كشفت صحيفة العربي الجديد أن نظام التعليم الجديد الذي سيفرضه نظام الانقلاب، يبدو وسيلة جديدة لتكريس ظاهرة أخرى تكتسب بعداً سياسياً لا تعليمياً، هي الاعتماد المتنامي في المؤسسات الحكومية على "شبيبة السيسي"، وهم خريجو ما يسمى بـ"البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة"، والذين ينخرطون في الدراسة بالأكاديمية الجديدة لتأهيل الشباب في مدينة أكتوبر، والتي أنشئت منذ عام واحد، وكذلك في أكاديمية الدفاع الوطني التابعة للجيش.
ونقلت عن مصادر حكومية كشفت، أن "دائرة السيسي دفعت بالفعل بنحو 10 من خريجي البرنامج الرئاسي كمساعدين لوزير التعليم في حكومة الانقلاب ومشرفين على برنامج التطوير، سيختصون بالتنسيق بين الوزارة والجهات الحكومية الداعمة للمشروع، وهي الجيش الذي يتولى الملف اللوجيستي والإنفاق على تصنيع وتوفير الأجهزة وبناء المدارس الجديدة على الطرازين المصري والياباني، ووزارة الاتصالات مديراً تقنياً للمشروع، والشركات التي ستتولى صيانة الأجهزة والشبكات المدرسية المرتبطة بالشبكة الأم، وقطاعا المناهج والامتحانات في وزارة التعليم".
وأوضحت المصادر أنه "في مرحلة تالية سيتولى عدد أكبر من خريجي البرنامج الرئاسي إدارة المدارس التي ستؤسَس على الطراز الياباني بمنحة من طوكيو، فضلا عن الدفع بهم كمساعدين لوزير التعليم لقطاعات مختلفة، باعتبار أن وزارة التعليم ستكون أول وزارة سيتم تمكين شبيبة السيسي من إدارتها خلال 5 سنوات على سبيل التجربة، بالتوازي مع تعميم التجربة تدريجياً على وزارات أخرى".
وأشارت المصادر إلى أن "وزير التعليم الذي كان قبل تولّيه الوزارة مديراً لما يسمى بالمجالس التخصصية الاستشارية لرئاسة الانقلاب، وأحد واضعي نظام البرنامج الرئاسي، لا يجد غضاضة في إبعاد كبار الموظفين والتربويين في الوزارة لصالح خريجي البرنامج، تلبية لأهداف السيسي، بإحلال مجموعة من الكوادر التابعة له سياسيا والمدينة له ودائرته المخابراتية - الرقابية، بدلاً من الكوادر الوظيفية القديمة التي تكوّن معظمها ودخلت دواوين الوزارات في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك".
ونوهت إلى أن السيسي يسعى حاليا إلى الدفع بالمميزين من خريجي البرنامج للعمل في الرئاسة وهيئة الاستعلامات، في إطار برنامج لإعادة هيكلتهما، وكمرحلة ثالثة يهدف السيسي إلى توزيع خريجي البرنامج الأقل كفاءة وأصحاب التخصصات غير النادرة للعمل بدواوين المحافظات.
وذكرت ذات المصادر أن "برنامج السيسي لتأهيل الشباب تقاطع، في الأشهر الأخيرة، مع الدورات العسكرية والإستراتيجية التي يخضع لها المرشحون للعمل في وزارة الخارجية، ومُنحت الأفضلية في التعيينات الجديدة وكذلك في الترقي في الهيئة الدبلوماسية لخريجي البرنامج الرئاسي، الذي بدوره يعطي أولوية الالتحاق للدبلوماسيين الشباب وخريجي كليات السياسة والإعلام والحاصلين على دورات من أكاديمية ناصر العسكرية".
وتكرس هذه الإجراءات تكوين جيل من القيادات الوسطى في البيروقراطية المصرية استقت تعليماً موحّدا في مرحلة عمرية متقاربة، وأُجيزت أمنيا ومخابراتيا، وتدين بالولاء للسيسي والمؤسسة العسكرية، بعيداً عن المعارضة أو التفكير النقدي لسياساته.
ويدرس "شبيبة السيسي" في هذا البرنامج الذي يستغرق عاماً وبضعة أشهر قبل التخرج؛ دراسات عن: حروب الجيل الرابع، واستهداف القوى العالمية لمصر، ومكافحة الإرهاب، ومحاربة التيارات الإسلامية، والتطوير الإداري، والتخطيط السياسي والمالي، والقانون الدولي، والإدارة المحلية، والإتيكيت والمراسم.
أضف تعليقك