• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانيتين

في كارثة جديدة من كوارث العسكر التي تعكس مدى التوغل والسيطرة السعودية على الأوضاع في مصر في مجالات الرياضة والسياسة والفن، سمحت سلطات الانقلاب لتركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة في السعودية ورأس حربة ولي العهد محمد بن سلمان  لاختراق الرياضة المصرية، بشراء نادي الأسيوطي سبورت رسميًا، ليصبح فريق "الأهرام" لكرة القدم في الموسم المقبل.

نفوذ آل الشيخ الذى دخل السوق الرياضي بسرعة الصاروخ، وتجسد في كثير من المواقف،  أثار حالة من القلق لدى الكثير من المصريين خاصة أن الرجل لم يكتف بنادي القرن فقط، بل تجاوز ذلك إلى تقديم دعم وعطايا غير مسبوقة لبعض الأندية الأخرى، وأخيرًا شراء نادي مصري، وهو ما فرض الكثير من التساؤلات عن الدوافع الحقيقية وراء هذا التوغل في مفاصل الرياضة المصرية، وخطورة التوقيت والدلالات؟.

رأس حربة بن سلمان يثير أزمة

أثار "تركي آل الشيخ" مؤخرًا غضبًا كبيرًا بين جماهير الكرة المصرية، ابتداء بأزمته مع النادي الأهلي ومهاجمته لرئيسه "محمود الخطيب"، مرورًا بتمنى إصابة النجم المصري "محمد صلاح" قبل مباراة فريقه ليفربول الإنجليزي مع ريال مدريد الإسباني في نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما حدث، وانتهاء بتمني استمرار إصابة "صلاح" حتى نهاية مونديال روسيا 2018 الجاري.

 

صفقة مشبوهة

وعقب كل تلك الأزمات، اطل علينا بصفقة مشبوهة اشترى من خلالها النادي الأسيوطي، ليغير إسمه ويبدأ في إغداق أمواله عليه.

وأعلن مجلس إدارة نادي الأسيوطي سبورت رسميًا اتمام صفقة بيع  فريق كرة القدم، ليصبح فريق "الأهرام" لكرة القدم في الموسم المقبل.

وكان مصدر بنادي الأسيوطي، قد سبق وصرح بأنه قد تم مخاطبة مسؤولي اتحاد الكرة بشأن تغيير اسم فريق الكرة في الموسم المقبل.

وسيتم عقد اجتماع الاسبوع القادم بين الإدارة الجديدة للفريق وادارة الاسيوطى لتحديد الاحتياجات من جميع الكوادر الموجودة بالنادي.  

جدير بالذكر أن تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة في السعودية، قد نشر مؤخرا صورة جديدة، عبر صفحته الرسمية على الـ"فيسبوك"، يظهر فيها مع حسام البدري، المدير الفني السابق للنادي الأهلي، وعلق "آل الشيخ" على الصورة، كاتبا: "مفاجأة".

توغل الرز السعودي

أثار توسع السعودية، عبر ممثلها تركي آل الشيخ ، مستشار ولي العهد السعودي، في منح الأموال للأندية المصرية، وإقامة مشاريع رياضية، شكوكًا كبيرة حول استخدام هذه الأموال لممارسة دور ممنهج لزيادة النفوذ السعودي في مصر.

وتوسّعت المملكة العربيّة السعوديّة أخيرًا، في الاستثمار في قطاع الرياضة فى مصر عبر ضخّ ملايين الدولارات فى عدد من المشاريع الرياضيّة العملاقة، والتى جاء على رأس هذه القائمة إعلان تركى آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامّة للرياضة في المملكة العربيّة السعوديّة، فى20 مارس الماضى، خطة عمل بين السعودية ومصر لدعم قدراتها على تنظيم كأس العالم في السنوات المُقبلة.

وأثار تكرّر ظهور آل الشيخ في الفعاليات العامة المصرية، دون الاكتفاء برئاسته الشرفية للنادي الأهلي، فضلاً عن حجم الأموال الطائلة التى ينفقها على خلاف من سبقوه، انتقادات واسعة وتساؤلات حول الأهداف الكامنة وراء ما تنفقه السعودية من هذه الأموال فى قطاع الرياضة بطريقة استعراضية.

وتعتقد وجهات نظر أن توسع السعودية فى المنح المالية والاستثمارات في قطاع الرياضة هي محاولة بشكل غير مباشر لزيادة النفوذ السياسي السعودي في مصر نتيجة تدفق المال الخليجي.

بدوره، يقول الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسيّة والاستراتيجيّة هاني الأعصر في اتّصال هاتفيّ مع "المونيتور": إنّ الاستثمارات الماليّة السعوديّة في القطاع الرياضيّ هي وسيلة لمدّ نفوذها، وتعزيز تأثيرها على مصر، موضحاً أنّ منح الأموال وإقامة مشاريع رياضيّة من جانب السعوديّة للنادي الأهلي، أكثر الأندية شعبيّة فى الشرق الأوسط، تحوّل من مجرّد حبّ للنادي كما كان يفعل بعض أمراء الخليج في الماضي إلى سطوة حقيقيّة على قرارات الرياضة المصريّة، وممارسة دور ممنهج لزيادة النفوذ السعوديّ في مصر.

وأضاف: "التوسّع اللافت فى الاستثمار السعوديّ فى قطاع الرياضة، وخصوصاً كرة القدم أمر بديهيّ. فكرة القدم هى لعبة شعبيّة، والأندية المصريّة لها جماهيريّة كثيرة، ستحقّق للسعوديّة من وراء دعمها ماليّا نفوذا جماهيريّا، وتأثيراً واسعاً لدى الرأي العامّ يكون مدخلاً إلى السيطرة في قطاعات أخرى".

تداعيات ودلالات

وحذر عدد من المراقبين من المصير الذي ينتظر الأندية المصرية بعد تدخل عدد من الأثرياء في الرياضة بمصر، حيث  تساءل رئيس لجنة الشباب والرياضة بالبرلمان المصري ورئيس نادي سموحة الرياضي فرج عامر، في بيان نشره في موقع "فيسبوك"، عن الغرض من السيطرة على الرياضة المصرية وخاصة كرة القدم، مضيفا: "هل السبب هو إقامة دوري للمحترفين كالدوريات الأوروبية وتحويل كرة القدم لصناعة دولية وليست لخدمة المنتخب الوطني؟ أم لأخذ تورتة الرعاية الرياضية والأضواء من الأهلي والزمالك؟".

وتابع قائلا: "لا أحد يعرف الأبعاد؛ لكننا نعي محاولة تفتيت الفرق الكبيرة بالدوري المصري بإغراءات مالية، وأكتب ذلك بصفتي رئيسا للجنة الشباب والرياضة ورئيسا لأحد أهم الأندية الرياضية بمصر"، معتبرا الرياضة المصرية تعيش على أعتاب مرحلة جديدة، وهي الأندية الخاصة شديدة الثراء، التي بدأت الدخول لعالم كرة القدم ومنافسة الأندية الكبرى.

فيما أكد الناقد الرياضي علاء عبد المجيد أن "صفقة بيع الأسيوطي لتركي آل الشيخ تمت بالفعل، وأن هناك توقعات ببيع أندية أخري مثل وادي دجلة لمستثمرين آخرين، وهي صفقات الهدف منها تأديب الأندية الكبرى وإنهاء أسطورة وجودها، بعد أن أصبحت علي خلاف علني مع المسئول السعودي".

وأضاف عبد المجيد في تصريحات له اليوم أن "الأسابيع الماضية شهدت أزمة بين آل الشيخ ومحمود الخطيب رئيس النادي الأهلي، ما أدي لاعتذار آل الشيخ عن الرئاسة الشرفية للأهلي، ليشن بعدها هجوما كاسحا على الخطيب ومجلس إدارته، وهو ما دفع جهات سيادية للتدخل لدى المسئولين السعوديين لوقف الحرب الكلامية بين الجانبين".

ويشير عبد المجيد إلى أن "الحرب وإن انتهت كلاميًا، إلا أنها أخذت شكلًا آخر بصفقة الأسيوطي والإنفاق عليه ببذخ ليحل محل الأندية الجماهيرية الكبرى وخاصة الأهلي والزمالك"، وهو ما يمثل خطورة حسب الناقد الرياضي، الذي يؤكد أن القضية سوف تخرج من كونها خلافا أو صراعًا رياضيًا إلي أزمة شعبية نظرًا لجماهيرية الناديين.

.تخريب متعمد

توالت ردود الأفعال عبر مواقع التواصل، حيث اعتبر الكثيرون أن خطوة «آل الشيخ» تعد تخريبًا متعمدًا للرياضة المصرية لصالح «مجموعة من الكفلاء».

أضف تعليقك