• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بعد انقطاع لأي احتفال صهيوني رسمي دام 8 سنوات، عقب اقتحام الحشود من المصريين لمبنى سفارة الكيان في القاهرة، ولأول مرة في تاريخ مصر، تحتفل سفارة الكيان الصهيوني خارج أسوارها في القاهرة، اليوم الثلاثاء، بعيد ما يسمى بـ "استقلال إسرائيل الـ70"، وهي ذكرى النكبة، تحت حراسة سلطات الانقلاب، والسماح للكيان بإرسال الدعاوى للمطبعين المصريين.

احتفالات في قلب القاهرة

وجّهت السفارة الصهيونية في القاهرة دعوات إلى مئات الشخصيات الرسمية في مصر، من بينهم وزراء وبرلمانيون وسفراء ورجال أعمال وشخصيات ثقافية وصحفيون، لحضور "عيد استقلالها السبعين"، الموافق اليوم الثلاثاء، بحراسة أمنية مشددة؛ وهذا للمرة الأولى منذ أكثر من عشر سنوات.

وقالت مصادر صهيونية إنّ مسؤولين مصريين حاولوا إقناع سفارة الاحتلال بالعدول عن إقامة الحفل بسبب الأمن؛ لكنّ وزارة الخارجية الصهيونية رفضت الاستجابة.

وجاء في نص الدعوة التي وزّعتها السفارة الاحتلالية، كما نشرتها مجلة «"روز اليوسف": "يسرّ سفير دولة إسرائيل د. دافيد جوفرين أن يدعوكم لصحبته خلال الاحتفال بالعيد السنوى الـ70 لاستقلال دولة إسرائيل.. وذلك يوم الثلاثاء 8 مايو 2018 في تمام الساعة السادسة مساء، بقاعة ألف ليلة وليلة بفندق ريتز كارلتون بالقاهرة".

كما أفادت مصادر صهيونية إنّ الشيف الصهيوني الشهير بن أديريت سيسافر مساء الأحد إلى القاهرة برفقة اثنين من مساعديه لإعداد أطباق الولائم للمدعوين.

وكشفت مصادر صحفية أنه تم إرسال الدعاوى لعشرات الصحفيين المطبعين مع الكيان الصهيونين والموالين لنظام الانقلاب العسكري، وهو ما يمثل فضيحة كبيرة.

حتى إن الصحفي جمال عبد الرحيم عضو مجلس نقابة الصحفيين ورئيس تحرير صحيفة "الجمهورية" الأسبق، قال على صفحته الشخصية بموقع "فيس بوك": "أتمني من جميع الزملاء الصحفيين عدم المشاركة في الاحتفال الذي تقيمه سفارة الكيان الصهيوني في القاهرة اليوم، الثلاثاء، في أحد الفنادق الكبري بوسط القاهرة بمناسبة ما يسمي "استقلال إسرائيل".

وأضاف: "أحيط علم الزملاء الصحفيين أن الجمعية العمومية لنقابتنا العريقة سبق لها اتخاذ عدة قرارات متعاقبة بحظر كافة اشكال التطبيع المهني والشخصي والنقابي مع الكيان الصهيوني حتي يتم تحرير جميع الأراضي العربية المحتله..واحيط علم الزملاء الصحفيين أيضا أن نقابة الصحفيين هي أول نقابة مصرية تحظر كافة اشكال التطبيع المهني والشخصي والنقابي مع الكيان الصهيوني".

أصدقاء الخائن وحلفاؤه

وتشهد مصر منذ سيطرة الجيش على الحكم في الثالث من يوليو 2013 انفتاحًا علنيًا للتطبيع مع الاحتلال  الصهيوني، حيث اعتبر الكيان استيلاء "عبد الفتاح السيسي" على الحكم في 2014، بمثابة انتصار كبيرة للكيان الصهيوني، ودأب الإعلام العبري على وصفة بـ"الحليف الاستراتيجي".

ففي افتتاحية صحيفة "أورشليم بوست" الصهيونية، أشادت بسياسات قائد الانقلاب، وقالت إن "الأوضاع في مصر مستقرة تحت إدارته، ويلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على استقرار (تل أبيب)".

واعتبرت الصحيفة أن "سلطات الانقلاب لها مصلحة في الترويج للتطبيع بين الكيان والدول العربية الأخرى؛ حتى لا تبقى مصر الدولة العربية الوحيدة، التي تتعاون عن كثب مع كيان العدو الصهيوني".

كما أكدت صحيفة "هآرتس" العبرية، اأيضا أن المحافظة على هذا التعاون العسكري والأمني مع مصر أهم من السعي لإعادة فتح السفارة الصهيونية في القاهرة، المغلقة منذ ديسمبر 2016.

وتتبلور رحلة التقارب الصهيوني مع الانقلاب في مصر، في محطات عديدة منذ الانقلاب العسكري، وصفتها صحف صهيونية بـ "الأكثر متانة من أي نظام سبق"، خاصة في الجانب الأمني ومكافحة الإرهاب في سيناء.

فـ"السيسي" وصف رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، في منتصف العام الماضي، بأنه "زعيم صاحب قوة جبارة لا تمكنه فقط من قيادة إسرائيل، ولكن تطوير المنطقة كلها والعالم".

كما علّق رئيس كيان الاحتلال "رؤوفين ريفلين"، على لقاء السيسي بزعماء التنظيمات اليهودية الأمريكية قائلا: "الرئيس السيسي حمى مصر من الأصولية، وحال دون تحولها إلى دولة شريعة".

ومع اقتراب انتخابات 2018 الرئاسية تغير الوضع نحو القلق على مصير الحليف "السيسي"، فالمتابعات الصهيونية الدقيقة للشؤون المصرية الداخلية تشير إلى عديد التهديدات التي تواجه النظام لعدة أسباب.

وأبرزها تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وسخط الشعب من النظام، لذلك سارعت تل أبيب لتكثيف المساعدات الاقتصادية والعسكرية والاستخبارية والسياسية لقائد الانقلاب، من أجل تمكينه.

والعام الحالي نشر معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة "تل أبيب" دراسة بعنوان "النظرة المصرية تجاه الشرق الأوسط الجديد"، قالت: "السيسي أعلن أن علاقات مصر وإسرائيل في طريقها لأن تكون أكثر حميمية إذا تمّ حل القضية الفلسطينية".

ويشير الدراسة إلى أن سياسة "السيسي" تجاه”إسرائيل” تشكل اختراقا للصراع العربي تمهيدا لحل القضية الفلسطينية، بحيث تصبح “إسرائيل” جزءً من محور إقليمي يضم مصر وعددا من الدول العربية الأخرى.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك