قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، في مقال نشره الباحث في الشرق الأوسط إيال زيسر، إنه على الرغم من الأزمة التي تمر بها السعودية، إلا أنه لا يوجد حليف في منطقة الشرق الأوسط للولايات المتحدة ولإسرائيل، أكثر مصداقية من السعودية.
وأكد زيسر، أن المملكة السعودية تحولت بعد حادثة مقتل الصحفي خاشقجي، من حليف يتم التغزل به إلى دولة منبوذة يتنكر منها الجميع.
وأوضح أن في تل أبيب أيضا هناك من يدعو إلى إبقاء مسافة مع السعودية، بسبب عدم إيفائها بالقيم التي تميز بين الدكتاتورية الظلامية وبين الدول الغربية المتنورة، وتبيّن ضعفها بعد أزمتها في قضية خاشقجي.
ونبه إلى أن الهجمة التي تتعرض لها السعودية، بها قدر من النفاق والازدواجية، مهاجما في الوقت ذاته الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال إن تركيا، بوصفها دولة تسعى إلى التقدم، كان يفترض لها أن تقود المنطقة في مواجهة الكثير من التحديات، وتكون حليفا وثيقا بالولايات المتحدة، ونقطة استناد لا تقل أهمية في مواجهة إيران.
وتابع: "أردوغان اختار طريقا أبعدته عن دول عربية سنية كالسعودية ومصر، وتسبب في تدهور العلاقات مع (تل أبيب)".
وأوضح الكاتب المقرب من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أن الفراغ الذي خلفته تركيا، اضطرت السعودية لأن تملأه، دون تردد في مواجهة الإيرانيين وحلفائهم، حتى في اللحظات التي تخلت الإدارة الأمريكية عنها.
وأشار إلى أن هناك مبالغة في وصف السعودية، ودول خليجية أخرى، بأنها قوى إقليمية عظمى، لافتا إلى أنها ليست خالية من المشاكل، وأنها أضعف مما تبدو للناظر من الخارج.
وأردف أن توثيق العلاقات بين (تل أبيب) والسعودية، سيمهد للأخيرة تجاوز مشاكلها، وسيسمح لها بخلق جبهة متينة في مواجهة النظام الإيراني، والتقدم في تسوية سياسية مع الفلسطينيين.
وأضاف: "لا ينبغي التأثر بالقوة التي تظهرها السعودية، إلا أنه في الوقت ذاته، يجب عدم الاستهانة بمصادر قوتها، مؤكدا أن العلاقة بين (تل أبيب) والسعودية، يجب تقييمها بشكل أكبر، على الرغم من أنه ليس لإسرائيل والولايات المتحدة شريك آخر في المنطقة ذو مصداقية واستقرار كالسعودية.
وعقب الكاتب على جريمة قتل خاشقجي، مشددا على أن السعودية أخطأت في فعلتها في أراضي تركية، والنتيجة أنها أصبحت دولة "مجرمة"، والجميع يركلها ويهاجمها.
وأكد أنه على الرغم مما تتعرض له السعودية إلا أنها لم تصل للجرم الذي حدث في أماكن أخرى في العالم، منوها إلى أن تل أبيب ستفعل ما بوسعها بتجنيد نفوذها لاسيما في الولايات المتحدة، لإيجاد حل للأزمة التي وتّرت العلاقات بين السعودية والدول الغربية.
أضف تعليقك