تجددت، اليوم الثلاثاء، التصريحات الإيرانية المهددة بإغلاق مضيق هرمز، حال أقدمت واشنطن على منع طهران من تصدير نفطها إلى الخارج.
وذكرت وكالة أنباء البرلمان الإيراني، عن نائب رئيس البرلمان، علي مطهري، قوله إن بلاده ستغلق مضيق هرمز الاستراتيجي، حال منعت الولايات المتحدة إيران من تصدير النفط.
وأشاد مطهري بموقف الرئيس الإيراني حسن روحاني، حيال العقوبات الأمريكية على بلاده، واصفا موقفه بـ"الرادع".
وتواجه إيران تحديات جدية في مواجهة الاستئناف الوشيك لعقوبات واشنطن بعد تعليقها عام 2015، وسعيها "لتقليص الإيرادات النفطية الإيرانية إلى الصفر" من خلال عدم السماح لطهران بتصدير النفط، ودعوة "الحلفاء" للتوقف عن استيراده بحلول 4 نوفمبر المقبل "دون أي استثناءات أو تأخير".
وحظيت الدعوة الأمريكية باستجابة من بعض الدول، والشركات الآسيوية على الرغم من أن الصين لم تعلن رسميًا نيتها التوقف عن شراء النفط الإيراني؛ كما تحدت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، رسميًا التهديدات الأمريكية بعدم قطع "علاقاتها التجارية مع إيران بناء على أوامر من دول أخرى"، وستستمر في استيراد النفط والغاز من إيران.
وفي مايو، قرر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الانسحاب من "خطة العمل المشتركة الشاملة" (الاتفاق النووي الإيراني) الموقعة بين إيران والدول الخمس الكبرى إضافة إلى ألمانيا عام 2015، وتجديد العقوبات التي سبق أن فرضتها تلك الدول، وعقوبات إضافية أقرتها الإدارة الأمريكية ستدخل حيز التنفيذ في 4 نوفمبر المقبل.
وفي سياق الضغط الأمريكي على الدول الحليفة، أُرغمت اليابان على إلغاء زيارة مقررة لرئيس الحكومة إلى إيران في 11 يوليو الجاري، والزيارة الملغاة هي الزيارة الأولى لمسؤول ياباني رفيع منذ أربعين عامًا؛ وقررت شركات عملاقة الانسحاب من الاتفاقات المبرمة مع إيران بحلول الرابع من نوفمبر إلى جانب شركات أوروبية متخصصة بالشحن البحري، وأخرى لمّحت عن نيتها الخروج من إيران.
ومضيق "هرمز" ممر بحري ضيق بين إيران وسلطنة عُمان، يصل الخليج العربي بخليج عُمان من جهة، وبحر العرب بالمحيط الهندي من جهة أخرى؛ يبلغ عرضه الأقصى 50 كيلومترًا بعمق 60 مترًا، وعرض ممري الدخول والخروج فيه 10.5 كيلومتر فقط يمر من خلاله ما بين 20 إلى 30 ناقلة نفط يوميًا قادمة من السعودية التي تصدر حوالي 88% من إنتاجها النفطي عبر المضيق، ونسبا أعلى لكلٍ من العراق والإمارت، في حين تصدر الكويت وقطر كل نفطهما عبر المضيق.
ويستوعب مضيق "هرمز" حركة النفط بحوالي 30 إلى 40% من تجارة النفط عبر البحار في العالم بمعدل يزيد على 17 مليون برميل يوميًا؛ ولا توجد بدائل متاحة عن المضيق لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والعراق لتصدير النفط من موانئ الكويت وقطر والبحرين وبعض الموانئ السعودية والعراق.
وسيؤدي إغلاق مضيق "هرمز" إلى ارتفاع أسعار النفط، والغاز الطبيعي في السوق العالمية وحالة من الاضطراب في الأسواق المالية، ما قد يؤدي إلى انهيار في اقتصادات بعض الدول التي تعتمد في جزء مهم من إيرادتها على المضاربات المالية.
ويشير تقرير "إدارة معلومات الطاقة" الأمريكية الصادر عام 2014 إلى أن إغلاق الممرات البحرية لنقل النفط في الشرق الأوسط، يمكن أن يؤدي إلى زيادات في تكاليف الطاقة الإجمالية وأسعار الطاقة في السوق العالمي".
هذه المخاوف التي تدركها الصين، دفعت مساعد وزير خارجيتها لإجراء اتصالات مكثفة مع عدد من الدول العربية في إطار بذل المزيد من الجهد، لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط وما يحيط بإيران، معلقًا بذلك على تهديدات القيادي في "الحرس الثوري" الإيراني إسماعيل كوثري، بإغلاق مضيق "هرمز" في حال قررت الولايات المتحدة عرقلة تصدير النفط الإيراني.
وعلى الرغم من أن التهديدات الإيرانية لا تبدو واقعية وقابلة للتنفيذ لاعتبارات كثيرة؛ إلا أنها في كل الأحوال ستؤثر بشكل ما على ثقة مستوردي النفط والغاز الطبيعي في الولايات المتحدة ودول العالم الأخرى التي تعتمد على تأمين مرور الطاقة بشكل آمن ومستقر.
أضف تعليقك