قبيل أيام من ذكرى الانقلاب العسكري الأسود (3 يوليو 2013م)، واصلت قوات الانقلاب الفاشي ارتكاب جرائم القتل والاغتيال العشوائي لخيرة شباب مصر، وكأنها بذلك تحيي ذكرى انقلابها الدموي، مؤكدة استمرار تجردها من أي قيم إنسانية، وإصرارها على احتقار القانون وفرض شريعة الغاب على المجتمع المصري، دون اكتراث بحق الإنسان في الحياة، فبالإضافة لاغتيال الشاب عبد الرحمن الجبرتي قبل أيام، وتحويل أوراق ستة من الأبرياء أمس للمفتي، والإعلان عن تصفية ٤ أمس في أسيوط، اغتالت هذه العصابة المجرمة ستة من الشباب دفعة واحدة وبدم بارد في البحيرة، وأعلنت ذلك في بيان رسمي اليوم، مدعية أن هؤلاء يمثلون ما يسمى الجناح المسلح لجماعة الإخوان، والقاصي والداني يعلم أن جماعة الإخوان المسلمين ليس لها أجنحة مسلحة من قريب أو بعيد، وأنها بعيدة كل البعد عن أي أعمال عنف، وذلك منهجها وطريقها منذ نشأتها.
ولهذا فإن تلك الأكاذيب التي دأب الانقلابيون على ترويجها بحق الجماعة، لن تلقى صدى أو اهتمامًا من الرأي العام.
والغريب أن هذه الدماء التي يتم إهدارها بصورة دائمة على يد هؤلاء المجرمين لم تلق حتى الآن موقفًا جديًّا ورادعًا من المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الدولية والعالم الحر، وهو ما يفرض على المجتمع الدولي وشركاء الثورة الذين تطولهم آلة البطش الانقلابية دون تفريق، سرعة التحرك- قيامًا بواجبهم- لوقف تلك الانتهاكات والجرائم، وفي كل الأحوال فإن دماء الضحايا الأبرياء التي تسفك منذ انقلاب الثالث من يوليو عام 2013م لن تضيع سدى وسيُحاسب على كل قطرة منها هؤلاء المجرمون- مهما طال الزمن– بعد محاكمات ناجزة وقصاص عادل إن شاء الله.
د. طلعت فهمي
المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين
الخميس ١٤ شوال ١٤٣٩هـ؛ الموافق ٢٨ يونيو ٢٠١٨م.
أضف تعليقك