بقلم: د. عزالدين الكومي:
“غادة عجمى” إحدى نائبات برلمان العسكر، التى ظهرت على قناة فرنس 24، فى وصلة ردح سوقية عن حقوق الإنسان مع باحثة فرنسية، فانتصبت نائبة برلمان العسكر تدافع عن القمع وانتهاكات حقوق الإنسان، والممارسات الإجرامية التى يتبناها النظام الانقلابى. وعندما انتقدت الباحثة الفرنسية “كلير تالون” أوضاع حقوق الإنسان في مصر، هاجت نائبة برلمان العسكر وأرغت وأزبدت، وهاجمت الباحثة الفرنسية بعبارات سوقية، كما لو كانت جالسة على إحدى المصاطب، قائلة لها: إن حقوق الإنسان لا تقف فقط عند قضايا الحريات لكنها تتعدى ذلك لمواجهة الإرهاب والفقر والبطالة، أين حقوق الإنسان من زوجات الشهداء، ومن كل شاب دفع عمره للبلد… عندنا أكثر من 40 ألف شهيد من الجيش والشرطة، فأين أنتم من حقوق مصر على مدى 4 سنوات؟… مصر كانت ستصبح ساحة للإرهاب الذي ينتشر في العالم، وليس فقط في البلدان العربية، لولا أن أنقذ قائد الانقلاب مصر والعالم العربي، والعالم كله، حقوق الإنسان عند ماما!!
لكن تعقيب الباحثة الفرنسية نزل على نائبة برلمان العسكر بمثابة الصفعة حيث قالت لها وبكل هدوء :شكراً على هذه المسرحية الرائعة، أنت لا تمثلين الشعب المصري… أنت تشاركين في برلمان مصنوع من المخابرات المصرية… هو (ماكرون) الذي عبر عن إحساسه بأن مصر بلد غير مستقر في عهد السيسي.
فترد نائبة برلمان العسكر بانفعال شديد قائلة: إحنا مصر السيسي، وليس لدينا ما نخجل منه، ويبدو أن كلير كما يقول المصريون “قرشت ملحتها”، فقالت لها الثورة ممكن تبدأ تاني بأي وقت… وفرنسا شاركت في عملية ظلم وصناعة ديكتاتور.
شهداء مصر هم من في السجون، هناك 60 ألف سجين من السياسيين، فترد نائبة العسكر على طريقة أرجوزات إعلام الانقلاب بقولها : وأنتي إيش عرفك، خليكي في اللي عندك هناك… ماحدش هايحصلنا، ومصر هاتكون أد الدنيا، وأم الدنيا… مستوى المشاريع التي قامت بها مصر لا تستطيع أي دولة في العالم أن تقوم بها… لم ولن ننظر إلى الخلف، وستظل مصر قوة عظمى ينحني لها الجميع بقوة تحارب الإرهاب، وإرادة سياسية لها كل الاحترام”.
نتمنى الاستقرار لفرنسا، وخليكم في السترات الصفراء، وفي اللي سرقوا الشانزليزيه عندكم! ولكن الباحثة الفرنسية وبنفس الهدوء تقول لها : “اللي بيحصل في مصر من كتر القمع والظلم، وعام 2018 شهد أكثر من 1500 حالة إخفاء قسري، والآلاف من الاعتقالات التعسفية… وهناك أمثلة مثل وائل عباس، وعلاء عبد الفتاح”، ولكن نائبة العسكر وقد انتابتها حالة من جنون البقر لتقول لها: “أنتي مالك بعلاء عبد الفتاح، ده مخالف للقانون، ومحرض”.
كلميني يا أختي على الألغام بتاعة منطقة العلمين اللي زرعتوها، وإلى الآن نعاني منها، – وطبعاً فرنسا لم تشارك في زرع ألغام العلمين، لأن معركة العلمين كانت بين بريطانيا وألمانيا-… وإحنا وراء الرئيس السيسي، ومش من حقك أنتي، ولا غيرك، ولا أي بلد في الدنيا يتكلموا عن مجلس النواب، أو أي جهة سيادية في البلد… وسنظل وراء الرئيس بكل قوتنا، سواء رضيتم أم لا… وتقولي بقى مسرحية أو فيلم، ده عندك هناك، عند ماما لكن عندنا إحنا بالقوة.
ومع استمرار دفاع نائبة برلمان العسكر بهذه الطريقة “سوقية” – شرشحة- عن النظام الانقلابى، قالت “كليرتالون”: “كنت أظن أني سأحضر حلقة من النقاش في القناة، لكني اكتشفت أني أشارك في مسرحية”، لكن نائبة برلمان العسكر، ترد عليها أنت لا تتكلمين بأدب، ولا احترام… لذلك لن أتكلم معكِ باحترام”.
وعندما قام نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى بمهاجمة نائبة الغبرة، وعن دفاعها عن النظام الانقلابى وكم الكذب والخداع الذى تتقنه نائبة برلمان العسكر قالت: أن مهاجميها بعد لقاء القناة الفرنسية تابعون لجماعة الإخوان وحركة 6 إبليس، اللى يتكلم بأدب هتكلم معاه بأدب لكن اللى هيتهكم على بلدى ورئيسى ومؤسسات دولتى مقدرش أسكت.
هى نفس النائبة التى طالبت من قبل بتطبيق حظر ارتداء النقاب في مصر على غرار القرار الصادر في الجزائر بمنع ارتداء النقاب في المصالح الحكومية.
لأن هذا المقترح من وجهة نظر هذا الكائن المهدد بالإنقراض، فى موطنه الأصلى، يأتي في إطار دعم جهود الدولة في محاربة الإرهاب والكباب، لأنه يمكن استغلال هذا النقاب في تنفيذ مثل هذه العمليات الإرهابية أو المساعدة على تنفيذها لأنه يخفي هوية الشخص الذي يرتديه.
ومع أن الأدلة دامغة على جرائم وفساد النظام الانقلابى وبقية المرتزقة المنتفعين من هذا النظام، إلا أنهم يصرون على تزييف الحقائق، وهم يعلمون أن الأوضاع فى البلاد لاتطاق، وأن الذى أوصلنا إلى هذا المستنقع من الانحطاط هو النظام الانقلابى.
وأن الشعب يعرف مايدور على الأرض والغرب المنافق يعرف ذلك أيضا لكنها المصالح التى تعلو على المبادئ، وماهذه النائبة وأعضاء مجلسها ماهم إلا مجموعة أبواق للباطل وحناجر تصدح بالزور والبهتان، وأنهم مع من يدفع، والشعب يعلم أن هؤلاء هم الأعداء، وهم الثورة المضادة التى تعيش على امتصاص دماء الشعب المطحون وحتماً سيأتي اليوم الذي يقتص فيه الشعب من هؤلاء المرتزقة.
(إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا).
أضف تعليقك