البلدين"، وأضاف أن الصفقة "من المتوقع أن تقوي العلاقات الثنائية.
أدلة على العمالة
منذ انقلابه العسكري، تتوالى الأدلة على عمالته للصهاينة، والتي كان آخرها في في بداية فبراير الجاري، حيث كشف تقرير لنيويورك تايمز عن تعاون سري وثيق بين الكيان الصهيوني والنظام الانقلابي المصري، الذي سمح للأول بشن أكثر من مئة غارة جوية على سيناء؛ بدعوى مهاجمة الإرهاب، على الرغم من المعاداة التي يظهرها الإعلام المحلي للكيان.
وبحسب تقرير الصحفية، شنت طائرات صهيونية غير معروفة، بعضها من دون طيار، وبعضها مروحية، وأخرى مقاتلة، وعلى مدى عامين متتاليين، حملة جوية سرية اشتملت على تنفيذ ما يزيد على مئة ضربة جوية داخل مصر، في كثير من الأحيان بمعدل أكثر من مرة في الأسبوع الواحد، وكل ذلك بموافقة رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي.
التقرير أثار انتقادًا حادًا بين السياسيين والنشطاء والإعلاميين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبروه تعديا على سيادة الأراضي المصرية وتفريطا في حقوقها.
ويتواصل التعاون غير المسبوق بين سلطات الانقلاب بقيادة السيسي والكيان الصهيوني، الذي يخدم فقط مصلحة الكيان دون غيره، ويتجلى ذلك في تقاسم الأدوار بين الجيشين المصري والإسرائيلي في سيناء.
فعلى سبيل المثال، لا يتوقف تدمير الجيش المصري للأنفاق في سيناء، وهو ما يهدف بشكل أساسي إلى تضييق الخناق على المقاومة الفلسطينية في غزة وتجفيف المنابع أمامها.
ويمكن اختصار علاقة وعمالة عبد الفتاح السيسي للكيان الصهيوني، في جملة واحدة قالها الجنرال الإسرائيليّ المُتقاعد، الذي كان ناطقًا بلسان جيش الاحتلال في صحيفة (معاريف) العبريّة، آفي بنياهو، عام 2017، حيث قال: "السيسي هدية شعب مصر لإسرائيل" ، لافتًا إلى أنّ تصدّي السيسي للديمقراطية في مصر ضمن استقرار المنطقة، وهذه مصلحة إستراتيجيّة للدولة العبريّة.
أضف تعليقك