كشف الدكتور موسى أبو مرزوق، القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، "يجري ترتيبات للقيام بجولة خارجية، تشمل عدة دول على المستويات العربية والإسلامية والدولية".
وجدد أبو مرزوق تأكيد حركته على أن ما يُبحث في القاهرة هي "تفاهمات إنسانية، وليست اتفاقيات موقّعة، تتعلق بتفكيك الأزمة الإنسانية في غزة وهي مرتبطة بالهدوء، دون وجود أي التزامات سياسية".
وبين أن التفاهمات تنص على "غياب المظاهر العنيفة في مسيرات العودة وكسر الحصار (المستمرة في غزة منذ نهاية مارس الماضي)، كالبالونات الحارقة والأكواع (متفجرات يدوية الصنع) واختراق الحدود"، دون رهن توقف المسيرات بتلك التفاهمات.
وأوضح أن غزة ستشهد، مقابل ذلك، "فتح المعابر وإدخال البضائع لتوريد الاحتياجات، وتصدير المنتجات وزيادة مساحة الصيد وتشغيل العمالة والخريجين ودفع رواتب الموظفين القائمين على عملهم، وحل مشكلة الكهرباء بتزويد المحطة بالوقود، تمهيداً لحل نهائي، وإيجاد حلول لمشكلة المياه".
كما تشمل التحسينات التي من المقرر إدخالها على غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني نسمة، "تسهيل تشغيل المصانع، كالخياطة، وإلغاء المساحات من البر إلى البحر، والتي كانت ممنوعة على سكان القطاع من المزارعين والصيادين".
وشدد أبو مرزوق على أن "المسيرات ستبقى مستمرة حتى رفع الحصار عن غزة بشكل كامل"، وأن "تراجع الاحتلال عن التفاهمات المبرمة لن يعجز الفلسطينيين عن الرد بكافة الطرق المتاحة".
وتابع أن سكان غزة بدءوا يستشعرون ثمار التفاهمات من خلال "فتح المعابر التجارية، وإدخال الوقود، ما أدى إلى زيادة نسبة وصل التيار الكهربائي، ودخول الأموال التي ستصل مباشرة إلى 50 ألف عائلة فقيرة بغزة، إضافة إلى البدء بمشاريع العمل المؤقتة لآلاف الشباب".
ولفت إلى أن مشاريع كُبرى سيتم تنفيذها في غزة، وفقًا للتفاهمات، بشكل "يقي القطاع من التحول إلى مدينة غير صالحة للحياة".
ونفى أبو مرزوق صحة أنباء عن قبول حركته بمنطقة حدودية عازلة تبلغ 300 متر بعيدًا عن السياج الأمني الفاصل بين شرق غزة وفلسطين المحتلة.
كما نفى ما يتردد عن حدوث تقدم في المفاوضات حول مصير جنود صهاينة أسرى لدى الحركة، بوساطة ألمانية.
وقال إن "كل ما أشيع حول الموضوع ليس له من الحقيقة نصيب، وألمانيا لم تتحرك في هذا الملف إطلاقًا".
وبشأن موقف الفصائل الفلسطينية من تفاهمات التهدئة، أجاب أبو مرزوق بأن "الفصائل الفاعلة (لم يسمّها) موافقة على التفاهمات، باستثناء بعض الحركات (لم يسمّها).
وشدد على أن تفاهمات التهدئة بغزة لن تمنع رد "المقاومة الفلسطينية، في حال حدوث انتهاك كبير في الضفة الغربية".
وكشف أبو مرزوق عن جهود أوروبية تُبذل في ملف التهدئة والقضايا الإنسانية بغزة، ممثّلة في مجموعة الدول الأوروبية الداعمة لفلسطين، بقيادة النرويج.
وقال: "تربطنا والنرويج علاقات رسمية وتواصل مستمر، وتلعب دورًا مباشرًا في أكثر من قضية، بينها التهدئة والقضايا الإنسانية، وهي ترأس المجموعة الأوروبية الداعمة لفلسطين، ويبذلون جهودًا في أكثر من اتجاه وأكثر من ملف".
وفي سياق آخر، قال القيادي في "حماس" إن تسلل القوة الصهيونية مؤخرا جاء لـ"أغراض استخبارية (لم يحددها)، عبر عملية أمنية صامتة".
وألمح أن "القوة الخاصة تسللت إلى القطاع عبر منفذ رسمي (المعابر التي تديرها السلطة من الجانب الفلسطيني).
وقال إن "سيطرة السلطة الفلسطينية (برئاسة محمود عباس) على منافذ القطاع، وغياب قوات الأمن العاملة قبل تفاهمات 2017 (أي القوات التابعة لحماس)، أثر سلبًا على الحالة الأمنية بغزة، ويفتح المجال لدخول جهات مشبوهة، وهذه مسألة وطنية بحاجة إلى وقفة كي لا نجعل غزّة مستباحة من الأعداء".
أضف تعليقك