• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بقلم عز الدين الكومي

ضرب أفضى إلى الموت، بلغة القانون، مثل اعتداء عمدا على آخر بالضرب ولم يكن يقصد من ذلك قتله ولكنه أفضى إلى موته. أو قتل شبه عمد كما هو معروف في الشريعة، مثل أن يقصد شخصٌ الاعتداء على شخص آخر بشيء لا تقتل غالباً، فيموت المجني عليه. كأن يضرب أحدٌ شخصاً في غير مقتل بعصاً صغيرة أو بسوط، أولَكَزه بيده، فالضرب مقصود، والقتل غير مقصود، لذلك سمي شبه عمد.

ببساطة شديدة، يحاول أتباع “أبى جهل وأبى بن خلف”، تبرير جريمة قتل معارض لايملك إلا قلمه وكلمته، بأنه تشاجر مع خمسة عشرموظفاً بالقنصلية بينهم مسؤول الطب الشرعى بالمملكة، والذى جاء حاملاً معه منشاره وبعض المحاليل لإذابة الجثة.

فالمجرمون الحقيقيون لواقعة قتل “خاشقجى” هم الفاجر “خالد بن سلمان”سفيرآل سعود في واشنطن، الذي استدرج “خاشقجي” لتركيا، وهو الذى قال: من المستحيل أن يرتكب موظفو القنصلية في إسطنبول مثل هذه الجريمة والتعتيم عليها، دون أن يكون لنا علم بذلك، والطبيقى طبيب التشريح، الذى تحول من طبيب إلى جزار، فقام بتقطيع الجثة على أنغام الموسيقى، والقنصل الكذاب الذى فتح الخزائن لمراسل “رويترز”، ثم هرب في اليوم التالى عندما شعر أنه متورط في جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد، والملحق العسكري “أحمد المزيني” الذى ذهب لأخذ الموافقة من اللواء عسيرى، ثم عاد لتركيا، وغادر إسطنبول قبل يوم الحادثة، و”مصطفى المدني” الذى ارتدى ملابس خاشقجي، وخرج من الباب الخلفي للقنصلية، للتمويه، ثم عاد إلى الفندق وهو يضحك فرحاً بانتهاء مهمته الدنيئة، و”سعود القحطانى”، والذى يريد بن سلمان أن يجعله كبش فداء قتل خاشقجة – ويشيل الليلة- والذى صرح بقوله من قبل، تعتقد أني أقدح من راسي دون توجيه؟ أنا موظف ومنفذ أمين لأوامر سيدي الملك وسمو سيدي ولي العهد الأمين، والملازم في سلاح الجو السعودي “مشعل البستاني” والذى تمت تصفيته، وتم الإعلان بأنه قُتِلَ في حادث سير غامض بالرياض، وهو ثاني شخص من فريق الاغتيال يلقى حتفه بعد “فهد شبيب البلوي”، وكذلك إعلام العار الذين نسج القصص والأساطير حول “خديجة جنكيز” خطيبة خاشقجى، وطعن في شرفها، ويُحاول إيهام الناس بأن العالم يتآمر على السعودية، ويروج كذباً بأن الملك وولي عهده لم يكونوا على علم بالجريمة.

ودول الأعراب وجامعتهم العبرية، التى تركت االضحية وتضامنت مع القاتل، ومن وراء هؤلاء، يقبع في قصره، شخص أحمق حقير فقد الإنسانية، وجه بارتكاب أفشل جريمة اغتيال في تاريخ البشرية، واليوم يكمل المشهد باستدعاء ابن الضحية لتعزيته – يقتل القتيل ويمشى في جنازته –والذى تواطأ منذ شهورمن أجل صفقة القرن، فشاءت إرادة الله، أن يفضحه فضيحة القرن.

من تابع سير الأحداث منذ وقوع جريمة قتل خاشقجى، يرى ويسمع العجب العجاب، في البداية قالوا مسرحية، ثم اتهموا قطر وتركيا، ثم اتهموا الإخوان، حتى قال أحد أبواقهم ويدعى، “تركي الحمد”: إذا ثبت تورّط قطر في خطفه فإن هذا الأمر يُسقِط عنها صفة الدولة، لأنه شغل مافيا.

وماذا يقول هذا الحمد الآن، بعدما أيقن العالم أجمع بأن السعودية هي مَن خطفته وقتلته، فهل هي “مافيا” وسقطت عنها صفة الدولة؟!

ثم شكّلوا لجنة تحقيق، ثم اعترفوا بجريمتهم، لكنه اعتراف ناقص، ورواية كاذبة مفضوحة، القصد منها هو تبرئة المجرم الحقيقي، فقالوا: خاشقجي قُتِل نتيجة “شجار”.

وبعد ذلك قالوا: “قُتل خنقاً”، أياً كانت الطريقة التي قتل بها، السؤال الذى يطرح نفسه أين الجثة؟؟!

سلمت لمتعهد تركى ليقوم بإخفائها، سؤال آخر من هو هذا المتعهد الذى يخفى الجثث لوجه الله، والذى ظهر فجأة مع ارتكاب الجريمة؟؟!

ثم قالوا: “فريق “المنشار” ذهب لإقناعه بالعودة إلى السعودية” فقتل بالخطأ!

وهل اختفاء جثّته وتقطيعها بالخطأ؟، وتأكيد مغادرته للقنصلية، بعد 20 كان بالخطأ؟، وسحب الأقراص الصلبة من كاميرات المراقبة كان بالخطأ!

إذا لم تستح فاصنع ماشئت، واكذب كما شئت!

والطريف أن أحد أبواق قناة “العبرية”” تركي الدخيل”، قال: إن لدى السعودية 30 إجراء مضادا لفرض عقوبات على الرياض، وإنه في حال وقعت عقوبات أميركية على السعودية، فسوف نكون أمام كارثة اقتصادية تهز العالم.

وقال هذا الدخيل :أن الشرق الأوسط وربما العالم الإسلامي قد يرتمي في أحضان إيران، التي ستكون أقرب إلى الرياض من واشنطن.

ولا يستبعد” الدخيل” أنه سيكون من آثار هذه العقوبات قاعدة عسكرية روسية في تبوك شمال غرب السعودية، في المنطقة الساخنة لمربع سوريا وإسرائيل ولبنان والعراق، وأن حماس وحزب الله سيتحولان من عدوين إلى صديقين.

لكن أحد المسؤولين خرج بعد نشر مقالة الدخيل ليعلن بأن االدخيل لايعبرعبرعن نظام آل سعود، وإنما يعبر عن نفسه فقط!

وكما أن الرئيس أردوغان في يوم الثلاثاء الماضى، يوم إفشال مؤتمر دافوس الصحراء قال: إلقاء اللوم على بعض رجال الأمن والمخابرات فقط لن يكون مطمئنا لنا وللمجتمع الدولي. والضمير الإنساني لن يكون مطمئناً حتى محاسبة (مَن أصدر أمر الاغتيال) وكل المنفذين.
ومع ذلك مازال النظام السعودى يراوغ ويلاوع لتبرئة القاتل الحقيقى، هيهات هيهات، ومن على رأسه بطحة سوف يحسس عليها!

أضف تعليقك