بقلم الكاتب الأردني: بكر محمد
الاهتمام الكبير عالميًا وإسلاميًا وعربيًا بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تشهدها تركيا يوم الأحد القادم 24 يونيو 2018 غير عادي لانتخابات داخلية في دولة إقليمية، فقد جرت العادة أن ينصب الاهتمام على الانتخابات في دول مؤثرة عالميًا كالولايات المتحدة الأمريكية ولهذا الأهتمام دلالة على على الدور الكبير الذي باتت تلعبه تركيا في ظل حكم حزب العدالة والتنمية.
ويعد الرئيس رجب طيب أردوغان السياسي الأكثر شعبية في تركيا، ويجذب تأييدا أغلبية معتبرة من أبناء الشعب التركي/ إذ يعزى الفضل له ولحزبه في تغيير حياة الناس عبر التحسن المستمر في الاقتصاد الذي لمس أثره رجل الشارع العادي بصورة مضطردة فما أن تأسس الحزب الحاكم في تركيا إلا وبدء نجمه باللمعان عبر تحقيق إنجازات بارزة تلت التأسيس بمدة وجيزة ومنذ ذلك الحين والحزب يتصدر المشهد السياسي في تركيا عبر صناديق الاقتراع المدعومة بإنجازات عظيمة لمس أثرها المواطن والمراقب ولم تقتصر هذه الإنجازات على الجانب الاقتصادي فحسب بل شهدت السياسة الخارجية ايضًا تغيرات كبيرة فانتهجت البلاد سياسة خارجية منفتحة على الصعيدين الإقليمي والدولي وأخذت الدولة التركية تصنع سياستها الخارجية انطلاقًا من مصالحها الوطنية وليس انطلاقًا من مصالح الحلفاء الكبار كما كان الأمر سابقًا إلى جانب إصلاحات كبيرة في الجوانب الإدارية والتشريعية والقضائية، ووضع الحزب خطة عمل واضحة على كافة الصعد أعلنها باسم رؤية عام 2023 شملت هذه الرؤية الأهداف والبرامج الكفيلة بتحقيقها ونجح الحزب إلى درجة كبيرة في تنفيذ رؤيته وتحقيق ما وعد به الشعب التركي رغم الصعوبات والتحديات الداخلية والخارجية.
إن وضوح رؤية العدالة والتنمية ساعد في استقطاب كفاءات وطنية في مختلف المجالات والتخصصات إلى عضويته مما منحه زخمًا إضافيًا وقوةً متراكمة انعكست ايجابيًا على الأداء العام، ومضى الحزب يقود تركيا نحو تبوء مكانةً مرموقةً في الساحتين الإقليمية والدولية عنوانها النمو الاقتصادي واستقلال القرار السياسي وتعزيز الحقوق والحريات العامة وتحسين القوانين والتشريعات بما فيها التعديلات الدستورية المتكررة والتي كان آخرها تحول البلاد إلى النظام الرئاسي بدل البرلماني والإنجازات التي حققها الحزب كبيرة ومتعددة يعرفها المواطنون الأتراك ويعرفها العالم.
ولما كانت هذه الإنجازات قد تحققت باصطفاف أبناء الشعب التركي خلف الحزب عبر منحه ثقتهم منن خلال صناديق الاقتراع في جميع الانتخابات التي خاضها منذ تأسيسه، وكذلك عبر التصدي بقوة وحزم للمحاولة الانقلابية الفاشلة التي حدثت في شهر تموز من العام 2016، وكذلك السعي لنقل البلاد إلى مصاف الدول ذات الدخل المرتفع، وإطلاق مشاريع للطاقة المتجددة، وبناء مفاعل نووي ثان، وافتتاح آلاف الكيلومترات الجديدة من الطرق والأنفاق، وإنشاء 9 مطارات جديد في ولايات تركية مختلفة، والبدء بتصنيع سيارة تركية محلية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في الدفاع البري والبحري والجوي، وإنشاء وكالة علوم الفضاء التركية، واستكمال صناعة الطائرة التركية الحربية، وحاملة الطائرات التركية، والدبابات المحلية، واستكمال مشروع الغواصة التركية، وإنشاء المزيد من المستشفيات العملاقة، وكذلك افتتاح مكتبة تضم 5 ملايين كتاب في المجمع الرئاسي بأنقرة.
أيضا إقرار قوانين اقتصادية جديدة، وتقليل اعتماد تركيا على الواردات من الخارج، واتخاذ تدابير جادة للحد من التضخم، ورفع مستوى ونوعية وجودة قطاع التعليم. فإن ذلك يحتم على الجميع الحفاظ على هذه الإنجازات والمكتسبات المتراكمة عبر ما يقرب من عقدين من الزمان وأهم وسيلة للحفاظ عليها هي تجديد الثقة بالحزب ورئيسه في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وعدم الانجرار وراء الأصوات التي تشكك بالحزب وأهدافه ومنجزاته لأن الخبرة والتجربة العملية هي التي تفند مزاعم تلك الأصوات وتكذبها وتثبت بأن حملات التحريض الداخلية والخارجية على الرئيس والحزب دافعها الخوف من أن تحقق تركيا مزيد من الاستقلال في القرار السياسي داخليًا وخارجيًا بما يعزز دورها الإقليمي على حساب دول أصبحت مترهلة ومتكلسة وعاجزة عن مواكبة التغيرات العالمية وإصرارها على النهج التسلطي في الحكم بعيدًا عن أبسط معايير الديمقراطية والحكم الرشيد.
إنني وبناء على كل ما أشرت له وما لم يسعني الوقت للإشارة إليه على ثقة بأن الشعب التركي حريص على كل المكتسبات التي تحققت في البلاد خلال الأعوام الخمسة عشرة الماضية وأن هذا الشعب لن يقبل العودة إلى الوراء مجددًا ولن يصطف خلف أصحاب الشعرات الجوفاء والخطب العصماء بل سينحاز لمصلحته الوطنية ومنجزاته ودوره الحيوي في المحيط الإقليمي وأنه سيقول نعم للرئيس رجب طيب أردوغان ونعم لحزب العدالة والتنمية لاستكمال مسيرة التطور والنهوض وتعزيز الاستقلال.
أضف تعليقك