تخيلت أن ما يسمى الانتخابات الرئاسية القادمة ستجرى في كوكب تاني!! الوضع مختلف تماما، هناك العديد من المرشحين يمثلون مختلف التيارات السياسية، والمنافسة بينهم على أشدها، وكل استطلاعات الرأي تؤكد حتمية وجود جولة ثانية من الانتخابات، فلن يحصل أي مرشح على الأغلبية من المرة الأولى.
ورغم شدة المنافسة فهي انتخابات نظيفة، فكل مرشح يحترم الآخر، ولأول مرة في تاريخ مصر الكوكب التاني تجرى منافسة بين أبرز المرشحين على الهواء مباشرة وتنقلها مختلف الفضائيات ويشاهدها الملايين، وما يجرى في بلادي الكوكب التاني يضاهي ما يحدث في أوروبا وأمريكا من حيث الانتخابات الحرة النزيهة التي تحترم عقول الناس!!
والحمد لله مليون مرة.. مصر الكوكب التاني حدثت فيها تغيرات جذرية، وانتهى عصر عقلية الزعيم الأوحد التي ظلت تحكمنا منذ عام 1952، حيث يحصل القائد الملهم على نسبة 99% من الأصوات، وبالروح والدم نفديك يا ريس وأنت المنقذ!!
مصر الكوكب التاني عقليتها مختلفة تماما، وهي القادرة على قيادة “أمة أمجاد يا عرب أمجاد” إلى الارتقاء لمصاف الدول المتحضرة، فأنظمة الحكم المطلقة بدأت في المنطقة من عهد عبدالناصر وستنتهي في بلادنا عندما تعيش مصر في كوكب تاني!
المهم أن كل الناس متفائلة بالعصر الجديد الذي يفتح صفحة لم تحدث من قبل، وهم متأكدون أن الرئيس القادم الفائز سيكون قادرا على الحد من مشاكل مصر المستعصية خاصة الإرهاب وارتفاع الأسعار والحكم البوليسي والسجون المليئة بسجناء الرأي وانتهاكات حقوق الإنسان والتدني الشديد في الخدمات والصحة والتعليم، وجيش مصر العظيم حفظه الله، أعلن مسبقا ولاءه للرئيس القادم، وأكد أنه متفرغ تماما لمهمته الأساسية في حماية الوطن والتصدي للإرهاب، ولا صلة له بالحياة المدنية ومصر بها شركات عملاقة قادرة على تعمير بلادنا في مختلف المجالات!!
وتساءلت في النهاية بحسرة: متى أرى مصر الكوكب التاني في واقعنا!! وهل هذه الأحلام ترى النور؟ أرجو أن تكون قريبة يشاهدها جيلنا وليست في المشمش!!
أضف تعليقك