بقلم عز الدين الكومي
أثارت مشاركة “جميلة بوحيرد”، فى مظاهرات الشعب الجزائرى الرافضة لترشح “عبد العزيز بوتفليقة” لولاية رئاسية خامسة، استغراب الكثيريين، لأن هذه المناضلة كما يحلو للبعض أن ينعتها، فى الوقت الذى تشارك فى مظاهرات ترفض ترشح بوتفليقة لولاية جديدة، وهذا شيئ جيد لا غبار عليه، ولكنها بالأمس القريب دعمت أنظمة الحكم العسكرية الشمولية وأشادت بها.
فقد دعمت النظام الانقلابى العسكرى فى مصر، كما دعمت طاغية الشام السفاح “بشار الأسد” فى وسوريا، وبالتالى هى لاتختلف عن غيرها من قومجية وعربجية ويسارجية الأعراب المتناقضين فى كل مواقفهم، بالأمس كانوا مناضلين للإستعمار والإمبريالية، واليوم يدعمون سفاكى الدماء من عملاء الاستعمار الذى ناضلوه بالأمس!!
هذه العجوز الشمطاء، التى شاركت فى مظاهرات الجزائريين المطالبة بالتغيير، لكنها فى نفس الوقت تؤيد من تلطخت أيديهم بدماء شعوبهم، وقهرهم وإذلالهم، فالقيم والمبادئ لاتتجزأ!!
ولم تكتف بأشادتها بقائد الانقلاب، وبما يقوم به فى حربه ضد الإرهاب المزعوم، بل قالت: أنه يخوض حرب وجود لمنع تقسيم العالم العربي، على الرغم من كل الاتهامات الموجهة للنظام الانقلابى من المنظمات الحقوقية الدولية، حول انتهاكات حقوق الإنسان، والقمع الذى تمارسه الأجهزة الأمنية، ودون أن تتحدث ولو بكلمة عن انتهاك الحريات وأحوال المعتقلين والمعتقلات في سجون الانقلاب التى يزيد عدد المعتقلين فيها على 60 ألف معتقل ومعتقلة!!
ولم تكتف بهذا الإطراء السمج لقائد الانقلاب، بل اعتبرت أن ماحدث فى ثورات الربيع العربى خديعة، على حد زعمها، وألقت باللائمة على بعض الشباب الذين اعتبرتهم مسلوبي الإرادة والعقل غير المدركين لما يحاك للهوية العربية، من محاولات طمس وتغييب عبر نظرية فرض الأمر الواقع على الوطن العربي، حيث تعمل قوى الشر على تمزيقه وتقسيمه،
وفى حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط قالت: بأن قائد الانقلاب يخوض حرب وجود لمنع تقسيم العالم العربي.
وما قامت به هذه العجوز من إشادة بهذا الطاغية، أدى إلى اهتزاز صورة المناضلة لدى كثيرين من رافضى الانقلاب، الذين طالما اعتبروها رمزاً للكفاح ضد الاستعمار والحكام الخونة، وأيقونة ثورية لحقوق الأمم وحريات الشعوب.
وإلا كيف تشيد هذه العجوز الشمطاء بهذا الدكتاتور الذى سحق الحريات فى البلاد، ونكل بالنساء والفتيات، حيث سجنت المرأة وتم اغتصابها في مقرات الاحتجاز، وعانت المرأة من القهر والظلم خلال زيارات المعتقلين، ومازالت تعاني خلف ابنها وبنتها وزوجها وأخيها وأبيها.
ومن المفترض أن تكون هذه المناضلة فى صف الشعوب المقهورة، وليس فى صف الحكام المجرمين، وأن تكون على إيمان بثورات الشعوب من أجل الحرية، وكسر قيود العبودية التى فرضتها الأنظمة القمعية الشمولية على شعوبها.
كما أنها زارت لبنان في نهاية 2013 أي بعد عامين ونصف العام من الثورة ضد الأسد، ليتم تكريمها من قبل قناة “الميادين” الموالية لإيران، والتي مارست دوراً كبيرا في تضليل الحقائق وتشويه الثورة السورية وما يجري على الأرض.
والسؤال هنا لهذه العجوز الشمطاء كيف يكون مناضلاً من أيد سفاكى الدماء المطالبة بالحرية والكرامة الإنسانية ؟ تباً لهذا النضال الذى يتعامل مع الثورات بهذه الإزدواجية الاستعمارية، تباً وألف تب!!
لكن ماذا تقول فى عجوز شمطاء صورتها لنا سينما “يوسف شاهين” بأنها مناضلة ضد الاستعمار الفرنسى، الذى قتل أكثر من مليون شهيد” من الشعب الجزائرى، وفى النهاية تزوجت من رجل فرنسى مستعمر، وأحد الذين شاركوا فى محاكمتها ؟!!
وهل هذه العجوزالشمطاء، عندما أشادت بالطاغيتين، ألم تعلم بأن هناك مئات النساء يقبعن تحت التعذيب في سجون ومعتقلات النظام الانقلابى والنظام النصيرى الطائفى، ومع ذلك أشادت بالنظامين، يكفي الربيع العربى فخراً، أنه أسقط كل المناضلين المزيفين!!
أضف تعليقك