يزور ديكتاتور مصر السفاح عبد الفتاح السيسي، العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم الخميس، يلتقي خلالها الرئيس السوداني عمر البشير، لوضع اللمسات النهائية على 10 اتفاقيات مشتركة ومذكرات تفاهم بين الطرفين في مجالات خدمية ومرفقية وتجارية.
ويعد هذا اللقاء هو السادس والعشرين بين السيسي والبشير، والخامس خلال العام الحالي، إذ التقيا في أديس أبابا ثم في القاهرة في مارس الماضي، ثم في الخرطوم في يوليو، وأخيراً في بكين على هامش منتدى التعاون الاقتصادي الإفريقي.
ويرافق السيسي في الزيارة مدير مخابرات الانقلاب اللواء عباس كامل، ووزراء الري والكهرباء والزراعة والشباب والتعليم العالي والنقل، وسيتم توقيع اتفاقيات لتدشين مشروعين للربط الكهربائي بين البلدين، ومشروع لربط السكك الحديدية، ومشروع آخر لإقامة طريق بري جديد بين البلدين، وإنشاء مزارع مصرية للتسمين وإنتاج اللحوم والدواجن في السودان، وتولي شركات مصرية تطهير بعض المصارف والترع بالسودان، فضلاً عن مذكرات تفاهم في مجال التبادل العلمي والأكاديمي في بعض التخصصات التي تنقص الجامعات السودانية، ومنح أفضلية جمركية للصادرات والواردات بين البلدين.
كما سيبحث السيسي والبشير تطوير التعاون الأمني والعسكري في مجال مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود البرية وفي منطقة البحر الأحمر، إلى جانب تشكيل قوات حدودية مشتركة حول المعابر البرية المعروفة باستخدامها بكثافة من قبل ممارسي نشاط الهجرة غير الشرعية، وكذلك في المنطقة الحدودية المشتركة مع ليبيا.
كما سيتطرق اللقاء إلى قضية سد النهضة الإثيوبي والتنسيق المصري السوداني متزايد الوتيرة بشأنها، خصوصاً في اجتماعات "المجموعة الوطنية المستقلة للدراسات العلمية" التي شُكّلت بصورة سرية من 15 عضواً، بواقع 5 ممثلين لكل دولة. وتختص المجموعة بتقديم توصيات علمية لتقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث حول عملية ملء الخزان، واستغلال الموارد المائية المشتركة في تنمية الدول الثلاث وفق معايير عادلة، والتأكد من عدم انعكاس عملية ملء الخزان بالضرر على أي طرف، بحسب مصادر دبلوماسية للعربي الجديد.
وأشارت المصادر أن هذه المجموعة التي اجتمعت مرتين حتى الآن في الخرطوم، تشهد تقارباً مصريا سودانيا نحو تزكية مقترح لتحديد فترة ملء خزان سد النهضة بدلاً من 3 سنوات حسب المقترح الإثيوبي و7 أو 9 حسب المقترح المصري، وكذلك تقسيم فترات الملء خلال العام الواحد بالتنسيق بين مصر وإثيوبيا حسب حاجة الأولى ومستوى المياه المخزنة في بحيرة السد العالي. وترغب مصر في البناء على المقترحين مع السودان استغلالاً للتقارب الرسمي في المجالات التجارية والأمنية، في ظل استمرار تأجيل الاجتماع التساعي بين وزراء الخارجية والري والاستخبارات في الدول الثلاث الذي لم ينعقد الصيف الماضي، مع تصاعد وتيرة اتصالات استخباراتية بين الأطراف الثلاثة للتوصل إلى حل سياسي بالأساس.
وأكدت المصادر أن المباحثات ستتناول أيضاً قضية تسليم المتهمين السودانيين بالتسلل والتعدين غير الشرعي، مقابل تسليم الخرطوم بعض المطلوبين المصريين على خلفيات سياسية، والإجراء الأخير كانت قد بدأت فعالياته مباشرة بعد زيارة البشير السابقة للقاهرة، بتسليم عدد من الأشخاص بزعم الانتماء لجماعة "الإخوان المسلمين" واستقبلتهم سلطة الانقلاب باتهامات جديدة بالضلوع في تمويل عمليات إرهابية.
أضف تعليقك